المنهاج الجديد يطوي صفحات عقود التغييب ويعيد للمدارس رونق التشاركية وحب المعرفة

مع الانتهاء من العام الدراسي الحالي في الشمال السوري بنجاح، فكيف مرّ العام الدراسي الجديد في المناطق المحررة والتي أدخل  إليها المنهاج الدراسي المعد من قبل لجنة التدريب للمجتمع الديمقراطي KPCD.

المنهاج الجديد يطوي صفحات عقود التغييب ويعيد للمدارس رونق التشاركية وحب المعرفة
المنهاج الجديد يطوي صفحات عقود التغييب ويعيد للمدارس رونق التشاركية وحب المعرفة
المنهاج الجديد يطوي صفحات عقود التغييب ويعيد للمدارس رونق التشاركية وحب المعرفة
15 مايو 2018   04:57

سميرة داوود/ كري سبي

خلال أربعين سنة مضت فرض النظام البعثي على كافة شعوب سوريا منهاجه الدراسي الخادم لسلطته والفارض لنظامه محاولاً عبر هذا المنهاج صهر جيلٍ في بوتقة البعث وخدمة الحزب الواحد ولم تكن المناهج الدراسية أفضل حالاً فترة تواجد مرتزقة داعش في المنطقة، والتي لم تحول الدراسة خادمة لمصلحتها فقط بل حولت المدارس لمقرات عسكرية وعلمت الأطفال حمل البندقية بدل "القلم".

وفي ناحية عين عيسى التابعة لمقاطعة كري سبي/ تل أبيض بإقليم الفرات، تحررت في الـ 23 من شهر حزيران/ يونيو 2015، ومع عودة الحياة إلى أروقة الناحية، تم افتتاح المدارس من جديد، وفق منهاج تعليمي مدروس تم إعداده من قبل لجنة التدريب للمجتمع الديمقراطي ليطوي بذلك صفحات عقود التغيب بتدريس كل مكون بلغته ليعيد للمدارس رونق التشاركية وتكريس حب العلم والمعرفة والتحرر الفكري.

كيف كان العام الجديد في ظل منهاج جديد؟

وتعتبر ناحية عين عيسى واحدة من المناطق التي استطاعت أن تتخلص من النظام البعثي والمجاميع المرتزقة المتعاقبة وتحرر نفسها من كافة القيود وفي مقدمتها المجال التربوي والتعليمي، وبدأت بتدريس المنهاج الجديد المعد من قبل لجنة التدريب للمجتمع الديمقراطي في الإدارة الذاتية الديمقراطية ضمن مدارسها.

وبعد حرمان أطفال الناحية 4 سنوات من الذهاب إلى المدرسة، بدأ العام الجديد بافتتاح معظم المدارس أبوابها أمام الطلاب، حيث استقبلت 123 مدرسة أكثر من 16 ألف طالب/ة.

وفي هذا السياق، شددت الإدارية في المجمع التربوي بناحية عين عيسى حنان الظاهر، أنه من الضروري أن يتعلم أبناء المنطقة من عرب وكرد وآشور وسريان لغتهم الأم، وتابعت "هذا حق لكل شعب والشيء الضروري والمهم للغاية أن يتعرَّف الطلاب على لغاتهم ولغات غيرهم من المكونات الأخرى ويندمج معهم".

وبخصوص المنهاج الجديد الذي تم تدريسه في مدارس الناحية، قالت حنان "نحاول عبر هذا المنهاج الجديد إزالة الذهنية القديمة، التي كانت سائدة أثناء حكم النظام البعثي المتمثلة بمنهاج واحد لا يراعي المكونات الأخرى بالإضافة الى إعادة تأهيل الطلاب نفسياً، ومراعاة وضع الطلاب المنقطعين والبدء بتعليمهم من الصفر".

وفي حديث لـ ANHA، تحدث مدير ثانوية عمر بن خطاب محمد العلاوي عن  واقع التعليم في المدرسة قائلاً "حالياً المنهاج الجديد يعتمد من المناهج الحديثة، وهو صادر عن الإدارة الذاتية الديمقراطية في الشمال السوري، ورُوعي فيه الشكل والمضمون تبعاً للمرحلة العمريًّة والقدرة الاستيعابية للتلاميذ، حيث نجد في كتب الصفوف الأولى الألوان المتنوعة والأشكال المختلفة للصفحات للتناسب مع الطلاب، وذلك لكي يُحبوا الكتاب وينجذبوا إليه".

وأكمل حديثه بالقول "في بداية العام الدراسي كان إقبال الطلاب بعد أربع سنوات جيد، بعدها حاول بعض الأطراف تأليب الواقع الدراسي لإفشال العام الدراسي، إلا أن ذلك لم يكن عائقاً في إنجاح العام الدراسي الجديد واستقبلنا مئات الطلاب بمدرستنا بتعاون مع الأهالي الأمر الذي أدى لنجاح العام الدراسي".

ولفت علاوي، أن "المنهاج الجديد وضع مادة الأخلاق على سبيل المثال ضمن المواد الهامة بدل مادة القومية، واستبدال مادة التاريخ بمادة التاريخ الجديد الذي روعّي فيه تاريخ الشعوب الأخرى، والمواد الجديدة التي صدرت تكرس مفهوم التعايش المشترك وأخوة الشعوب والتعاون وعدم نبذ الطرف الآخر كما كان سائداً".

(د)

ANHA