باحثة: الواقع ينفى فرضية وجود قوى عظمى تستطيع إيقاف حرب إسرائيل وحماس

رأت باحثة في العلاقات الدولية أن العنصر الرئيس في تحول الصراع بين إسرائيل وحماس إلى حرب 'لانهائية' هو هشاشة المنظمات والمؤسسات الدولية في فرض قرارات وصياغات إلزامية لإنهاء الصراع والانتقال إلى مرحلة التفاوض السياسي. وأضافت أن ضعف التنسيق العربي-العربي في اتخاذ قرارات حاسمة وإلزامية للجميع أسهم أيضاً في تفاقم الوضع.

باحثة: الواقع ينفى فرضية وجود قوى عظمى تستطيع إيقاف حرب إسرائيل وحماس
باحثة: الواقع ينفى فرضية وجود قوى عظمى تستطيع إيقاف حرب إسرائيل وحماس
6 يلول 2024   05:00
مركز الأخبار
كيفارا شيخ نور

يشهد الشرق الأوسط حالياً صراعاً وحرباً عظمى دولية في إطار تبعات الحرب الدائرة ما بين حماس وإسرائيل، والتي لا أفق واضح لنهايتها، وذلك في ظل غياب الضغط الحقيقي لوضع حد لاستمرار سفك الدماء في هذه البقعة الصغيرة من العالم. 

وترى الباحثة في العلاقات الدولية والأمن الإقليمي الدكتورة إيمان زهران، أن سرديات الصراع القائم تفرض تحولاً في المشهد العملياتي القائم، وذلك استناداً لتحركات الجيش الإسرائيلي.

وأشارت إلى أنه وعلى الرغم من عملية طوفان الأقصى التي أظهرت تحولاً نوعياً في المقاومة، وعززت من مبدأ وحدة الساحات بين مختلف فصائل الداخل والأذرع الممتدة بدول الإقليم، إلا أنه بالمقابل، اعتمدت إسرائيل سياسة "الأرض المحروقة" على نحو من توظيف الحرب القائمة لإعادة الترسيم الديمغرافي لقطاع غزة والضفة الغربية".

ونوهت أن ذلك يسهم في وأد التصورات العربية حول الحل وإقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود 1967.

وعن تحول هذه الحرب إلى حرب أبدية لا مدى منظور لنهايتها، ذكرت الدكتورة أيمان زهران أن "العنصر الرئيس في تلك الإشكالية يتمثل في مدى هشاشة المجتمع الدولي والمنظمات والمؤسسات الدولية في فرض قرارات وصياغات إلزامية لإنهاء الصراع القائم والانتقال لمرحلة التفاوض السياسية والاستجابة الفاعلة لآليات الحل، فضلاً عن ضعف التنسيق العربي -العربي في اتخاذ قرارات حاسمة وإلزامية للكافة".

لا تزال المحاولات الشكلية لوقف الحرب ما بين إسرائيل وحماس قائمة من جهة، ومن جهة أخرى هناك أطراف تقف حائرة أمام سفك الدماء المستمر منذ 11 شهراً، وعن مدى قدرة ونية تلك الأطراف من وقف الحرب، ترى إيمان زهران أن "الواقع ينفى فرضية وجود قوى عظمى تستطيع إيقاف الحرب الدائرة".

معيدة ذلك لسياسة نتنياهو الداخلية "خاصة على الأراضي الفلسطينية، استناداً لـ "بنك الأهداف" الخاص بنتنياهو والذي يتباين ما بين إرضاء اليمين المتطرف والإطاحة بكل الجبهات المناوئة له خاصة في المؤسسات العسكرية والأمنية، أو إزاحة مشكلات الداخل، بالإضافة للترويج لفكرة "النصر المطلق" وتوظيفها في بناء مشروعية داخلية لاستمرار العمليات العسكرية، وإعادة بناء شعبيته التي تهاوت كثيراً عقب عملية طوفان الأقصى".

وأضافت "فضلاً عن عدم الاستجابة الإسرائيلية لأي من القوى الدولية، أو الضغط الأميركي أو الدولي لإنهاء الحرب على نحو ما يدفع بمزيد من الرهانات على مستقبل الوضع الحالي وترتيبات اليوم التالي لغزة".

وفيما يخص إيجاد حل لهذا الصراع، لفتت الباحثة في العلاقات الدولية والأمن الإقليمي إلى أنه من الصعب الحديث عن حلول واقعية وملزمة لإنهاء الصراع القائم، خاصة وأنه يُعرف بالصراع الممتد، فضلاً عن كون رهانات المفاوضات دوماً ما تقابل بالفشل نتيجة لاختلاف الأجندات السياسية والعسكرية الحاكمة لمسار الصراع على نحو ما يدفع بمزيد من الإخفاقات.

(أم)

ANHA