آلدار خليل يجيب عن أسئلة شغلت بال السوريين حيال بيان الأطراف الكردية الأخير

آلدار خليل يجيب عن أسئلة شغلت بال السوريين حيال بيان الأطراف الكردية الأخير
السبت 20 حزيران, 2020   22:30

قال آلدار خليل إن ما توصل إليه الطرفان الكرديان في سوريا هو تفاهم أولي, بعد أن تبين أنه ليس هناك اختلاف في وجهات النظر السياسية حيال ما يخص الشعب الكردي ومستقبله في المنطقة, ونوه أن التصور الخاطئ حول النسبة المعلن عنها في اتفاقية دهوك، التي اتُخذت حديثًا أساسًا للعمل الكردي, هي مرتبطة بالكرد أنفسهم، وليس كما يشاع بأنها محاصصة كل ما هو موجود في المنطقة على حساب الأطراف الأخرى.

تساؤلات عديدة تواردت إلى أذهان السوريين حيال ما توصلت إليه الأطراف السياسية الكردية السورية في سوريا, في الـ17 من حزيران الجاري, بعد إعلان كل من أحزاب الوحدة الوطنية الكردية   PYNK، والمجلس الوطني الكردي في سوريا ENKS عن توصلهم إلى رؤية سياسية مشتركة ملزمة والوصول إلى تفاهمات أولية, بما يخص الشعب الكردي في سوريا.

وقد قوبل ما توصلت إليه الأطراف الكردية السورية بالعديد من محاولات التشويه لصورة التفاهم المشترك, وتسخيره في مساعٍ مبهمة الأهداف, وأثارت نوعًا من الامتعاض لدى بعض الأطراف, التي ادّعت أنها محاولة للانفصال أو الهيمنة على الإدارة المشكّلة, والمنطقة, ووصلت إلى تخوين الكرد من قبل البعض الآخر.

ولمعرفة أهم التفاصيل، وما دار وسيدور بين الأطراف المشاركة, أجرت وكالتنا ANHA حوارًا مطولًا مع عضو الهيئة الرئاسية لحزب الاتحاد الديمقراطي PYD، وعضو وفد أحزاب الوحدة الوطنية الكردية المحاور آلدار خليل, أجاب فيها عن كل الأسئلة التي وردت من السوريين إلى مراسلنا بما يخص التفاهم الأخير.

وفيما يلي نص الحوار:

 ظهر في مضمون البيان أنكم توصلتم إلى رؤية سياسية موحدة حول موقف الكرد, ما هي أهم نقاط هذه الرؤية؟

قبل كل شيء، يجب التعقيب على بعض الأمور المهمة, كما تعلمون في البداية جرت المحادثات بين PYD وENKS  ولم تكن بين أحزاب الوحدة الوطنية الكردية, ودارت هذه المحادثات حول الرؤية السياسية المشتركة للطرفين حيال سوريا ومستقبل سوريا, وحل الأزمة, والقضية الكردية, ووضع شعبنا الكردي, ووضع المعارضة, ووضع المناطق المحتلة, وموقف كل طرف من ذلك, ومنذ ذلك الوقت تم التوصل إلى مسودة سياسية, ووافق عليها الطرفان.

وما توصل إليه الطرفان حينها في المسودة ليس بالجديد، مثال " تعريف سوريا, وكيف يجب أن تكون سوريا في المستقبل, ومن المعلوم أن كافة الأطراف الكردية تطمح وترغب أن تكون سوريا ديمقراطية لا مركزية, وألا يكون النظام نظامًا مستبدًا ومركزيًا ودكتاتوريًا, يحفظ حل القضية الكردية حسب العهود والمواثيق الدولية, والحقوق الكردية, وقد طُرحت هذه المواقف الكردية سابقًا، كما في اجتماعات هولير ودهوك, لأن الرؤية السياسية هي رؤية سياسية  مشتركة طويلة الأمد وثابتة, لذلك لم يكن هناك خلاف في الرؤى والأهداف بين الطرفين، ولا حتى بين الأطراف الكردية الأخرى, واتضح أنه ليس هناك اختلاف في الرؤى السياسية بين الطرفين".

