​​​​​​​عائشة حسو : تنظيم الشعب أساس قوة حزبنا ومشروع الإدارة الذاتية مفتاح حل الأزمة السورية

​​​​​​​عائشة حسو : تنظيم الشعب أساس قوة حزبنا ومشروع الإدارة الذاتية مفتاح حل الأزمة السورية
19 يلول 2021   20:34

قالت الرئيسة المشتركة لحزب الاتحاد الديمقراطي عائشة حسو في الذكرى الـ 18 لتأسيس الحزب إنهم يعتبرون التنظيم أساس انطلاقة كل حركة، مشيرةً في الوقت نفسه إلى أنهم انتهجوا الخط الثالث لفقدان باقي الأطراف أي مشاريع حل واعدة تضمن حقوق الجميع، ووصفت مشروع الإدارة الذاتية بالمشروع الوطني الذي سينقذ سوريا.

يصادف يوم الاثنين الموافق 20/9/2021 الذكرى الـ18 لتأسيس حزب الاتحاد الديمقراطي الذي كان السباق في طرح مشروع الإدارة الذاتية والاقتداء بفلسفة الأمة الديمقراطية.

وبهذه المناسبة أجرت ANHA  حواراً مطولاً مع الرئيسة المشتركة لحزب الاتحاد الديمقراطي عائشة حسو، وفيما يلي نص الحوار:

  • لنأتي إلى بداية الثورة السورية. حزب الاتحاد الديمقراطي كان من أوائل الأحزاب التي نزلت إلى الشارع وبدأت بتنظيم المجتمع. ما هي التجارب التي مررتم بها حتى كانت لكم هذه الخطوة وما هو الميراث الذي استندتم عليه في ذلك؟

قبل كل شيء نبارك حلول الذكرى الـ 18 لتأسيس حزب الاتحاد الديمقراطي حزب الشهداء المبني على أسس الكفاح والنضال عبر السنوات، كما نهنئ القائد وأعضاء الحزب والمؤيدين، كما نستذكر جميع شهدائنا وننحني أمام التضحيات التي بذلوها.

كلنا نعرف أن الأزمة السورية التي ظهرت في الشرق الأوسط، لم تأتِ من العدم، ونحن كحزب تأسس منذ عام 2003 على ميراث ونضال القائد عبد الله أوجلان إلى جانب أفكار الأمة الديمقراطية التي اعتبرناها الحل الأمثل حقيقة الحل ليس فقط لمشاكل الوطن السوري، بل لكامل الشرق الأوسط والعالم.

مع بداية 2011 شهدنا العديد من الأحداث سواء في مصر أو ليبيا وهو ما كشف لنا بشكل عام، ونحن اقتنعنا كحزب بأن الشيء الذي تفقده تلك الأنظمة هو التنظيم، فتنظيم الشعب هو مفتاح تقوية الحزب على أسس فكر وفلسفة ذات مشروع، ومشروعنا معلن في فترة ليست بالقصيرة، ونقصد هنا مشروع الإدارة الذاتية و الأمة الديمقراطية.

على هذا الأساس تطلعنا للمستقبل ونظرتنا المسبقة جعلتنا ننتهج طريق النزول للشارع والعمل على تنظيم شعبنا، وأن نستطيع تحقيق إنجازات في انتهاج الخط الثالث خلال الأزمة السورية، وكلنا ثقة وقناعة أن 2011 كان عاماً حافلاً بالإنجازات لنا خلال الأزمة السورية، حيث اتخذنا التدابير اللازمة لتجنيب شعبنا ويلات تلك الأزمة.

  • طرح حزبكم مشروع الإدارة الذاتية. لماذا الإدارة الذاتية دون غيرها من أشكال الإدارة وماذا تحقق هذه الإدارة للشعب الكردي في ظل ترويج بعض الأحزاب بأنه مشروع لا يخدم الكرد؟

من يتجرأ ويقول بأن مشروع الإدارة الذاتية لا يدخل في خدمة القضية الكردية، نستطيع وصفه بأن الحقيقة حجبت عنه، لأننا كلنا نعلم بأن مشروع الإدارة الذاتية عندما عرفناه نحن بشكل خاص كحزب في روج آفاي كوردستان وكامل شمال وشرق سوريا كمشروع ثابت يستمر في العمل والعطاء.

