الصحافة العالمية تسلط الضوء على التغلغل الروسي داخل تركيا

أشار تحليل بريطاني إلى أن الرئيس الروسي وعبر بناء محطة نووية في تركيا، كان يتصور أن الفوائد المترتبة على امتلاك بنية أساسية استراتيجية في إحدى دول حلف شمال الأطلسي تفوق المخاطر المالية، فيما قالت القيادة المركزية الأميركية إن حاملة طائرات ثانية تابعة للبحرية، وصلت إلى الشرق الأوسط برفقة مدمرات الصواريخ الموجهة.

الصحافة العالمية تسلط الضوء على التغلغل الروسي داخل تركيا
22 آب 2024   08:52
مركز الأخبار

تناولت التحليلات والتقارير العالمية، الصادرة اليوم، تغلغل روسيا داخل تركيا وإرسال واشنطن المزيد من حاملات الطائرات إلى الشرق الأوسط، وذلك على وقع التوترات الإقليمية.

تحذيرات من الصفقات النووية بين روسيا وتركيا

عدَّ تحليل لصحيفة فايننشال تايمز البريطانية أنه إذا اطلب من الأمين العام لحلف شمال الأطلسي أن يذكر أي قرار اتخذه رجب طيب أردوغان أزعجه أكثر من غيره، من المحتمل أن يقول شراء نظام الدفاع الصاروخي الروسي S-400 ، لكن حلف شمال الأطلسي يواجه حالياً مشكلة أكبر عندما يتعلق الأمر بالعلاقات بين تركيا وروسيا وهي (محطة أكويو للطاقة النووية).

وأشار التحليل إلى أن أردوغان شخصياً كان يريد بناء هذه المنشأة، التي تبنيها شركة روساتوم المملوكة للدولة الروسية على ساحل البحر الأبيض المتوسط، "أول محطة للطاقة النووية في تركيا"، حيث تحتفظ روسيا بملكية الأغلبية في هذه الشركة ناهيك عن تحمّلها لجميع المخاطر المالية والتشغيلية ومخاطر البناء.

وتغطي الحزمة الشاملة التي تقدمها موسكو أعمال البناء والتشغيل وتدريب الأفراد، والتعامل مع الوقود النووي المستهلك، وكلها أمور جذابة للغاية بالنسبة لوافد نووي جديد مثل تركيا. إن عقود البناء والتشغيل باهظة الثمن بالنسبة لموسكو، ولهذا السبب لم تنفذها روسيا إلا في أكويو وهي مترددة في استخدامها مرة أخرى. ولكن لا بد أن الرئيس فلاديمير بوتين كان يتصور أن الفوائد المترتبة على امتلاك بنية أساسية استراتيجية في إحدى دول حلف شمال الأطلسي تفوق المخاطر المالية.

ونوه التحليل إلى أن محطة أكويو للطاقة النووية تقع بالقرب من قاعدة إنجرليك الجوية، التي تضم أكبر منشأة لتخزين الأسلحة النووية في حلف شمال الأطلسي ومركزاً لدعم مهام التحالف. ويقع المصنع أيضاً على مقربة من منشأة رادار الدفاع الصاروخي الباليستي التابعة لحلف شمال الأطلسي في كورجيك. وقد تقوم تركيا ببناء رادار آخر لحماية المحطة. ويخشى المحللون العسكريون ومسؤولو الدفاع من أنه بما أن محطة أكويو للطاقة النووية تابعة لروسيا، فقد تطلب موسكو تشغيل هذا الرادار وجلب قوات لتوفير الأمن.

حاملة الطائرات الثانية التابعة للبحرية الأميركية تصل إلى الشرق الأوسط

قالت القيادة المركزية الأمريكية إن حاملة طائرات ثانية تابعة للبحرية، وهي يو إس إس أبراهام لينكولن، وصلت إلى الشرق الأوسط برفقة مدمرات الصواريخ الموجهة، بحسب تقرير لشبكة سي بي أس الأميركية.

وأُضيفت الحاملة، المجهزة بطائرات مقاتلة من طراز F-35، إلى السفن الأميركية الموجودة بالفعل في المنطقة، بما في ذلك حاملة الطائرات يو إس إس تيودور روزفلت، التي وصلت في منتصف تموز. وأمر وزير الدفاع لويد أوستن لينكولن بالعبور من منطقة المحيطين الهندي والهادئ إلى الشرق الأوسط في وقت سابق من هذا الشهر، بينما تستعد إدارة بايدن للدفاع عن إسرائيل ضد هجوم إيراني متوقع.

وبالإضافة إلى لينكولن، أمر أوستن بإرسال الغواصة يو إس إس جورجيا، وهي غواصة صاروخية موجهة، إلى الشرق الأوسط في اعتراف نادر بمكان وجود الغواصة الأميركية. آخر مرة اشار فيها البنتاغون إلى وجود غواصة كانت في تشرين الثاني 2023، في الأسابيع التي تلت عملية حماس.

وتضيف السفينة يو إس إس جورجيا، التي من المقرر أن تصل إلى الشرق الأوسط قريباً، ويو إس إس لينكولن، إلى السفن الموجودة بالفعل في المنطقة، بما في ذلك ثماني مدمرات، وفقاً لمسؤولي البحرية.

وجاءت هذه الأوامر بعد أيام من تعهد كل من حزب الله في لبنان وإيران بالانتقام من إسرائيل بسبب الاغتيالات المتتالية التي وقعت في نهاية تموز. وأعلنت إسرائيل مسؤوليتها عن الغارة التي أسفرت عن مقتل القيادي في حزب الله فؤاد شكر في إحدى ضواحي بيروت، لكنها لم تقدم تأكيداً على مقتل إسماعيل هنية القيادي في حماس في طهران.

وخلال الهجوم الانتقامي الإيراني على إسرائيل رداً على هجوم على قنصلية إيرانية في نيسان، ساعدت مدمرات البحرية مثل "يو إس إس كارني" في إسقاط بعض الصواريخ القادمة. الهجوم، الذي استخدم أكثر من 300 صاروخ وطائرة بدون طيار، لم يتسبب إلا في أضرار طفيفة بسبب الإجراءات الدفاعية لإسرائيل والولايات المتحدة وحلفاء آخرين.

هذه المرة، قال مسؤولون أميركيون للشبكة إن مفاوضات وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس قد أوقفت الرد الإيراني مؤقتاً. وقال البنتاغون إن الولايات المتحدة سترسل قوات إضافية لدعم إسرائيل في حالة وقوع هجوم والاستعداد لأي تصعيد.

(م ش)