ولم يتم التوقيع على الرؤية أو اتخاذها كقرار في ذلك الوقت, ولم تتحول إلى اتفاق, حيث لم يكن هناك أي اختلاف حول موقف الكرد من الأزمة السورية, ومن سوريا المستقبل, بل ظلت خطوة أولية من الطرفين بأن لا خلاف بينهما في الرؤية السياسية, ثم انضمت أحزاب الوحدة الوطنية الكردية إلى المساعي والمحادثات, لتستمر المرحلة بعدها دون أن تكون PYD  بمفردها.

 ولدى انضمام كافة الأحزاب إلى المحادثات بدأت المرحلة الثانية من المحادثات والمساعي, ولم يكن هناك أي اختلاف حول الرؤية التي توصل إليها كل من PYD و ENKS, لأن ما تم مناقشته في الخطوط العريضة لم يتعارض مع وجهات نظر الأحزاب الأخرى, أما التفاصيل الأخرى التي قد تتعارض مع رؤية أي طرف, فستعرض للمناقشة في المرحلة المقبلة لدى التطرق إلى التفاصيل الدقيقة.

 الآن، ما توصلنا إليه هو تفاهم أولي, وهو خطوة أولى تبين تفكير كافة الأطراف في بعض المبادئ الرئيسة, مثال على ذلك اتفاقية دهوك, الذي يعدّ تفاهمًا عامًا والكل يتفق عليه, لكن قد تظهر في المستقبل بعض النقاط التي قد يتم مناقشتها, وإن لم تطرأ عليها رؤى وخلاف، فستبقى مستمرة بنفس الصيغة, أما إن وجد خلاف في بعض التفاصيل فهذا يحتاج إلى وقت وإعادة مناقشة.

يُجمع الجميع على رؤية سياسية مشتركة وتفاهمات عامة مشتركة، وتم التوصل إلى أن المرحلة المقبلة هي مرحلة الحوار والعمل على مناقشة التفاصيل, وهنا الرؤية السياسية المقصودة، وهي ليست برؤية جديدة قد أوجدت, أو تم التوقيع عليها أو الاتفاق عليها وانتهى الأمر, يمكنني حاليًا تسميتها بأساس بداية للمرحلة المقبلة.

ما هي رؤية الطرفين السياسية التي تم التوصل إليها حيال مستقبل سوريا؟

 لأنه لم يتم التوقيع على أي أمر إلى الآن, ولأنه لم تنته الأمور بشكل تام, فهناك مخاوف من أن يؤثر الحديث أو الإدلاء بالمعلومات على محادثاتنا وحواراتنا المستقبلية, لذلك اعتذر من التطرق إليها بشكل دقيق, لكن بالعموم سوريا التي نحلم بها دائمًا, ونطمح في الوصول إليها, هي سوريا لا مركزية ديمقراطية متعددة, كل الأطراف يمكن أن تعبر عن نفسها, وأحقية الكرد في أرضه وحقوقه, هذه جميعها من المقاييس الرئيسة في الرؤية السياسية للطرفين, لكن لا يمكننا الآن الحديث عن كل نقطة على حدة, وعندما يحين وقتها والتوصل إلى اتفاق كامل سيتم الإعلان عنها للرأي العام بشكل رسمي بكل أريحية, أعتقد هكذا أفضل.

في الإطار نفسه، ما موقف الكرد في الرؤية السياسية الأخيرة من الحكومة السورية, الائتلاف السوري, وتركيا ؟

تركيا على سبيل المثال جارة لكنها محتلة, احتلت عفرين وقبلها اعزاز والباب وبعدها سري كانيه وكري سبي, والآن إذا أتيح لها الفرصة فستحتل المزيد من الأراضي, وحقيقة تركية معروفة وواضحة ومعلومة لدى الجميع, ولا تخفى على أحد, ولا أعتقد أن أي كردي يفكر في غير هذا السياق.