فالمشكلة العالقة في سوريا لا يمكن حلها إلا بتطبيق مشروع الإدارة الذاتية الذي يمكن وصفه بالمفتاح الذي سيزيل العقبات ويحل القضية الكردية.

فالسؤال هنا كيف لك أن تؤمن حقوق الشعب الكردي وتحافظ على باقي حقوق الشعوب الأخرى في ظل وجود موزاييك للمكونات في سوريا، من دون أن تمتلك مشروعاً.

من أجل ذلك المشروع الأمثل لحل هذه الأزمة يكمن في تطبيق مشروعنا الذي يعتبر المخلص لجميع الشعوب، لأننا لسنا الوحيدين في سوريا من تعرض للاضطهاد على يد البعث الذي امتهن خلق شروخ بين الشعوب وإخراجها عن الجوهر الحقيقي لها، وحتى إبعاد البعض منها عن أراضيها.

حقيقة كيف يمكن أن نخرج مجتمعاً أخلاقياً صحيحاً وسياسياً يتخذ من الأخلاق شعاراً له، دون تطبيق الإدارة الذاتية وكيف لا يدخل هذا المشروع في خدمة حل القضية الكردية وهو يتخذ من حل قضايا الأمم شعاراً له.

فالأنظمة المتسلطة والاستبدادية والقوموية تقوم على مبدأ لغة واحدة وعرق واحد وكان الرد هنا هو طرح مشروع الإدارة الذاتية والذي قدمناه لتتبناه باقي الأحزاب والحركات من كافة المكونات ويجدون الخلاص من خلال هذا المشروع، فلا يقبلون الاحتلال ولا الأزمة الراهنة.

  • لماذا اخترتم الخط الثالث خلال الثورة؟

عندما نتحدث عن اختيار الخط الثالث كحزب الاتحاد الديمقراطي، يمكننا وصف الخط الثالث بخط الحفاظ على الوطنية، وخط العمل على حل الأزمة الحالية، وألا تقع تحت تأثير الأطراف التي تريد زيادة العسكرة في البلاد، وتعمل على إضاعة الحل وإخفائه.

فإن تحدثنا عن المعارضة الحالية بكافة مسمياتها وأشكالها فإنها خاضعة لأجندات الدولة التركية كأحجار الدومينو من خلال مساندتها في تطبيق الميثاق الملي لإعادة أمجاد الامبراطورية العثمانية، فاليوم المعارضة مشاركة في احتلال  الأراضي السورية من جرابلس وصولاً لعفرين وإدلب ولا ننسى تل أبيض وسري كانيه.

وشاركت تلك المعارضة في تغيير ديمغرافية المنطقة وبث سياسة التتريك، لا بل وشرعنة وجودها واقتطاعها للأراضي السورية.

أما الطرف الآخر وهنا نقصد حكومة دمشق التي تتعنت فيما يخص موضوع حل الأزمة السورية، وتمتهن العسكرة في فرض الشروط، من أجل ذلك نستطيع القول بأن الخط الثالث هو خط الأمة الديمقراطية والإدارة الذاتية وهو خط الوطنية والخط الذي يحمل معه الحل للأزمة السورية.

ويمكننا أن نذكر أن جميع الاجتماعات التي أجريت في الخارج من جنيف و آستانا وغيرها  كان مصيرها الفشل، بل زادت من تعقيد الأزمة السورية، فلولا وجود خط ثالث لكانت الأمور أكثر خطراً وتعقيداً في سوريا التي كانت ستدخل في عتبة مزيد من التدخلات الخارجية.

