34 عاماً من النضال في سبيل كردستان والمرأة

34 عاماً من النضال في سبيل تحرير كردستان واسترجاع حقوق المرأة، وواحدة من بين 18 شهيداً وشهيدة الذين استشهدوا من عائلتها، إنها زوزان حسكة، المعروفة بإخلاصها لقضيتها وحبها لوطنها.

34 عاماً من النضال في سبيل كردستان والمرأة
34 عاماً من النضال في سبيل كردستان والمرأة
34 عاماً من النضال في سبيل كردستان والمرأة
34 عاماً من النضال في سبيل كردستان والمرأة
34 عاماً من النضال في سبيل كردستان والمرأة
34 عاماً من النضال في سبيل كردستان والمرأة
34 عاماً من النضال في سبيل كردستان والمرأة
34 عاماً من النضال في سبيل كردستان والمرأة
34 عاماً من النضال في سبيل كردستان والمرأة
34 عاماً من النضال في سبيل كردستان والمرأة
34 عاماً من النضال في سبيل كردستان والمرأة
34 عاماً من النضال في سبيل كردستان والمرأة
34 عاماً من النضال في سبيل كردستان والمرأة
34 عاماً من النضال في سبيل كردستان والمرأة
21 تموز 2024   06:12
الحسكة
هنار إبراهيم

يشهد لها جميع من عاصرها في الساحة الاجتماعية وفي ميادين النضال من أجل الحرية ثقافياً وعسكرياً وسياسياً، بروحها المعطاءة والولاء لقضية شعبها، واتخاذها من قضية تحرر المرأة نهجاً للسير عليه. 

إنها منور فاطمي، القيادية وإحدى رياديات ثورة المرأة.

فتحت منور فاطمي عينيها على الحياة في قرية شرجي، التابعة لمدينة الحسكة بمقاطعة الجزيرة في إقليم شمال وشرق سوريا.

كبرت منور فاطمي (من مواليد 1970) صغيرة أسرتها المكونة من أب وأم و3 شابات و5 شبان، في كنف أسرة تشتهر بروحٍ وطنيةٍ عاليةٍ تحترم المرأة وتقدرها.

نمت بذور الوطنية مع منور كلما عايشت حقيقة ما يمر به الشعب الكردي والكردستاني من ظلم وهضم للحقوق، ما شكّل لها دافعاً لاسترداد هذه الحقوق بتبنّي نهج النضال والمقاومة عبر الانضمام إلى حركة حرية كردستان وهي تبلغ من العمر 20 عاماً (1990).

اتحدت منور التي اتخذت من اسم زوزان حسكة اسماً حركياً لها، بفكر القائد عبد الله أوجلان، وحددت نهج نضالها بالتدريب الذي تلقته في ميدان القائد واعتمدته في حياتها بأكملها، وانخرطت في جميع ميادين النضال للكريلا والميدان الاجتماعي والعمل التدريبي وقيادة المعارك كثورية ولعبت دورها فيها، وأصبحت بنشاطها هذا قيادية وريادية لثورة المرأة.

مع بداية ثورة روج آفا التي انطلقت في (19 تموز) 2012، عادت زوزان إلى مسقط رأسها، مثلها مثل الآلاف من شابات وشبان روج آفا للمشاركة في الثورة، حيث أدت واجباتها في قيادة الثورة في كل من كوباني وسري كانيه ودير الزور بإقليم شمال وشرق سوريا.

كما قادت ثورة المرأة خلال هذه السنوات الطويلة، وسخّرت حياتها وضحت بها في سبيل تطوير الثورة بجهودها وعملها.

تقول مارضية فاطمي إن شقيقتها زوزان كانت تحظى بدلال عائلتها لكونها صغيرة الأسرة، ومحبوبة من قبل الأهل والأقارب، وتبين أن لها تأثيراً كبيراً على العائلة والمجتمع في قولها: "كانت تحاول لمّ شمل العائلة دائماً وتسعى لإيجاد الحلول للمشكلات والخلافات العالقة بينهم".