أما الحكومة السورية، فمعروف عنها أنها حكومة مستبدة ومركزية, وتحكم البلاد بالعصا, منذ تأسيس هذه البلاد، وإلى الآن, حيث غابت فيها الحقوق والحريات والديمقراطية، ليس بحق الكرد فقط بل بحق العرب أيضًا, ولم يكن هناك قانون للأحزاب, ولا أريحية في إنشاء حزب أو إصدار جريدة أو مجلة سياسية, أو إلقاء قصيدة, حقيقة النظام معلومة للجميع, ولو كان لدى النظام القليل من الديمقراطية, وعمل على بعض الإصلاحات منذ 2011 لما دُمّرت سورية هكذا, إن ما ذكرته حقائق ووقائع عامة، وستكون من ضمن الرؤية.

وبما يخص المعارضة فلن أتحدث عن نص الرؤية السياسية, لكننا جميعًا ولمئات المرات ذكرناها على الإعلام, نريد معارضة بعيدة عن داعش, وغير متطرفة, بعيدة عن الإسلام السياسي, معارضة ديمقراطية, غير متنكرة للغير والمكونات, غيرشوفينية, والذين يودون العودة بالبلاد إلى الوراء, وذهنيتها متخلفة أكثر من ذهنية الحكومة السورية, دون شك لا يمكن العمل معها.

 دائمًا مطلبنا إيجاد معارضة ديمقراطية تضمن حقوق الشعب الكردي, لأننا أصحاب أرض وثقافة, واليوم ينكرون وجودنا، لذلك لا بد من أن تعود لنا حقوقنا, وليعلم الجميع أننا عندما نطالب بحقوقنا لا يعني أننا نطالب بتقسيم سوريا, والانفصال عنها, بل نطالب بأن نكون قسمًا من هذه البلاد، أحرارًا, ومحفوظي الحقوق, وأن تكون كل المناطق  اللاذقية, وطرطوس, دمشق وحلب وحمص وحماة, وجميع المناطق السورية موحدة بلدًا لنا, فما الضرر في ذلك؟.

 لكن المهم أن يكون لنا هوية ضمنها, ويمكننا التعبير عن أنفسنا وإدارة أنفسنا بكرامة وحرية ومساوة وعدالة, وهذه ليست من الأمور الجديدة التي سنساوم عليها للاتفاق, أساسًا أي جهة إن لم تتفق حسب هذا المبادئ في الرؤية لا يمكنها أن تقيم وحدتها, ولا أعتقد أن هذه الأمور ستشكل عائقًا ومشكلة.

اعتُبرت اتفاقية دهوك 2014 أساساً لمواصلة الحوار والمفاوضات الجارية, على ماذا نصت اتفاقية دهوك بالتفصيل ؟

مضت 6 أعوام على اتفاقية دهوك, حيث كانت الشروط والمرحلة في ذلك الوقت في روج آفا مختلفة عن المرحلة الراهنة, ولكن وعلى الرغم من ذلك قلنا في التفاهم الذي توصلنا إليه مؤخرًا, يجب أن نتخذ من اتفاقية دهوك أساسًا للتفاهم المستقبلي, لأن اتفاقية دهوك كان اتفاقًا بين القوى الكردية أنفسها, لحل المشاكل الكردية, والتوصل إلى قرار وموقف موحد ككرد, ومثال ذلك، الاتفاق على إنشاء مرجعية سياسية كردية, لتكون ممثلة عن الشعب الكردي في روج آفا, هؤلاء الممثلون سيمثلون الكرد, في "الانتخابات أو في الحكومة أو البرلمان أو أي مؤسسة, أو في التفاوض مع النظام أو في التغيير في سوريا, أو في كتابة الدستور السوري", لما يضمن ويحدد موقف الكرد ويحفظ حقوقه, بدلًا من أن يكون لكل طرف كردي موقف بعيد عن الآخر.

