إسرائيل تهدد لبنان.. هل هي الحرب؟

عقب  تهديد رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو للبنان وحزب الله، بوجود مصانع تطوير صواريخ تحاذي مطار بيروت، وأن الجيش الإسرائيلي لن يدع المسؤولين عنها دون عقاب، حلق الطيران الإسرائيلي بشكل قريب وملحوظ يوم الأحد الماضي، فوق السواحل اللبنانية وخصوصاً فوق مطار رفيق الحريري الدولي ومنطقة الأوزاعي، وهي المنطقة التي تحدث عنها نتنياهو خلال كلمته في الأمم المتحدة.

إسرائيل تهدد لبنان.. هل هي الحرب؟
الثلاثاء 2 تشرين الأول, 2018   08:28

عمر موسى / غزة

هذا التهديد الذي رأى مراقبون أنه حازم فعلاً، استدعى رداً من الخارجية اللبنانية، ووجه وزير الخارجية باسيل جبران،  دعوة لجميع السفارات الأجنبية في لبنان، وذلك لمعاينة المكان الذي قال نتنياهو عنه.

لكن نتنياهو لم يعجبه ذلك، وعقب على خطوة الخارجية اللبنانية هذه بالقول "حزب الله يكذب للمجتمع الدولي بشكل سافر من خلال الجولة الدعائية الخادعة التي قام بها وزير الخارجية اللبناني اليوم حين اصطحب سفراء أجانب إلى ملعب كرة القدم الذي حددناه، ولكنه امتنع عن زيارة المصنع التحت أرضي المتاخم له حيث يتم إنتاج الصواريخ العالية الدقة.

فليسأل السفراء أنفسهم لماذا انتظر الطرف اللبناني ثلاثة أيام قبل القيام بتلك الجولة. حزب الله يعمل بشكل اعتيادي على إخلاء معداته من المواقع التي تم الكشف عنها، من المؤسف أن الحكومة اللبنانية تضحي بسلامة مواطنيها من خلال التغطية على حزب الله".

وأمام هذه المشادة الحادة بين إسرائيل ولبنان، يرجح مراقبون، أن تهديدات إسرائيل، تأتي في إطار الحرب الكلامية بين الحزب وإسرائيل، لكن هل يمكن أن يقفز نتنياهو عن الكلام إلى الفعل، خصوصاً أن حزب الله لم يعقب على اتهام  نتنياهو.

كما أن تهديد نتنياهو، لا يمكن فصله عن التطورات الحاصلة في المنطقة، ما يحدث في سوريا بعد إسقاط الطائرة الروسية إيل 20 ومقتل طاقمها، وما يجري في الأراضي الفلسطينية وغزة  من احتقان مستمر ومواجهات.

مدير مركز الارتكاز الإعلامي المحلل السياسي سالم زهران قال في تصريح إعلامي إن "مزاعم بنيامين نتانياهو بوجود صواريخ لحزب الله ضمن المناطق السكنية ليست جديدة، وسبق أن قال إنه يوجد بنى تحتية للمقاومة في أكثر من 200 قرية، وعليه فإن تصريحاته وتكثيف طائراته الاستطلاعية وبعلو منخفض جزء من الحرب النفسية والتحريضية".

وأضاف زهران "وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل، نقل بالكاميرات وبشكل مباشر  على الهواء زيارة لأحد المواقع بالقرب من مطار بيروت التي زعم نتنياهو أنها تحتوي منصات صواريخ، فيما بدت المنطقة  خالية تماماً إلا من المنشآت العادية".

ولفت إلى أن "الوزير باسيل، سيستمر  في مواجهة الموقف الإسرائيلي، الذي يحاول تبرير عدوان على لبنان".

وأشار زهران إلى أن تحذير وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف لإسرائيل من الاعتداء على مطار بيروت، يرجح أن نوايا إسرائيل تبدو جدية، خصوصاً بعد منظومة "إس 300" التي يتوقع أنها ستحد من النشاط الإسرائيلي في الأراضي السورية.

وختم زهران قائلاً "تقديري الشخصي التهديد بقصف المطار مكلف جداً لإسرائيل ولن تقدم عليه، إلا أن ذلك يبدو رياح تخطيط لشيء في نفس إسرائيل قد يدفعها لعمل ما وخاصة عند الحدود اللبنانية - السورية".

فيما يخلص مراقبون، أن التهديد الإسرائيلي للبنان، يأتي في إطار حشد إسرائيل التأييد الدولي ضد حزب الله".

(ح)

ANHA