  • يتعرض مشروعكم (الإدارة الذاتية) لهجمات مستمرة. ودائماً ما يتم وصفه بالمحاولة الانفصالية. كيف تردون على هذه الاتهامات؟

عند بداية الأزمة السورية بعض الأطراف نعتتنا بالانفصاليين وأننا نريد مشروعاً يهدف للانفصال، وبعضها الآخر اتهمنا بالعمالة لحكومة دمشق، من أجل ذلك نحن نقول: في الوضع الحالي بعد الاتفاق المبرم بين تركيا وإيران وروسيا والكشف عن مخرجات سوتشي وآستانا وبالرغم من وجود العديد من التناقضات التي حصلت بينهم إلا أنه عندما يصبح الموضوع متعلقاً بالكرد أو الإدارة الذاتية فهم يتفقون.

وهنا يجب أن نتساءل لماذا؟ لأنهم يعلمون بأننا الشعب الأكبر الذي وقف أمام مخططاتهم، لذلك نجد التهجم بشكل كبير على الإدارة الذاتية.

كما نستطيع أن نتساءل من الذي شرع تقسيم سوريا، أليست التحالفات التي تنظم نفسها تحت اسم الائتلاف، والتي تمنح الدولة التركية حق احتلال أراضينا ورفع العلم التركي إلى جانب مساندتها في عمليات التغيير الديمغرافي، وعندما أرادوا أن يتطوروا قاموا بوضع الاتفاقيات حتى مع حكومة دمشق.

كما أنني أوكد أن مشروعنا ضد تقسيم الأراضي السورية ونحن نعمل على حماية وحدة هذه الأراضي، وحاربنا داعش وأعوانه، وقمنا بالانتصار عليه، والخوف العالمي من داعش تم إنهاؤه بفضل تضحيات الإدارة الذاتية ومقاتليها من وحدات حماية الشعب والمرأة وقوات سوريا الديمقراطية التي تمثلنا.

  • حزبكم كان السباق في تنظيم المجتمع. ولكن هناك انتقادات من الشارع الكردي بأن حزب الاتحاد الديمقراطي – رغم الظروف المناسبة له- لم يستطع التواصل مع جميع فئات المجتمع؟ ما هي الأسباب وكيف يجب عليه أن يتدارك هذه الأخطاء؟

بعد انعقاد مؤتمرنا الثامن تم اتخاذ العديد من القرارات الحازمة فيما يخص الوضع التنظيمي في جميع المناطق، ونحن كحزب سوري لنا نشاطات في هذا الإطار.

لنا طرف يعمل دون كلل أو ملل خدمة للقضية الكردية، ولنا طرف سوري نعمل مبادئه، كما يمكننا التطرق إلى أنه منذ بدء الأزمة السورية وإلى يومنا هذا، نحن نعيش في وطن تأكله الحروب، ففي هذا الوطن يجب علينا أن نخصص الوقت الأكبر للحماية من الهجمات.

وكلنا نعلم أن أراضينا كلها تقع ضمن خطر الاستهداف التركي، الذي يهاجمنا بشكل مستمر، وفي وقت آخر كنا نحارب تنظيم داعش، فالحياة ضمن خانة الحرب صعبة وهو ما جعل عملنا غير كافٍ بالمستوى المطلوب.

وكما تطرقت سابقاً أن المؤتمر الثامن لحزبنا حمل في طياته العديد من القرارات التي ستخولنا لتدارك الأخطاء، والوصول إلى كافة فئات المجتمع، والآن نحتضن كافة ممثلي المكونات سواء العرب و السريان و الآشور والكرد وغيرهم في مجسم صناعة القرار، ومثل هذه الخطوات تحظى بموافقة الجميع.