اليوم، إذا استطعنا الاستناد إلى اتفاقية دهوك, وتوحيد القوى والمواقف وفقها, حيال ما قد يواجهنا في المستقبل, سواء من أجل جنيف أو كتابة الدستور السوري، أو الحل في سوريا أو التفاوض مع النظام أو المقاومة في وجه الاحتلال, أو حل مشاكل الشعب الكردي في المنطقة, أو في الانتخابات أو في الإدارة", فيجب طبعًا توحيد المواقف والصفوف, للاتفاق والعمل سويًا.

في المرحلة الراهنة، مثال: أمامنا الإدارة الذاتية, وهذه الإدارة تضم الكرد, العرب, السريان" ونحن الكرد لا يمكننا اتخاذ القرار بدلًا عن العرب والسريان, كما كنا سابقًا نرفض أن يُتخذ القرار عوضًا عنا ونُظلم, لذلك لا يجب أن نعيد ذلك بحق  المكونات الأخرى, ويجب أن نعمل كشركاء في كل شيء, لكن هنا سنكون ذوو قوة أكبر, نتيجة وحدة الصفف, والموقف, والخطط, والقرارات,.

وستتم مناقشة أخوتنا العرب والسريان في الإدارة حول ما قد توصلنا إليه نحن الكرد من قرارات ورؤى، والتي تخص المنطقة, مثال "هناك اقتراح في اتفاقية دهوك بتعديل العقد الاجتماعي الذي كُتب عام 2014 للإدارة الذاتية, حيث سنقوم مع ENKS عبر المرجعية السياسية باقتراح المواد التي سيتم تعديلها على الأخوة والشركاء السريان والعرب, لمشاركتهم في قرارات التعديل, والوصول إلى التعديل المراد عبر الإشراك في القرار وليس الفرض, ليصبحوا شركاء معنا في القرار.

وهناك أمثلة أخرى، مثلًا في حال حدثت انتخابات في المنطقة, سنقوم بدخول هذه الانتخابات معًا, ليكون لدينا ممثلين في البرلمان أو المجالس بموقف واحد, وبصوت واحد دون تجزئة أصواتنا الكردية, أو لدى تمثيل الكرد في جنيف, فحينها سنتقوم بالجلوس وتعيين ممثلينا في المحفل، ليتحدث ويمثلنا جميعًا هناك ويتفاوض عنا, ونعلن بأن الأشخاص المحددين يمثلوننا جميعًا في ذلك المحفل.

وهناك العديد من الأمور الأخرى نوقشت خلال اجتماعنا في دهوك 2014، ومنها موضوع الحماية والدفاع والجانب العسكري, واقتُرح حينها أن يتم تشكيل لجنة من الطرفين لمراجعة القيادة العسكرية في المنطقة لمناقشة الأمور العسكرية, وإبداء الاقتراحات, لأن الوفد السياسي لا يستطيع التحدث بدلًا من الجانب العسكري, تعلم بعد البيان الأخير الذي أصدرناه, لم نجلس بعد، ولم نبدأ المرحلة المقبلة, ولا أعلم أنه سيتم مناقشة هذا الموضوع أم لا؟  أو ستُناقش هذه الأمور أم لا, أنا لا أعلم, أنا أتحدث عن اتفاقية دهوك 2014, لكن يوم أمس قلنا أن اتفاقية دهوك ستكون نقطة ارتكاز وبنية سنسعى وفقها إلى العمل على بعض الأمور.

مر على اتفاقية دهوك 6 أعوام، وحدثت تغييرات كثيرة في المنطقة خلال هذه الفترة، هل سيتم مناقشة بنود الاتفاق كما هي أم سيكون هناك تعديل عليها، وفق المرحلة الراهنة؟

دون شك نحن نفكر في هذا السياق وأخوتنا في ENKS أيضا يعلمون جيدًا أن الوضع قبل ستة أعوام ليس كما الآن, عام 2014 مختلف عن 2020, ونقولها بصراحة, ذلك الوقت لم يكن هناك قسد, كانت فقط قوات حماية الشعب والمرأة, وضع الإدارة الذاتية, ووضع عفرين لم يكن كما الآن, أو وضع المناطق المحررة مؤخرًا، منبج، الطبقة، الرقة, دير الزرو، حيث أنها لم تكن محررة, وحتى المناطق التي كانت بين مناطق الجزيرة وكوباني كانت تحت سيطرة داعش.

