الدردارة وسكانها.. مثال الصمود والمواجهة أمام هجمات الاحتلال التركي

تعتبر قرية الدردارة الواقعة شمال تل تمر، وسكانها مثالاً للصمود في وجه دولة الاحتلال التركي ومرتزقتها، وهجماتهم المستمرة ومخلفات صواريخهم غير المتفجرة، في تأكيد على تشبثهم بأرضهم وقريتهم، وعدم التخلي عنها.

الدردارة وسكانها.. مثال الصمود والمواجهة أمام هجمات الاحتلال التركي
19 تشرين الثاني 2021   23:41
تل تمر- ديار أحمد

شهدت قرية الدردارة الصغيرة، منذ وصول جيش الاحتلال التركي ومرتزقته إلى مشارف ناحية تل تمر، في تشرين الأول/ أكتوبر، عام 2019 بعد احتلالهم لمدينة سري كانيه, هجمات شبه يومية من قبل الاحتلال التركي ومرتزقته.

وتقع قرية الدردارة التي يقطنها أكثر من 500 نسمة، شمال ناحية تل تمر على الطريق الواصل بين ناحيتي تل تمر وزركان مسافة 4 كم، في مقاطعة الحسكة شمال وشرق سوريا.

وبسبب موقعها الاستراتيجي وقربها من الطريق الدولي M4بين ناحية تل تمر ومدينة قامشلو من الجهة الشرقية للناحية، وفصلها بين ناحيتي تل تمر وزركان من الجهة الشمالية، أصبحت هدفاً لراجمات الاحتلال التركي ودباباته وقذائفه العشوائية، التي لم تتوقف لتهجير قاطنيها.

https://www.hawarnews.com/ar/uploads/files/2021/11/19/194034_clip0101t01-28kbyr29.jpg

ومنذ مطلع شهر آب/ أغسطس الماضي، صعّد الاحتلال التركي ومرتزقته من وتيرة هجماتهم على القرية، التي تسببت بتدمير عشرات المنازل، بالإضافة إلى مدرسة القرية، والبنية التحتية، دون الاكتراث لوجود المدنيين في تلك القرية، وكانت وكالتنا قد وثقت ذلك في العديد من تقاريرها سابقاً.

وفي ظل كل تلك الهجمات، اختار أهالي قرية الدردارة البقاء في قريتهم وعدم تركها، باستثناء نزوح البعض ممن تدمرت منازلهم بشكل كامل، ليواجه المدنيون المتبقون في القرية تلك الهجمات، وبقايا القذائف غير المتفجرة ومخلفاتها.

وخلّف قصف جيش الاحتلال التركي شبه اليومي على القرية، التي استطاع مراسلنا الوصول إليها، وتوثيقها، دماراً كبيراً في منازل وممتلكات الأهالي، وكذلك بقايا الصواريخ غير المتفجرة بمختلف أحجامها، المتناثرة بين منازل المدنيين.

ويصف القروي، جمعة ناصر الفارس، واقع قريته بالمأساوي، قائلاً: "الأوضاع في قريتنا مأساوية، والهجمات مستمرة، حيث يطلق الاحتلال ومرتزقته عشرات القذائف بشكل عشوائي، وهناك نحو 100 قذيفة لم تنفجر وسط القرية المأهولة بالسكان".

ويضيف جمعة "شبان القرية ينقلون مخلفات الصورايخ والقذائف التي لم تنفجر من بين المنازل، إلى أطراف القرية ويجمعونها في نهر زركان القريب من القرية، رغم خطورتها، في مسعى منهم إلى حماية أسرهم وأطفال القرية؛ لأن بقاءها بين المنازل يشكل خطورة".

https://www.hawarnews.com/ar/uploads/files/2021/11/19/194012_jmah-alfars.jpg

ولفت جمعة الفارس إلى تشبث أهالي القرية بأرضهم، وعدم تخليهم عنها، وقال: "هذه قريتنا ومنازلنا ولن نتركها لأحد ليس هناك مكان نذهب إليه، فهنا ممتلكاتنا، وليس لدينا حلول أخرى؛ لذلك نواجه كل ما يحصل في القرية".

مشيراً إلى أنهم يخرجون من القرية إلى مناطق أكثر أمناً مع بدء القصف، ويعودون إلى منازلهم مع انخفاض مستوى القصف، إيماناً منهم أن إفراغ القرية سيؤدي إلى احتلالها، مطالباً الجهات المعنية بإيقاف تلك الهجمات والقصف العشوائي للقرية والقرى المحيطة بها، للعيش بسلام وأمان.

ولم يتمكن مراسلنا الذي رصد واقع قرية الدردارة من الوصول إلى الجهة الغربية للقرية، التي باتت مدمرة بشكل شبه كامل؛ بسبب الاستهدافات المباشرة من قبل جيش الاحتلال التركي، ومواجهة تلك الجهة لإحدى قواعد الاحتلال فوق تلة المناخ، ونقاط تمركز المرتزقة.

(أم)

ANHA