سليمان صاحب الشخصية القوية منذ الصغر

امتلك شخصية قوية وباحثة منذ الصغر، هجّر قسراً من مدينته نتيجة الهجمات التركية في مقتبل عمره، ترعرع في كنف عائلة وطنية، تعرفت على حركة حرية كردستان في الثمانينيات. 

سليمان صاحب الشخصية القوية منذ الصغر
سليمان صاحب الشخصية القوية منذ الصغر
سليمان صاحب الشخصية القوية منذ الصغر
سليمان صاحب الشخصية القوية منذ الصغر
سليمان صاحب الشخصية القوية منذ الصغر
سليمان صاحب الشخصية القوية منذ الصغر
22 تشرين الأول 2023   02:32
مركز الأخبار
أحمد سمير/ عباس خلف

وُلد سليمان عنتر بوزي عام 2003، في قرية عين الحصان في ريف مدينة سري كانيه المحتلة، من عائلة مكونة من 22 فرداً، متزوج وله ابن وابنة.

ترعرع في كنف عائلة وطنية، تعرفت على حركة حرية كردستان في الثمانينيات وناضلت في سبيل القضية الكردية.

تبدأ قصة الشهيد سليمان بسؤال، عندما كان في الـ 11 من عمره، طرحه على والده واستفسر منه عن صور الشهداء والقائد عبد الله أوجلان المعلقة على جدران منزلهم في قرية عين الحصان، يسرد والده "عنتر بوزي" تلك اللحظات قائلاً: "عرّفته على النضال الذي يخوضه القائد وخاضه الشهداء من أجل القضية الكردية، قمت بتربية أطفالي على حب هذه الحركة، وهو تأثّر بذلك".

بعد انضمام سليمان بوزي إلى قوى الأمن الداخلي قام بتعليق صور رفاق دربه الشهداء على جدران المنزل، اندهش والده من موقفه على الرغم من صغر سنه، وهنا طرح والده عليه السؤال نفسه الذي كان قد طرحه هو عليه قبل 9 سنوات، يلفت "بوزي": "قال لي سليمان إنه يقوم بهذا العمل ليعرّف أبناءه على الحركة والقائد والشهداء، ويورث ما تربى عليه لأبنائه".

طفولة سليمان وتهجيرهم

وعن محطات حياته وطفولته قال والده "عنتر بوزي": "لم أشعر يوماً أن الشهيد سليمان طفل، فقد كان أكبر من عمره، مفعماً بالحيوية، الابتسامة مرسومة على وجهه دائماً، كان يذهب إلى المدرسة لكنه لم يحب الدراسة".

ولم ينهِ سليمان بوزي المرحلة الابتدائية فقد درس حتى الصف الخامس فقط، وقرر من تلقاء نفسه ترك مقاعد الدراسة واتجه للعمل في الصناعة لمساعدة والده على إعالة العائلة.

في عام 2019 تزوج سليمان، وبعدها تجرعوا مرارة التهجير والنزوح بعد أن شنت دولة الاحتلال التركي، في 9 تشرين الأول 2019، هجوماً على سري كانيه وكري سبي لاحتلالهما. وبفعل الجرائم والمجازر التي ارتكبها العدوان، نزحت عائلة الشهيد سليمان إلى مدينة ديرك، وهم يمكثون الآن في قرية خانا سري.

عنتر بوزي تحدث بحرقة وألم عن طريقة نزوحهم من قريتهم (عين الحصان) وأوضح: "نزحنا عام 2019، دمرت تركيا ومرتزقتها منازلنا، لقد قاموا بتدميرها ونهبها، ولم يُشفَ غليلهم هكذا، حتى أدخلوا الآليات الثقيلة إلى القرية وقاموا بتدمير القرية عن بكرة أبيها ومسحها عن الجغرافية".

من لا يعرف سليمان!

أوضح والده: "بعد مجيئنا إلى مدينة ديرك، رفض العمل كعامل عادي هذه المرة، وقرر أن يعمل في السلك الأمني، لينضم إلى قوى الأمن الداخلي، وقد ناضل في صفوف هذه القوى لعامين".

انضم سليمان بوزي لصفوف قوى الأمن الداخلي في نيسان عام 2022، ومن ثم قوات مكافحة المخدرات.

ومن لا يعرف سليمان أو "سلو" كما يحبّ رفاقه مناداته، حيث يعرفه الجميع من ديرك إلى قامشلو، على الرغم من عدم مضي سوى عامين على انضمامه لقوى الأمن الداخلي، بهذه الكلمات أشار والده إلى الروح الرفاقية التي امتلكها سليمان.

"أنا فخور به كثيراً"

خضع الشهيد سليمان لـ 3 دورات خلال فترة نضاله ضمن قوى الأمن الداخلي، واستذكر والده آخر حديث له معه، قبل انطلاقه إلى دورة تدريبية لمكافحة المخدرات، سألته: "هل ستقضي عملك وحياتك في التدريبات"، فأجاب: "أنا ذاهب لأقوم بتطوير ذاتي أكثر، لأطور من مستوى عملي، وأكون أكثر تنظيماً في عملي"، وقال أيضاً: "سأذهب هذه المرة إلى التدريب وستكون الأخيرة".

عبّر والده عن اعتزازه بشجاعة ابنه وإصراره، وقال: "أنا فخور به كثيراً، فخور بشهادته"، وتحدث أيضاً عن صفاته وخصاله، وذكر: "كان يملك هيبة وجسارة وشخصية قوية، تأثرت أنا به".

"محبّ للحركة وشهدائها"

أوجزت أمينة محمد، جدة الشهيد سليمان التي قامت بتربيته بحب وحنان إلى جانب والدته، قصة حياته في عدة كلمات، وهي أن جميع خصاله وصفاته جيدة، لم يقم بعمل يزعج الآخرين يوماً، محبٌّ للحركة وشهدائها.

"سأعود لأقوم بحماية وطني وشعبي"

بعد تهجيرهم من مدينتهم 2019، توجّه الشهيد سليمان إلى جنوب كردستان للعمل، وأوضحت أمينة محمد: "أرسلناه إلى جنوب كردستان، لكن لم يبقَ هناك سوى شهرين وعاد، لارتباطه بأرضه. سليمان لم يستطع ترك تراب هذا الوطن لتعلقه بها".

بعد عودته من جنوب كردستان، قرر سليمان الالتحاق بصفوف قوى الأمن الداخلي لتأمين الأمن والاستقرار لسكان المنطقة، قال شقيقه مصطفى بوزي، وهو مقاتل في صفوف قوات سوريا الديمقراطية: "لم يتحمّل سليمان مرارة ومشقة الغربة عن روج آفا، واستذكر حديثاً له، قال لي سأعود هذه المرة لأقوم بحماية وطني وشعبي وأسرتي".

"متى سأحل ضيفاً على الشهداء"

ونوّه مصطفى بوزي: "كان يحدثني دائماً ويقول متى سأحلّ ضيفاً على الشهداء. حتى الآن استشهد 22 شخصاً من العائلة ومستعدون أن ندفع 22 آخرين".

(أ ب)

ANHA