 في العديد من الأمور هناك الكثير من التغير, لذلك نقول إننا نتخذ من اتفاقية دهوك أساسًا , ولا نقول إنه سيكون كما كان مئة بالمئة, الاتفاق حينها كان كذلك, ولكن في المرحلة المقبلة في المحادثات والحوار قد نناقش حسب المقترحات على هذه الأمور ونتحاور عليها.

تمثيل الطرفين في هذه المرجعية وفق نسبة، هل ستكون هذه المرجعية مخولة باتخاذ القرارات عن الكرد فقط في الإدارة الذاتية، أم اتخاذ القرارات عن الإدارة الذاتية كما يوصف؟

إن اتفاقية دهوك عام 2014 نُشر مضمونها، ونسبتها في كل وسائل الإعلام وفي كل مكان, فقد كانت نسبة المشاركة الكردية فيها بين 40 بالمئة لحركة المجتمع الديمقراطي, و40 بالمئة لـ ENKS و20 بالمئة  للأحزاب والكتل السياسية الكردية غير المنخرطة في الإطارين, وهذه النسبة التي تم تحديدها ليست لتكون لإدارة المنطقة, بحيث تصبح الآمر والناهي فيها, هذه النسب ستصبح ممثلة للكرد لإبداء الرؤية السياسية والعسكرية  الكردية أو الاجتماعية باسم الكرد في المنطقة.

أنا أيضًا تابعت في الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي هذا التصور، والتحليلات الخاطئة حيال النسب المحددة منذ اتفاقية دهوك 2014, لاحظت أن الجميع يتصورون وكأنه سيتم الاتفاق بين الطرفين بتقاسم كل ما هو موجود من إدارة وغيرها, وسيقوم الطرفان بإدارة المنطقة, وستبقى باقي الأطراف خارجًا.

الأمر ليس كذلك, إلى الآن لم تتم مناقشة هكذا أمور ولن تكون غدًا أو بعده، ما الأمور التي سيتم مناقشتها لا أعلم إلى الآن, ماذا يحضر ENKS للمرحلة المقبلة من مسودة للنقاش لا أعلم, ولا أستطيع التحدث عن ذلك, ولكن أستطيع القول إن النسبة التي تم تحديدها في دهوك 2014, قد تتغير مع المرحلة, وقد تبقى كما كانت.

 فقط مهما كانت النسبة, فهذه النسبة في إطار الاتفاق الكردي - الكردي والممثلين الكرد, وعلى إخوتنا العرب والسريان التيقن وأخذ العلم, أن هذه النسبة ليست لتقاسم كل ما هو في روج آفا, لأن الجميع مشارك في المؤسسات والنقابات والإدارات المُشكّلة في المنطقة, وليس من حقنا, لأننا نؤمن بالديمقراطية، وأن اللجوء إلى تقاسم المؤسسات يتعارض مع العقد الاجتماعي للإدارة الذاتية.

 لذلك يجب أن نعي بأن التفاهم هو تقاسم كل ما هو موجود, لأن لدينا مبادى رئيسة نبحث عنها إلى جانب وحدة صفنا الكردي، وهي الحصول على حقوق شعبنا وحل مشاكله وقضيته, دون أن تكون على حساب المكونات الأخرى, ولأننا لا نسعى  كما يسعى إليه الآخرون في الحفاظ على بقائهم على حسابنا,  نحن نسعى إلى أن نكون ويكون غيرنا أيضًا, ويكونوا أحرارًا معنا.

 لتثبت أنك حرّ عليك أن تجعل من يحيا بجانبك يحيا بحرية, ولإعطاء حريتنا معناها الحقيقي, فمن الضروري حماية حرية من يعيشون معنا, ونضمن حقوقهم في الإدارة والمؤسسات.

