نقل أهالي عفرين كان لحماية المدنيين وتجنباً لمجازر جديدة

مقاومة العصر لم تنتهي، وخطوة إخراج المدنيين من عفرين كان تجنباً من بقائهم وجهاً لوجه مع المجازر التي ترتكبها قوات الاحتلال التركي ومرتزقته بأسلحة الناتو بحق الأهالي في ظل صمت دولي رهيب.

نقل أهالي عفرين كان لحماية المدنيين وتجنباً لمجازر جديدة
25 آذار 2018   03:15

هوكر نجار- آزاد سفو

مركز الأخبار- منذ الـ 20 من شهر كانون الثاني/يناير المنصرم وجيش الاحتلال التركي ومرتزقته يستخدمون أسلحة حلف شمال الأطلسي (الناتو) في قصف بلدات ونواحي ومدن إقليم عفرين، وتقدم هذه الأسلحة للمجموعات والمرتزقة ومجموعات القاعدة التي تتعاون معها في العدوان، حيث ارتكبت العديد من المجازر بهذه الأسلحة، وخرق كل القوانين الدولية المتعلق بحماية المدنيين والأماكن المقدسة والتاريخية، ورغم كل هذه الخروق لم يتخذ الناتو إجراءات ضد الاحتلال التركي وخاصة أنها تقدم السلاح لمجموعات مرتبطة بتنظيم القاعدة المصنف على لوائح الإرهاب عالمياً.

الناتو شارك في الهجوم على عفرين

والهجوم العدواني على عفرين بدأ باتفاق مع روسيا وبتواطؤٍ مع قوى إقليمية في ٢٠ كانون الثاني. فقد قامت روسيا بالمشاركة الفعلية في فتح المجال الجوي لكي يقوم العدوان التركي بإبادة شعب عفرين بكل أنواع الأسلحة، حيث أنها ومرة أخرى ضحت بشعب من أجل مصالحها في سوريا.

وفي ظل صمت دولي بدءاً من قوى التحالف وحتى الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة ومجلس الأمن. عاشت وتعيش عفرين إبادة جماعية وتشريد قسري وتعرض المئات من المدنيين لشتى أنواع القصف يعود إلى عدم قيام هذه القوى بمهامها الإنسانية والسياسية تجاه شعب عفرين ومقاتليها الذين قاموا بالدفاع عن كل العالم ضد داعش وضد أردوغان الذي موّل ومازال يموّل الإرهاب في العالم.

المجتمع الدولي بقي صامتاً حيال المجازر التي ترتكب ضد شعب تصدى للإرهاب العالمي

تقوم الدولة التركية الداعشية وباستخدام مرتزقتها في تغيير ديمغرافية منطقة عفرين وإسكان القوى التكفيرية وعوائلهم فيها. أيضاً قامت وتقوم بقتل المئات من المدنيين الذين هربوا من بطش قصفهم وسياساتهم.

تغيير ديمغرافية المنطقة أساس الهجمات على عفرين

وكشفت وسائل إعلام تركية محلية، وآخرى معارضة النقاب عن استخدام الجيش التركي أسلحة وذخيرة فتاكة من أجل قصف المدنيين السوريين في عفرين، وهو ما أدى إلى مقتل المئات من المدنيين العزل، حيث تنوّعت الأسلحة ما بين دبابات وطائرات وصواريخ وقاذفات ومدرعات.

ومنذ بداية العدوان التركي وحتى اليوم استشهد "٥٠٠" مدنياً من أطفال ونساء وشيوخ إزاء القصف الجوي والبري من قبل الفاشية التركية وجرح أكثر من "١٠٣٠" مدنيٍ وهؤلاء الشهداء والجرحى وقوعوا نتيجة لاستخدام الاحتلال التركي أسلحة الناتو، حيث ارتكبت تركيا خلال المقاومة التي أبداها أهالي ومقاتلو قوات سوريا الديمقراطية في عفرين العديد من المجازر راحت ضحيتها عوائل بأكملها ومن ضمنها العوائل التي نزحت من المناطق السوية هرباً من قوات النظام ومرتزقة الاحتلال التركي ومرتزقة داعش.

ففي 26 كانون الثاني 2018 ارتكب جيش الاحتلال التركي مجزرة بقرية جلبرة راح ضحيتها 10 شهداء و12 جرحى، وفي 21 كانون الثاني 2018 ارتكب جيش الاحتلال التركي مجزرة بناحية موباتا راح ضحيتها 6 شهداء وجريج وجميعهم من عائلة واحدة، وفي 28 كانون الثاني 2018 ارتكب الاحتلال التركي مجزرة قرية كوبلى راح ضحيتها 8 شهداء و7 جرحى و10 مفقودين، هذا بالإضافة إلى المجازر الأخرى التي لم يتمكن أحد من تثبيتها نتيجة للقصف المكثف من قبل قوات الاحتلال التركي على المناطق الآهلة بالسكان.