  • يقول الشارع الكردي بأن الفرصة كانت مواتية لحزب الاتحاد الديمقراطي ليصبح حزباً كردستانياً ويلعب دوره ليس فقط في روج آفا ولكنه بقي فقط في روج آفا ؟  ما هو تقييمكم لهذا؟

نحن في الأصل أعضاء في المؤتمر الوطني الكردستاني KNK وملقى على عاتقنا واجب كردستاني، لكن المشاكل القائمة بين الأحزاب الكردستانية هي مشاكل مستدامة، ولدينا رؤية كحزب الاتحاد الديمقراطي في هذا الصدد بخطو خطوات جادة.

ولا يمكن تصنيفنا على أننا انغلقنا كحزب في روج آفا على أنفسنا فقط، لا يوجد شيء من هذا القبيل، في جميع المناطق المطلوبة نعمل على تسيير أمورنا وكفاحنا ونضالنا.

لكننا نتعامل بحسب المخاطر التي نواجهها، فقرار الدولة التركية في إبادة الكرد وإنهائهم، يجب أن يجابه بالعمل الجاد، كما أننا كحزب سوري في روج آفا لدينا ميراث وانطلاقاً من هذا الميراث يمكننا توسيع رقعة عملنا بالنضال والكفاح والتنظيم وتطوير الإدارة الحالية ونقصد الإدارة الذاتية.

  • إن حزب الاتحاد الديمقراطي يضم في ثناياه تنظيماً خاصاً بالشبيبة والمرأة ولكنه ما زال يعاني في كيفية تخريج كوادر عالية المستوى من الشبيبة والمرأة. ما هو السبب برأيكم وما المطلوب في هذا السياق؟ 

إننا كحزب سباقون في تجربة تطبيق الرئاسة المشتركة، وهذه التجربة انتشرت في جميع مؤسسات الإدارة الذاتية بل وأصبحت تجربة رائدة لمناقشتها عالمياً.

وخاصة بعد انعقاد المؤتمر الثاني للمرأة في حزب الاتحاد الديمقراطي، كنا شاهدات على العديد من النسوة ذوات الكفاءة والمضحيات وهنا نخص بالذكر الشهيدة شيلان إحدى المساهمات في تأسيس حزبنا.

عندما نعمل اقتداء بميراث تلك الشهيدات والشهداء فلن نكون راضين بأي نتيجة وستكون قليلة أمام الكفاح الذي بذل، لكن يمكننا الذكر بأنه لدينا مجلس خاص بالمرأة ويمثلن أنفسهن في الحزب ويطرحن الرؤى الخاصة بهن كنساء.

إن الأطراف الأساسية لاستمرار كفاحنا تعتمد على النساء والشبيبة وسننتصر بهم، ولعل هنالك بعض النواقص من هذه الناحية إلا أنني ذكرت في الأعلى أننا نعيش حالة حرب من أجل ذلك لا بد من ظهور بعض المعوقات.

نحن اتخذنا جملةً من القرارات في مؤتمر الشبيبة و المرأة وفي المؤتمر العام ونتمنى تدارك الأخطاء التي انتشرت، ومستمرون في النضال في هذا الصدد ودعم الشكلين التنظيميين بكل ما أمكن وهما الشبيبة والمرأة.

  • كيف ترون نشاط الحزب في الوقت الحالي وتنظيمه وما هي ملاحظاتكم على عمله وكيف يجب على كوادره المنخرطين في صفوف المجتمع أن يتحركوا؟

نحن مستمرون كحزب في عقد الاجتماعات وإعطاء التعليمات لتطوير الحزب، كما أننا نناقش الأخطاء ونجد الحلول لها، لكن في عام 2021 كلنا نعلم ظهر فيروس كورونا وحد من تحركاتنا بل حد من كل تحركات أشكال الحياة.

لكن بالرغم من ذلك قمنا بالأعمال الموكلة إلينا والموضوعة في مخططنا، ولكي نستطيع التطوير من عملنا في عام 2022 .

أنا واثقة أن شعبنا متابع للأحداث الراهنة ومنها عقد مؤتمرات في أوروبا للمغتربين، ونحن يومياً بصدد تقديم الأفضل لشعبنا.

(ل)

ANHA