البند الثاني في اتفاقية دهوك ينص على مناقشة الإدارة الذاتية القائمة وكيفية تمثيل ENKS  ضمنها, كيف سيتم هذا ولا سيما بعد أن كانت مسبقًا 3 كانتونات، واليوم تحولت إلى إدارة ذاتية لشمال وشرق سوريا, فيها العديد من المجالس المدنية الأخرى" منبج, الطبقة, الرقة, ودير الزور"؟

قبل كل شيء أسلوب النسبة لن يكون, لم نأت لنتقاسم كعكة أو مالًا ليس له أصحاب, نحن في ثورة, لدينا شعب يقاوم, لدى شعبنا الآلاف من الشهداء, شعبنا يعيش في ظروف صعبة لا يمكن وصفها, عانى, هُجّر, هدمت منازله, احتًلت دياره, ونحن نخجل أن نتحدث بهكذا مصطلحات,  مصطلح التقاسم أو المحاصصة، وأننا سنتقاسم حسب النسبة, هذا الأمر لا يتوافق مع معايير السياسة.

 مثال من يريد أن يكون ممثلًا في الإدارة الذاتية, يجب أن يصل إلى ذلك  باللجوء إلى الأسس والمواثيق والنظم  العالمية ومعايير الديمقراطية, ألا وهي الانتخابات, نستطيع نحن الكرد أن نتفق على توحيد صفوفنا لتوحيد نسبتنا في الإدارة الذاتية التي خُصصت للكرد، ودون التأثير في نسبة تمثيل المكونات الأخرى.

البند الثالث كان الحماية والدفاع, وكيفية مشاركة قوى عسكرية إن وجدت لـENKS  في الدفاع عن المنطقة, كيف سيكون هذا الأمر في المستقبل, برأيك؟

من المبكر أن نتطرق إلى القسم العسكري, لكن هناك مبادئ عامة, وفي المبادئ العامة لأي دولة ولكي تتمكن من حماية نفسها والمحافظة على قوتها والصمود, يجب أن يكون لها قوة عسكرية واحدة, وإذا أصبحت قوتين فهذا يعني أنها تفتح الطريق أمام نزاع داخلي قد ينشأ.

ومن الناحية السياسة والفكرية, فالتنوع والكثرة جيدة, وتغني الرؤية, لكن في القسم العسكري ليس كذلك, ولا بد من المحافظة على وحدة القوة, لذلك على إخوتنا باعتقادي إذا توصلنا إلى اتفاق أن يكونوا يقظين حيال ذلك, لأنهم يرغبون في المشاركة في النظام الموجود في المنطقة, ومن مصلحتها حماية النظام, ولا بد من العمل سويًا لتبقى قوة واحدة.

بعض الأطراف السياسية, والعسكرية وأخرى إقليمية تصف هذا الاتفاق بمحاولة للانفصال والسيطرة على المنطقة وتهميش دور الغير, على حساب المكونات الأخرى, وآخرها تصريحات تركيا, كيف سيكون تأثير هذا الاتفاق في المنطقة, وفي مستقبل سوريا وحل الأزمة السورية؟

نحن قبل كل شيء نعيش في سوريا، ومواطنون سوريون، لكن كرد, كرد سوريون, ونحن في الداخل، وفيما بيننا نعمل على التخطيط  لمسيرتنا ولمستقبلنا ولمستقبل بلدنا, ولحقوقنا, ونتفق نحن القوى الموجودة في هذه البلاد, وسواء اتفقنا أو اختلفنا فهذا شأننا، أما تركيا فهي دولة محتلة.

 التقسيم هو ما تقوم به عليه تركيا من احتلال لعفرين، جرابلس، الباب، اعزاز، كري سبي وسري كانيه, وربطها بتركيا, وإنشاء جدار التقسيم، ومد الحدود ضمن الأراضي السورية, وفرض عملتها, وتدريس اللغة التركية, وحكمها تركياً, والعمل على التغيير الديمغرافي, واقتطاع الأراضي السورية، هذا هو التقسيم,, وتقول إنها تحافظ على الوحدة السورية.