تركيا استخدمت غاز الكلور في الهجوم على عفرين

ومع إصرار الشعب ومقاتلي قوات سوريا الديمقراطية على المقاومة واتخذوه خيارهم الوحيد، وعندما رأت قوة العدوان نفسها عاجز من تحقيق أي نصر عسكري ملموس رغم تتالي الأيام ومن أجل تحقيق نصر ما أو أي خرق أو تقدم قامت باستعمال سلاح الكيماوي في محاولة كسر إرادة المدافعين عن شعبهم وأراضهم، حيث أصيب عدد من المواطنيين بحالات مرضية خطيرة نتيجة لإصابتهم بغاز الكلور، وهذا ما أكده الكادر الطبي في عفرين، لافتاً أن المادة التي استعملت وحسب التحاليل التي أجروها أنه غاز الكلور.

وتم حظر الأسلحة الكيميائية بشكل مطلق في اتفاقية حظر استحداث وإنتاج وتخزين واستعمال الأسلحة الكيميائية وتدميرها والمسماة باختصار “اتفاقية الأسلحة الكيميائية” وقد نصت المادة الأولى من الاتفاقية بألا تقوم الدول تحت أي ظرف من الظروف باستحـداث أو إنتاج الأسلحة الكيميائية أو اجتيازها بطريقة أخرى، أو تخزينها أو الاحتفاظ بها، أو نقل الأسلحة الكيميائية بصورة مباشرة أو غير مباشرة إلى أيٍّ كان؛ وباستعمال الأسلحة الكيميائية؛ وبالقيام بأية استعدادات عسكرية لاستعمالها.

وأشارت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضا، إلى أن استخدام الأسلحة–الكيميائية يشكل انتهاكاً للحق في الحياة. كما نصت عليه المادة (6) من العهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية لعام 1966.

وكانت ألمانيا هي من استخدمت غاز الكلور وذلك خلال الحرب العالمية الأولى عام 1915، وحينها قتل 1500 شخص نتيجة اختناقهم بالغاز السام، كما أن نظام البعث أيضاً استخدم غاز الكلور وذلك في مدينة إدلب السورية في حربها ضد المعارضة السورية عدة مرات.

مجازر الاحتلال التركي اجبرت الأهالي على الخروج من ديارهم

وأمام كل هذه المجازر والقصف العنيف واستهداف المدنيين من قبل الاحتلال التركي خاض مقاتلو ومقاتلات وحدات حماية الشعب والمرأة مقاومة بطولية استمرت مدة 58 يوماً وما تزال مستمرة في سعيهم لحماية المدنيين من مجازر أخرى، حيث قدمت تلك القوات ٨٢٠ شهيد وشهيدة في سبيل دحر العدوان التركي وحماية المدنيين.

820 مقاتل استشهدوا خلال 58 يوم من مقاومة العصر

وأعلنت الإدارة الذاتية الديمقراطية في مقاطعة عفرين، أن حربهم ضد الاحتلال التركي والقوى التكفيرية المسماة بالجيش الحر دخلت مرحلة جديدة وهو الانتقال من حرب المواجهة المباشرة إلى تكتيك الكر والفر، وقالت "قررنا إخراج المدنيين من المدينة لتجنب كارثة إنسانية أكثر فظاعة".

حماية المدنيين سبب إخراج المدنيين من عفرين التي دخلت مرحلة جديدة

ومن جانبه أكد الناطق باسم وحدات حماية الشعب في عفرين بروسك، أن قواتهم موجودة في كل مكان من عفرين ودخلوا مرحلة جديدة في القتال ضد الاحتلال التركي ومرتزقته بعد أن أمنوا خروج المدنيين من عفرين لتجنبه لإبادة من قبل العدوان التركي الذي قام بتدمير كافة النواحي والقرى التي احتلها.

 والأسلحة التي استخدمتها قوات الاحتلال التركي ومرتزقتها في عدوانها على عفرين والمقدمة لهم من قبل الناتو هي:

مقاتلات النمر 1: هي مقاتلة تركية الصنع كانت من أوائل الأسلحة الجوية التي انطلقت من قاعدة إنجرليك العسكرية، وقصفت مواقع في مدينة عفرين، وهى أقرب لمقاتلات "إف-16 " التي يستخدمها الجيش الإسرائيلي في قصف الفلسطينيين في قطاع غزة.

