التصحر.. سُقام يهدد كوكب الأرض

أصبح التصحر سُقاماً يهدد الأرض والبشرية والمناخ، وتتقلص الأراضي الصالحة للزراعة لتتحول إلى أراضي قاحلة قفراء.

التصحر.. سُقام يهدد كوكب الأرض
16 حزيران 2024   05:12
قامشلو

يصادف الـ 17 من حزيران اليوم العالمي لمكافحة التصحر والجفاف، الذي أقرته الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1994. وذلك لتسليط الضوء على هذه الظاهرة وضرورة مواجهة تداعياتها.

ويعني التصحر تراجع خصوبة التربة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة والمناطق الجافة وشبة الرطبة، وهو عملية هدم أو تدمير للطاقة الحيوية للأرض الذي يؤدي إلى ظروف تشبه الظروف الصحراوية، ويُعدّ مظهراً من مظاهر التدهور الواسع للأنظمة البيئة، ما يؤدي إلى تقلص الطاقة الحيوية للأرض ومن ثم التأثير السلبي على إعالة الوجود البشري.

أسباب التصحر

ويرجع أسباب التصحر إلى عدة عوامل طبيعية وبشرية، وتتمثل الأسباب الطبيعية في تفاقم ظاهرة التغير المناخي وتناقص هطول الأمطار، وزيادة موجات الجفاف ومعدلات انجراف التربة وتملحها. كما تسهم أيضاً حرائق الغابات وزحف وطغيان الكثبان الرملية على الأراضي الزراعية والمناطق الرطبة، في تقليص المساحات الزراعية وزيادة نسبة التصحر.

وتتمثل الأسباب البشرية في الضغوط الناتجة عن الزيادة السكانية، والممارسات الخاطئة وغير المراعية لقدرات النظم البيئية وطبيعة التربة، مثل الرعي الجائر وتجريف التربة الزراعية وإزالة الغابات وتحويل المجاري المائية وأنشطة التعدين، وردم أو تجفيف المسطحات المائية. 

كما أن الحروب والعمليات العسكرية تؤدي إلى زيادة تفاقم التصحر، لاستخدام الدول المهيمنة الطبيعة في الصراعات من حفر الخنادق وزرع الألغام وتفجير المنشآت، واستخدام الأسلحة الكيماوية، وهذا ما تفعله دولة الاحتلال التركي بطبيعة كردستان.

ويمثل أيضاً تجفيف الأراضي الرطبة وتجريف الأراضي الزراعية لصالح المشروعات التنموية وبناء المساكن والمناطق العمرانية، عاملاً مهماً ومؤثراً في زيادة نسبة التصحر. وهناك أمثلة كثيرة كتجريف دولة الاحتلال التركي البساتين في مدينة عفرين المحتلة وبناء مستوطنات ضمنها بالتعاون مع بعض الدول، وأقرّ "الهلال الأحمر القطري"، في 11 حزيران أنه تم الانتهاء من إنشاء 13 مستوطنة في شمال سوريا بالتعاون مع تركيا.

الدول المهددة للتصحر وفق معطيات الأمم المتحدة

وبحسب التقديرات أن 46 من أصل 54 بلداً في أفريقيا معرضة للتصحر، وتطرح أضرارها حالياً على 38 من أصل 48 دولة في آسيا.

كما تغطي الأراضي الجافة 33.8 % من دول شمال البحر الأبيض المتوسط، نحو 69 % من إسبانيا، و66 % من قبرص، وما بين 16 % و62 % في اليونان والبرتغال وإيطاليا وفرنسا.

وفي الشرق الأوسط، فإن دولاً عربية بكاملها تُعدّ أراضي متصحرة، مثل البحرين والكويت والإمارات وقطر، بينما هناك 10 دول تتراوح فيها نسبة التصحر بين 60 و98 في المئة مثل مصر وجيبوتي والسعودية والجزائر والأردن واليمن والمغرب. كما أن هناك دولاً أخرى أكثر من 50 في المئة من أراضيها مهددة بالتصحر مثل الصومال وسوريا والعراق.

وبحسب التقرير الصادر من قبل الأمم المتحدة في عام 2023 استناداً إلى البيانات الصادرة من 101 دولة تعد طرفاً في اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، فإن 1.84 مليار شخص حول العالم معرضون للجفاف، وجزء منهم معرض للجفاف الشديد أو الشديد جداً. ويعني ذلك تقريباً أن واحداً من كل أربعة أشخاص من سكان الكوكب معرض للجفاف.

وأن عبء الجفاف العالمي يقع على أشد الناس فقراً بشكل أساسي، حيث يعيش 85% من المتضررين من الجفاف في بلدان ذات دخل متوسط ومنخفض.

وأوضح التقرير أن الجفاف العالمي يؤدي إلى الهجرة القسرية، حيث أن 98% من حالات الهجرة الجديدة الناجمة عن الكوارث والبالغ عددها 32.6 مليون في عام 2022، كانت نتيجة التغيرات المناخية المرتبطة بالطقس مثل العواصف والفيضانات والجفاف.

وبحسب الأمم المتحدة، تتضاعف مدة الجفاف المعتدل والشديد والاستثنائي في العديد من مناطق الصين وستزداد شدة الجفاف في أكثر من 80% بحلول نهاية القرن.

تأثيراته على البيئة

يؤثر الجفاف بشكل عام في البيئة الأرضية كالتأثير على النظم الإيكولوجية المتجانسة، مما يؤدي إلى الهجرة او حتى انقراض جميع الكائنات الحية، كما يمكن أن يعرض مصادر الطاقة الأولية للخطر، وارتفاع درجات الحرارة بمقدار 3 درجات مئوية فوق مستويات ما قبل الصناعة خلال هذا القرن، من المتوقع أن يرتفع عدد سكان العالم المعرضين للجفاف الشديد إلى الجفاف الاستثنائي من 3% إلى 8%.

بحيث إن درجات الحرارة المرتفعة سيضربان 90% من سكان العالم في مرحلة ما، وهذا بدوره سيضعف من قدرة البشر على اتخاذ تدابير مناسبة لمواجهة التغيرات المناخية المتفاقمة.

إن التصحر يؤثر على البيئة ويسبب في فقدان التنوع الإحيائي، وتدنّي إنتاجية المراعي والزراعة، وبالتالي يؤثر بشكل يكون له تأثير سياسي واجتماعي، ويؤدي ذلك إلى حدوث نزاعات واضطرابات.

(كروب/أ ب)