نحن في سوريا, وعلى الرغم من أن الاتفاق كردي، فيه نواقص, إلا أننا سنظل نتناقش داخليًا على الأراضي السورية, لأننا نريد أن نحافظ على حقوق شعبنا, ونقترح نظامًا ديمقراطيًا لكامل سوريا, ولن نقوم بتقسيم وفصل أية بقعة أرض من سورية.

أما تركيا فقد اقتطعت الأراضي السورية لصالحها وجزأتها, وهي التي تعمل على التقسيم, لأنها أكثر طرف تعمل على تفرقة القوى السورية المعارضة, وهي التي أثرت في حل الأزمة السورية وعمقت الأزمة, لذلك ليس لدينا أي مخططات أو مساعٍ لتقسيم سوريا, والانفصال عنها, لكن بكل تأكيد ودون شك نطالب بحقوقنا, وهذا مختلف عما تعمل عليه تركية.

دون شك التفاهم الحاصل بين الكرد والاتفاق ووحدة الصف الكردي، ستساعد في حل الأزمة السورية, لأنه في حال الاتفاق وحصول الاستقرار في المنطقة، وتشكل نظام ديمقراطي وتطور تدريجي, فسيؤثر في سوريا عمومًا، وفي المعارضة السورية نفسها, وسيشجع الأطراف الديمقراطية, لكن  قد لا يتقبله بعض الأطراف الشوفينية, لأنها ضد الديمقراطية, أما من يطمح لنظام ديمقراطي فهم من سيفرحون لهذه الخطوة, ويعتبرونها قوة, وعند وجود أية محاولة للسير نحو الحل سنساند وندعم لتصبح أقوى, لأنه بالمساندة ستتضاعف قوة تلك الأطراف.

هل وفد أحزاب الوحدة الوطنية الكردية, متفائل حيال ما سيؤول إليه مستقبل الحوار والتفاوض بين الطرفين, بعد سلسلة من الاتفاقات السابقة التي كان مصيرها الفشل, ولماذا التفاؤل؟

دائمًا في كل المحاولات هناك صعوبات وعوائق، وهناك بعض العوامل المؤثرة إيجابية وسلبية, وهناك أمور بعضها تساند وأخرى تعمل على الإفشال, لكن لابد من عدم التشاؤم, بل لا بد من التفاؤل, وعدم قطع الأمل, ولو لم يكن لدينا أمل في هذا المحادثات لما كنا وافقنا على البدء بها.

لكن دائمًا نأمل من الطرف الآخر أن يقوي من آماله, لنحافظ على أملنا سوياً, ولنبحث عن الأمور الرئيسة في الاتفاق, هنا لا يمكنني القول إن كل الأمور تسير بشكل جيد, وإننا نتفق نحن الطرفان عليها, لأنه ليس كذلك, هناك العديد من وجهات النظر التي لا تتفق مع وجهات نظرنا, وهي ستكون مطروحة للحوار والنقاش, وهذا لا يعني أننا أعداء, بل هي وجهات نظر وطريقة تفكير مختلفة.

 و هناك الكثير من وجهات النظر المتوافقة, والتي نتفق عليها سويًا, نستطيع حاليًا أن نعمل على الأمور التي تتفق عليها وجهات نظرنا, والعمل على الأمور الاخرى تدريجيًا, لأنها قد تتطلب وقتًا, كل مساعينا في  إطار الوصول إلى حلول.

وأملنا هو تحقيق ما يسعى إليه شعبنا, وأن نكون جديرين بثقته, وكل ما نقدمه نقوم بمشاركته مع شعبنا في ما يدور بين الطرفين، بحيث إنه لن يؤثر على المجريات, وعلينا أن لا نخفي أي شيء على شعبنا، إلى الآن وحسب الإمكانات استطعنا تقاسم المعلومات مع شعبنا, وفي المراحل المقبلة, وعند الضرورة سنطلع شعبنا على معلومات إضافية أو ما توصلنا إليه دون شك، وسنتقاسمها.

ANHA