حزب الخضر الديمقراطي يعقد مؤتمره الثالث في قامشلو
انطلقت فعاليات المؤتمر الثالث لحزب الخضر الديمقراطي، تحت شعار "معاً لأجل سوريا ديمقراطية تعددية، لا مركزية وبيئة مستدامة"، في مدينة قامشلو بمقاطعة الجزيرة، وركز على جهود الشباب والنساء في تعزيز العمل السياسي والتنظيمي.
تحت شعار "معاً لأجل سوريا ديمقراطية تعددية، لا مركزية وبيئة مستدامة"، انطلقت اليوم، فعاليات المؤتمر الثالث لحزب الخضر الديمقراطي، في صالة زانا بمدينة قامشلو في مقاطعة الجزيرة.
حضر المؤتمر نخبٌ سياسية كردية، وتنظيمات نسائية، ومؤسسات مدنية وأمنية وحقوقية، وشخصيات من خارج إقليم شمال وشرق سوريا، ومجلس سوريا الديمقراطية.
بدأ المؤتمر بالوقوف دقيقة صمت، ثم تحدث الرئيس المشترك لحزب الخضر الديمقراطي لقمان أحمي، وقال: "إن استقرار سوريا يعتمد على حل القضية الكردية وإرساء ديمقراطية شاملة".
رأى أحمي أن "الأنظمة السياسية التقليدية لم تعد قادرة على مواكبة التحولات الاقتصادية والبيئية، خاصة في ظل التحديات التي يشهدها الشرق الأوسط من تفكيك وإعادة تشكيل".
وأوضح أن: "سوريا منذ تأسيسها كدولة عانت من نظام حكم مركزي أحادي فرضته نخب سياسية أغفلت التنوع العرقي والديني والثقافي الذي يميز المجتمع السوري. فقد اعتمدت أنظمة الحكم، وبالأخص نظام البعث، على سياسات مركزية صارمة قمعت الهويات الفرعية، لا سيما الهوية الكردية، وأهملت المكونات الأخرى".
وأشار إلى أن "هذه السياسات التي ركّزت السلطة والثروة في يد نخبة ضيقة أدت إلى تفاقم التوترات الاجتماعية والاقتصادية، ما مهّد الطريق لاندلاع الحرب الأهلية عام 2011، التي أودت بحياة مئات الآلاف وأجبرت الملايين على النزوح والهجرة، وكشفت هذه التجربة عن فشل النظام المركزي في استيعاب التنوع السوري وضمان العدالة الاجتماعية".
وأوضح أحمي أن "تجربة النظام المركزي الأحادي في سوريا أظهرت محدوديته في إدارة مجتمع متعدد الثقافات، ويمكن تلخيص أسباب فشلها في تهميش المكونات العرقية والدينية، وتركيز السلطة والثروة في يد فئة محدودة، وغياب المشاركة السياسية، وعدم الاستجابة للتحديات الإقليمية".
ودعا إلى: "اعتماد نظام حكم لا مركزي في سوريا، يضمن مشاركة جميع مكونات المجتمع السوري على قدم المساواة، حيث يمنح هذا النظام المناطق والمجتمعات المحلية درجة من الاستقلال الإداري والسياسي، ما يجعله الخيار الأمثل لتحقيق الاستقرار وإعادة بناء الدولة".
وأكد أن: "هذه القضية تشكل عنصراً مركزياً في إعادة بناء سوريا"، مشيراً إلى أن الكرد يشكلون جزءاً أساسياً من النسيج الاجتماعي السوري، لكنهم عانوا من التهميش والقمع لعقود طويلة.
أوضح أحمي أن: "الاعتراف الدستوري بحقوقهم، بما في ذلك إدارة مناطقهم ضمن إطار حكم لامركزي، ليس مجرد مسألة عدالة، بل شرط أساسي لمنع الصراعات المستقبلية".
من جانبه، هنأ الرئيس المشترك لمجلس عوائل الشهداء وجرحى وأسرى الحرب في الإدارة الذاتية الديمقراطية لإقليم شمال وشرق سوريا، ريزان كلو، انعقاد المؤتمر الثالث لحزب الخضر الديمقراطي، متمنياً له النجاح والتوفيق.
وأشار كلو إلى تضحيات الشهداء وجرحى الحرب الذين رووا بدمائهم تراب المنطقة، وأسرى الحرب الذين ينتظرون الحرية.
كما لفت إلى أن من أبرز ما يميز هذا المؤتمر هو مشاركة الشباب والنساء بين مندوبي الحزب ورواده، ما يجعل النجاح حليفهم.
بعد الكلمات، قرئت برقيات التهنئة بمناسبة انعقاد المؤتمر الثالث لحزب الخضر الديمقراطي.
ومن المقرر أن يناقش المؤتمر البرنامج السياسي للحزب ومسوّدة النظام الداخلي للمصادقة عليها، بالإضافة إلى إعادة انتخاب الرئاسة المشتركة وإجراء انتخابات المجلس العام المكون من 11 عضواً، والخروج ببيان ختامي.
(أ س/ ل م)
ANHA