وتذكر مارضية أن حب زوزان للعلم والدراسة كان يتجلى بقراءة كتب ومرافعات القائد عبد الله أوجلان، وهي لا تزال في المرحلة الإعدادية.

ونظراً لما تكنّه مارضية، شقيقة الشهيدة زوزان، من حب وإخلاص لشقيقتها، أطلقت على ابنتها اسم زوزان تيمناً باسم المناضلة زوزان حسكة.

يوافق صالح فاطمي شقيقته مارضية في حديثها عن مدى تأثر شقيقتهما زوزان بفكر القائد عبد الله أوجلان، ويؤكد أن انضمامها إلى حركة حرية كردستان كان نابعاً عن تأثرها الشديد بفكر القائد، وناتجاً عن قناعتها أن شعبها يجب أن يتحرر من معاناته ويستنشق رائحة الحرية من جديد.

بعد انضمام زوزان إلى حركة حرية كردستان عام 1990، توجهت إلى أكاديمية معصوم قورقماز، الواقعة في منطقة البقاع بلبنان من أجل تطوير شخصيتها النضالية وأن تستقي من مناهل العلم والمعرفة فيها.

بعد عامين من التدريب الفكري في الأكاديمية، عادت إلى روج آفا وتوجهت نحو جبال كردستان، تقول رفيقتها في النضال همرين عفرين، إنها عرفت زوزان في جبال زاغروس بمناطق الدفاع مديا عام 1996، موضحة أن صفات عديدة مشابهة جمعتهما.

وتشير همرين عفرين إلى أن زوزان بعد انطلاق الثورة في روج آفا وشمال وشرق سوريا، عادت إلى مسقط رأسها وشاركت في المعارك ضد مرتزقة داعش ودولة الاحتلال التركي.

وتعبّر قائلة: "مهما تحدثتُ عن الشهيدة زوزان لن أستطيع إيفاءها حقها؛ لأنها كافحت بكل جهد ونضال في سبيل جميع شعوب إقليم شمال وشرق سوريا".

ميدان التدريب والتعليم

ونظراً لأهمية التعليم والتدريب، أولت زوزان هذا الجانب أهمية، إذ تُعد واحدة من الشخصيات التي أسهمت في إنجاح العملية التعليمية، تشير في هذا الصدد الرئيسة المشتركة لهيئة التربية والتعليم في مقاطعة الجزيرة كلستان إسماعيل، ورفيقة درب الشهيدة زوزان في ميدان التعليم والتدريب، إلى أن الشهيدة زوزان كانت تبذل جهوداً كبيرة من أجل تطوير الكوادر التدريسية ومن أوائل من اهتمت بقطاع التعليم.

وأكدت كلستان إسماعيل بالقول: "كانت ذات تأثير كبير على المكونات كافة، وعملت بعزيمة لزرع الروح الفدائية بين المعلمين والطلبة، فما زرعته الشهيدة زوزان سيبقى وينبت، سواء عبر الطلبة أو المدرسات والمدرسين".

الدفاع عن حرية المرأة

يتحدث ابن شقيق زوزان عن مآثرها بالقول: "كانت واحدة من أوائل من طالبت بحقوق المرأة ودافعت عن حريتها، فقد كانت تصل نهارها بليلها في سبيل تطهير أرض كردستان من براثن الاستعمار والمرتزقة".

ويضيف مؤكداً أنها لم تتقاعس عن أداء عملها على مدار 34 عاماً في تلبية واجبها الثوري في أرجاء كردستان.

الشهيدة الـ 18 لعائلة فاطمي

وفي 27 نيسان المنصرم، أعلنت القيادة العامة لوحدات حماية المرأة (YPJ) عن استشهاد القيادية وإحدى رياديات ثورة المرأة زوزان حسكة (الاسم الحقيقي منور فاطمي)، أثناء أدائها لمهامها.

والشهيدة زوزان حسكة واحدة من بين 18 شهيداً وشهيدة لعائلة فاطمي، حيث عبّر شقيقها صالح فاطمي عن فخره بشهادتها وشهادة شقيقها سربست، وجميع شهداء العائلة الذين ضحوا بأرواحهم في سبيل تحرير كردستان.

(ي م)

ANHA