جبهة جنوب لبنان تشتعل وأرقام الخسائر كارثية

قُتل منذ اندلاع الاشتباكات بين حزب الله وإسرائيل في 8 تشرين الأول حتى آب 110 أشخاص، 390 عنصراً من حزب الله. ودمرت 3500 وحدة سكنية وحوالي 12 ألف وحدة سكنية أصيبت بأضرار جسيمة و20 ألف بأضرار خفيفة.

جبهة جنوب لبنان تشتعل وأرقام الخسائر كارثية
جبهة جنوب لبنان تشتعل وأرقام الخسائر كارثية
جبهة جنوب لبنان تشتعل وأرقام الخسائر كارثية
جبهة جنوب لبنان تشتعل وأرقام الخسائر كارثية
جبهة جنوب لبنان تشتعل وأرقام الخسائر كارثية
2 يلول 2024   07:00
بيروت
رانيا عبيد

يعيش لبنان على وقع التراشق العسكري والتصعيد الميداني بين حزب الله واسرائيل في ضوء إعلان الجيش الاسرائيلي مجدداً عن رفع الجهوزية على الجبهة الشمالية.

فبعد أحد عشر شهراً على حرب غزة وفتح جبهة الجنوب، فإن إطلاق النار لا يزال قائماً والأعمال العدائية مستمرة؛ على الرغم من المواقف الدولية ولاسيما تأكيد أميركا وإيران على عدم الرغبة في توسيع رقعة الحرب، إلا أن صوت الغارات والقصف في الجنوب أعلى من كل الأصوات الداعية لوقف الحرب.

هذا وتحمل جبهة الجنوب اللبنانية المشتعلة خسائر فادحة بالبشر والحجر وتداعيات كارثية اجتماعيا واقتصادياً، من دون أي أفق للتهدئة يضع حداً لحالة الاستنزاف الكبيرة.

7800 هجوم

مدير شركة (ستاتيستكس ليبانون) المتخصصة باستطلاعات الرأي العام والدراسات التسويقية، ربيع الهبر فنّد بالأرقام لوكالتنا الخسائر المترتبة عن جبهة الإسناد في جنوب لبنان، إذ بلغ عدد الهجمات بين حزب الله واسرائيل حتى شهر آب 7800 هجوم، أما عن عدد الأشخاص الذين تركوا أماكن سكنهم وانتقلوا إلى أماكن أكثر أمناً فبلغ 120 ألف شخص.

وعن عدد المدنيين الذين سقطوا في معارك جنوب لبنان، فبلغ عددهم 110 أشخاص وقتلى حزب الله بلغ 390 عنصراً.

أما عن نسبة الخسائر في المباني السكنية فوصلت إلى 60% نتيجة الغارات والقصف المدفعي، وهذه النسبة تتضمن 3200 مبنى سكني، وبالتالي فإن البلدات الأكثر تضرراً في جنوب لبنان هي عيتا الشعب وكفركلا وبليدا.

تدمير 3500 وحدة سكنية

وأوضح ربيع الهبر أن أكثر من 3500 وحدة سكنية تم تدميرهم بشكل كامل أو جزئي وقرابة 12 ألف وحدة سكنية أصيبت بأضرار جسيمة و20 ألف بأضرار خفيفة.

وعن تداعيات الحرب على حركة السياحة فقد انخفضت إلى 70%، أما حركة الطيران مقارنة بالعام 2023 فكانت 6500 لتنخفض هذا العام وحتى شهر آب إلى 5 آلاف رحلة؛ أما قطاع الفنادق فانخفض الإشغال فيه الى 15%.

في المحصلة إذاً، بلغ عدد القتلى في جنوب لبنان 480 و1438 جريحاً حتى شهر تموز.

والخسائر المادية وصلت الى 3 مليار دولار، ولاسيما في قطاع البناء والسياحة والسفر.

تمديد ولاية اليونيفيل مظلة لاستقرار الجنوب

جاء قرار تجديد مهمة قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل) لسنة جديدة بعد التصعيد الأعنف بين حزب الله وإسرائيل، ورد الحزب على اغتيال القيادي فؤاد شكر. فقد وافق مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة بالإجماع على تجديد مهمة اليونيفيل لعام آخر.

كما حثّ مجلس الأمن جميع الجهات الفاعلة على تنفيذ تدابير فورية نحو خفض التصعيد، وإعادة الالتزام بالتنفيذ الكامل لجميع بنود القرار 1701.

وكانت اليونيفيل في وقت سابق قد وصفت الوضع على الخط الأزرق بالمقلق، ودعت إلى وقف الأعمال العدائية، على أن يليه تنفيذ القرار 1701.