الهاورتز أو صواريخ الرمح الفتاكة: قبل انطلاق القوات البرية التركية إلى عفرين، تم استخدام مدفع الهاوتزر أو ما يسمى بـ"الصاروخ الرمحي"، على رأس الأسلحة التي ضربت أنفاق وملاجئ المدنيين السوريين في عفرين بزعم استهداف وحدات حماية الشعب والمرأة.

ويتميز مدفع الهاوتزر بقدرته على أن يصيب الهدف بـ12 صاروخًا في ذات اللحظة، وبتحكم تلقائي الكتروني.

ويتم أيضاً استخدام قنابل الليزر لاستهداف تجمع عسكري لكن القوة الغاشمة التي يستخدمها الجيش التركي ضد السوريين، تم استخدام هذا النوع من القنابل عبر استخدام الليزر أو نظام الـGPS، وعلى إثرها يحدّد الهدف ويصيبه. ومن هذا الطراز تنحدر صواريخ "MK 82" حيث تصيب حتى 227 كيلومتراً، ونوع آخر"MK 84" مداه حتى 930 كيلومتراً.

طائرة أنكا: وهي طائرة بدون طيار، صناعية تركية تستخدمها قوات الاحتلال التركي في تعقب الأهداف المتحركة وتقوم بإرسال الإحداثيات، والصور، والمواقع المحدّدة بدقة، لتسجيل عملية الاستهداف بعد ذلك.

المركبات المدرّعة المسماة بـ "كيربي" أو "كوبرا"، استخدمها الاحتلال التركي في نقل جنوده  ومرتزقته  إلى عفرين، وهي مصمّمة ضدّ الألغام والهجمات الصاروخية، ولها قدرة عالية في مقاومة درجات الحرارة العالية.

وأكد خبير في وزارة الدفاع الألمانية استعمال جيش الاحتلال التركي أسلحة ألمانية في عدوانها على عفرين، وهي دبابات من طراز "ليوبارد 2 إيه 4" المنتجة في ألمانيا.

ورغم المزاعم التركية أنهم يستخدمون أسلحة محلية الصنع في عدوانهم على عفرين إلا أن الكل يعرف أن دبابة “ليوبارد” التي تقصف المدنيين في عفرين هي دبابة ألمانية الصنع.

ويعلم الكل أيضاً أن مروحيات “إيه – إتش سوبر كوبرا" هو عماد سلاح البحرية الأمريكي وهي مروحية أمريكية الصنع تستخدم اليوم في قصف المدنيين وكذلك في قصف وحدات حماية الشعب والمرأة وقوات سوريا الديمقراطية التي ساهمت في القضاء على الإرهاب بالنيابة عن العالم، وهو ما أكده التحالف الدولي لمحاربة داعش عندما أكد أن العالم يجب أن يكون ممتناً لتلك القوات لما بذلته من تضحيات في محاربة داعش مع العلم أن معركة قوات سوريا الديمقراطية لم تنته بعد ولا تزال مستمرة في محافظة دير الزور شمال شرق سوريا.

ولا يمكن لأحد إنكار أن الطائرات الحربية من طراز “إف -16” هي أيضاً أمريكية الصنع واستخدمها جيش الاحتلال التركي ولا يزال في قتل المدنيين وتدمير المواقع الأثرية عبر استهداف موقع عين دارة الأثري ومعبد نبي هوري، وهذه الأفعال كلها ترقى إلى جرائم حرب من وجهة نظر القانون الدولي.

وبعد أن استخدمت تركيا دبابات ليوبارد 2 الألمانية في عدوانها على عفرين وقتل مدنييها، نقلت تركيا دبابات أمريكية من نوع "إم 60" إلى المنطقة لاستخدامها في قتل المدنيين في عفرين.

ومع كل هذه الأرقام المفزعة والوقائع المروعة التي يتسبب بها جيش الاحتلال التركي ومن معه من بقايا تنظيم القاعدة ومرتزقة داعش لا يزال العالم صامتاً ولا يزال الناتو يرى كل يوم كيف تستخدم أسلحته في جرائم حرب، دون أن تتخذ أي إجراء يردع تركيا عن جرائمها.

(د ج)

ANHA



" title="YouTube video player" frameborder="0" allow="accelerometer; autoplay; clipboard-write; encrypted-media; gyroscope; picture-in-picture; web-share" allowfullscreen>