باحث: غياب الحل السياسي والتقصير الدولي يشجع داعش على العودة
اعتبر الباحث المختص في قضايا الإرهاب حسن أبو هنية، أن غياب الحل السياسي في سوريا وتراجع الاهتمام الدولي بداعش وتغيير تكتيكاته، كلها أسباب ذاتية وموضوعية تشير إلى أن داعش بدأ يتعافى وأنه سينفذ المزيد من الهجمات.
حذرت لجنة تضم خبراء من الأمم المتحدة خلال تقرير لها صدر الإثنين، أن داعش لا يزال يقود ما بين 5000 و7000 مرتزقته في معقله السابق في سوريا والعراق، ويشكّل مرتزقته أخطر تهديد "إرهابي"، مشيرة في تقريرها إلى أنه وعلى الرغم من الخسائر الكبيرة في قيادة داعش وانخفاض نشاطه في سوريا والعراق، فإن خطر عودته لا يزال قائماً.
وعن ذلك، يعتقد الباحث المختص في قضايا الإرهاب، حسن أبو هنية، أن التقارير المتواترة من الأمم المتحدة ومراكز الاستخبارات الدولية والدراسات حول احتمالية عودة داعش، ليست غريبة، لأنه بالفعل ومنذ خسارته (داعش) لآخر جيب له في الباغوز في آذار 2019 وخسارته السيطرة المكانية ومقتل معظم متزعميه من الصف الأول واعتقالهم، أظهر داعش قدرة كبيرة على التعافي.
ويرى أبو هنية أن هناك اعتراف بأن داعش ما زال موجوداً، وما الاجتماعات السنوية للتحالف الدولي لمناهضة داعش التي أظهرت توسع التحالف ليشمل 86 دولة، إلا أكبر دليل على أنه (داعش) ما زال موجوداً.
داعش لم يهزم ويعمل ضمن هيكل لا مركزي
ولفت الباحث إلى أن هذه التقارير واضحة، وتؤكد أنه تمت هزيمة ما يسمى الخلافة، حيث لم يعد لداعش أي سيطرة مكانية، ولكن داعش، حسب المختص في قضايا الإرهاب، لم يهزم وأن هناك هيكل تنظيمي يعمل بشكل لا مركزي من خلال المجاميع والخلايا المنتشرة في العراق وسوريا وتقدر بنحو 10 آلاف، وبالتالي هناك وجود لداعش على صعيد الهيكل التنظيمي. وهناك وعلى الرغم من مقتل القادة، فإنه يتم استبدالهم، وهذا يدل على مرونة وعلى سرعة بالتكيف والاستجابة مع التطورات مع بقاء التنظيم موجوداً وممتداً عبر سوريا والعراق.
وأضاف أبو هنية أن هناك أيضاً تمويلات كافية لداعش، حيث تتحدث الأمم المتحدة عن 50 مليون دولار، وأعتقد أنها أكبر من ذلك، وبالتالي هناك تمويلات وهناك طرق لتحصيل الأموال عبر الإتاوات وغيرها.
سوريا المقسمة تساهم في عودة داعش
ولفت المختص في قضايا الإرهاب إلى أن أيديولوجية داعش هي التي لا زالت تجذب بشكل كبير بعض "المقاتلين المحليين"، ناهيك عن القوة الذاتية لداعش. وعلى الرغم من تعرضه للانتكاسات، فإن لديه القدرة على التعافي والمرونة والعودة، هذا من جانب، ولكن الجانب الأهم هناك ظروف موضوعية تساهم - والتي نعتبرها الأسباب الجذرية لعودة داعش - وأهمها أن هنالك اختلالات في سوريا والعراق.
فسوريا، حسب أبو هنية، لا يوجد فيها حل سياسي وهي ما زالت مقسمة، ناهيك عن التنازع الجيوسياسي عبر الوجود الأميركي والروسي والإيراني والتركي، فضلاً عن الصعوبات الاقتصادية بسبب البطالة والفقر المنتشر، إضافةً إلى وجود نحو 10000 داعشي معتقل في شمال شرق سوريا دون أي محاكمات لهم حتى الآن، وكذلك وجود عوائل داعش من النساء والأطفال في مخيم الهول وبقية المخيمات، والذي يبلغ عددهم نحو 60 ألف.
تراجع الاهتمام الدولي
ولفت أبو هنية إلى أن هناك ظروف موضوعية تساعد على عودة داعش، ومن ضمنها تراجع الاهتمام الدولي بهذا الملف، فلم تعد قوات التحالف بقيادة أميركا تنفذ بنشاط هجمات، كما كانت بين عامي 2014 و2019 وذلك نتيجة تحوّل اهتمامها الجيوسياسي صوب التنافس مع الصين ومواجهة روسيا. فضلاً عن مشاكلها الداخلية وقضايا المناخ، وبالتالي تراجعت أهمية ما يسمى مكافحة الإرهاب. وأيضاً روسيا بدورها مشغولة بالحرب في أوكرانيا ومنافسة حلف الناتو.
كما أن تحوّل داعش، حسب المختص في قضايا الإرهاب حسن أبو هنية، إلى منظمة لا مركزية وتحوّله إلى حرب عصابات والاستنزاف؛ حيث بات يعتمد داعش على مجاميع صغيرة عبر نصب الكمائن والعبوات الناسفة والاغتيالات، بات يؤثر على أن التعامل مع داعش ليس كما كان.
داعش فعلاً بدأ في سوريا والعراق بالتعافي
ويرى أبو هنية أنه ليس من السهولة بمكان استخدام التكتيكات العسكرية التقليدية لمواجهة مجاميع صغيرة متفرقة من داعش في مناطق شاسعة، بالتالي بات بسهولة على داعش أن يصطاد الجنود وما حصل في ريفي دير الزور والرقة مؤخراً وتمكن داعش من تنفيذ عمليات في درعا ووصوله إلى دمشق في حي السيدة زينب، كل هذا خليط من الأسباب الذاتية والموضوعية تجعل كل الجهات البحثية والاستخبارية وكذلك الأممية بالإضافة إلى الخبراء والباحثين بأن يقولوا إنه (داعش) فعلاً بدأ في سوريا والعراق بالتعافي شيئاً فشيئاً، وأصبح أكثر جرأة في تنفيذ بعض العمليات، وبالتالي من المتوقع أن تزداد مثل هذه العمليات.
(ي ح)
ANHA