والخط الأزرق هو الخط الفاصل الذي رسمته الأمم المتحدة في 7 يونيو 2000، ويفصل بين لبنان من جهة وإسرائيل وهضبة الجولان المحتلة من جهة أخرى.

 ويُنظر إلى التمديد لليونيفيل على أنه غطاء دولي للبلاد، ويبرز تصدر الاستقرار في لبنان أولويات الدول الصديقة له.

جبهة الجنوب بين إسناد غزة وحرب استنزاف لم يقررها لبنان

بين مؤيد ورافض لحرب الجنوب يرفض مصدر نيابي الكشف عن هويته لأسباب أمنية، ولكنه تحدث لوكالتنا عن الموضوع، وقال إن حزب الله يزجّ لبنان في حرب لا يريدها ولم يقررها غالبية الشعب اللبناني. ونوه أن هذه الحرب تستنزف لبنان واقتصاده وقدرة اللبنانيين على التحمّل. بالإضافة إلى الأعمال القتالية في الجنوب والقصف الإسرائيلي الذي أدى إلى دمار هائل في الممتلكات والأراضي الزراعية.

وحول التمديد لليونيفيل فيرى المصدر أن هذا القرار يثبت اهتمام المجتمع الدولي بلبنان، وهو بمثابة مظلة للأحداث الدائرة في الجنوب.  

ويرى أن الحل لن يكون إلا بتطبيق القرار 1701 بوصفه المسار الوحيد للتهدئة ووقف الحرب بين حزب الله وإسرائيل.

فيما عدَّ عضو اللقاء الديمقراطي النائب في البرلمان اللبناني بلال عبد الله لوكالتنا أن: "المسألة ليست بالتأييد أو بعدم التأييد، فالموضوع مرتبط بالصراع الفلسطيني اللبناني مع العدو الاسرائيلي منذ العام 1942، والحياد في هذا الموضوع غير منطقي، فإسرائيل لا تنتظر فتح جبهة الجنوب من عدم فتحها للتعدي على لبنان، وخروقاتها لسيادة الأراضي اللبنانية التي بدأت في العام 2006، في حرب تموز لا تزال مستمرة حتى اليوم".

وأوضح عبد الله أن المبدأ الأساسي يتمثل بعدم انجرار لبنان إلى حرب شاملة، وهذا ما يحصل اليوم من خلال احترام قواعد الاشتباك بالحد الادنى.

ويرى عبد الله أن مسار الحرب والمواجهة مرتبط بالعدائية التي تمارسها إسرائيل منذ أحد عشر شهراً من خلال الإبادة الجماعية على فلسطين، التي لم يلجمها المجتمع الدولي ولا المناشدات التي دعتها للتوقف عن حربها. 

لبنان غير جاهز لمواجهة شاملة

عبد الله يرى أن لبنان غير جاهز لمواجهة شاملة لا سياسياً ولا اقتصادياً ولا اجتماعياً، وليس لديه القدرة على تحمّل فترة حرب طويلة وشاملة مع إسرائيل، والدليل ما يحصل في فلسطين مع التواطؤ الكامل من قبل المجتمع الدولي.

ونوه عبد الله إلى أن الجهد الآن ينصب على عدم الانجرار إلى حرب شاملة، وهذا ما تقوم به الحكومة اللبنانية، وقال: "ونحن ندعمها ولكن هذا الجهد يبقى لبنانياً وعلينا انتظار ما تريده اسرائيل مع مواصلتها للإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني، فهي لم تكتفي بحربها على غزة بل تمدد حربها إلى الضفة الغربية ويجب انتظار مخططها العدائي في المنطقة".

سيناريو اليوم المقبل للجنوب يتمثل باستمرار ربط الجبهتين

وبعد هجوم حزب الله على إسرائيل وردّه على اغتيال القيادي فؤاد شكر، عادت جبهة الإسناد الجنوبية إلى وتيرتها اليومية المتمثلة بالقصف المتبادل واستهداف المواقع العسكرية هذا ما يقوله الخبراء العسكريون، أما إقليمياً، فالأنظار شاخصة على الرد الإيراني الذي ينتظر مفاوضات القاهرة العالقة على طلب اسرائيل بالتمسك بمحوريَ فيلادلفيا ونتساريم، وبالتالي فإن نتائج المفاوضات ستنسحب على المنطقة ولاسيما على لبنان مع تأكيد أمريكي على أن رقعة توسيع الحرب باتت بعيدة.

(أ ب)

ANHA