الصحف تحلل سيناريوهات ما بعد خامنئي وسط غموض في موقف ترامب
يرى محللون أن استهداف المرشد الإيراني لن يكون ضربة عسكرية فحسب، بل سيكون زلزالاً سياسياً قد يُفجر فوضى داخلية ويشعل صراعات في المنطقة، وسط غموض يلف الموقف الأميركي المتأرجح بين التصعيد وتفادي الحرب.

يواصل التصعيد بين إسرائيل وإيران احتلال صدارة اهتمام الصحافة، وسط تساؤلات خطيرة حول ما إذا كانت تل أبيب ستقدم على استهداف المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، وما قد يترتب على ذلك من تداعيات تهدد استقرار المنطقة.
مقتل خامنئي الحد الفاصل في إيران بين ضبط النفس والفوضى
صحيفة العرب اللندنية كتبت عن تداعيات إسرائيل في استهداف خامنئي، إذ رأت الصحيفة "لا يستبعد أن يغامر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بإعطاء أوامر لتصفية المرشد الأعلى في إيران علي خامنئي دون التفكير في ما يحدث من نتائج، وهو يرى أن الأمر لن يخرج عن سياق قرارات سابقة بتصفية شخصيات بارزة مثل الأمين العام السابق لحزب الله حسن نصرالله أو زعيم حماس إسماعيل هنية دون أن تحدث ردات فعل غير متوقعة".
ونقلت الصحيفة عن مراقبين أن "الامر يختلف، فنصر الله أو هنية عنصران يعمل تحت إمرة وبأوامر من خامنئي نفسه، لكن إيران لن تقبل بتصفية المرشد لرمزيته الدينية وخاصة نفوذه على المؤسسات القيادية التي يتم تشكيلها من موالين له، ومقتله سيجعل من الصعب على أيّ شخصية أخرى أن تديرها وتسيطر عليها وتوجهها، ما يفتح الباب أمام الفوضى في القرار السياسي والعسكري واستحالة وجود جهة يمكن التفاوض معها على التهدئة".
ويشير محللون إلى أن مقتل خامنئي سيحرر أذرع إيران المختلفة من أوامر تدعوها إلى التهدئة والاختباء إلى حين مرور العاصفة، وهي أوامر صادرة من محيط المرشد الذي يؤمن بأن إيران قادرة على إعادة إحياء أدواتها وقدراتها بعد الحرب واسترجاع نفوذها الإقليمي.
ويعكس المخاوف تحذير المرجع الشيعي علي السيستاني من أن التهديد باستهداف القيادة الإيرانية العليا ينذر بحدوث “فوضى عارمة” في المنطقة. وبالتأكيد، فإن ما يقوله السيستاني ليس انطباعاً ولا موقفاً عرضياً يمكن تجاوزه، فهو أقرب إلى الفتوى التي تحرض على ردة فعل قوية في حال تصفية خامنئي.
بسبب اختراقات أجهزة الأمن الإسرائيلية، كما تحتاج إلى بناء تحالفات مع الصين وروسيا وباكستان وتركيا، لتعزيز صمودها الاقتصادي من جهة، وإعادة بناء قدراتها في مجالَي الصواريخ والدفاعات الجوية، إذ تتركّز المعارك، وتعويض خسائرها في هذا المجال. ولعلّ ذلك يتطوّر مستقبلاً إلى بناء منظومة أمن إقليمي في المنطقة، تضم إيران ودول الخليج وتركيا ومصر، فتحمي بذلك دول المنطقة نفسها، وتُفشِل مشروع الشرق الأوسط الجديد الذي تهيمن عليه إسرائيل.
لماذا خيار حرب شاملة في المنطقة بات مستبعداً؟
ترى صحيفة القدس العربي أن واشنطن مارست خداعاً استراتيجياً ضد إيران قبل توجيه تل أبيب ضربة عسكرية مدمرة لها، وناورت بمسار التفاوض لتوفير الشروط اللوجستية والعسكرية والسياسية لتوجيه ضربة استباقية فجائية إلى البرنامج النووي الإيراني، وتبين أيضاً أن إخلاء البلدان التي توجد بها قواعد أمريكية من عدد من الموظفين وعائلات القوات العسكرية الأمريكية العاملة بها، كان يعني أن القرار قد اتخذ، وأن واشنطن لاعتبارات استراتيجية أعطت الضوء لتل أبيب لتقوم بالمهمة بدلاً عنها خوفاً من تداعيات سلبية تضر بمصالحها الاستراتيجية بالمنطقة.
وتشير الصحيفة إلى أن الهجمات التي تلقتها المواقع النووية الإيرانية، من دون شك أرجعت عقارب الساعة إلى الوراء، وليس هناك شك أن عودة إيران لمستوى ما قبل الحرب، سيتطلب منها جهوداً كبيرة ربما تستغرق بضع سنوات، ثم إن طهران لا تشترط لوقف الحرب سوى توقيف الهجمات الإسرائيلية، وهي منفتحة على "حلول وسط" في موضوع البرنامج النووي.
ترامب... وحالة الغموض
صحيفة الشرق الأوسط تطرقت إلى الغموض في موقف ترامب من الانخراط في الحرب الجارية ضد إيران، إذ يقول بعض العارفين بدائرة الرئيس الأميركي دونالد ترامب وطبيعة الرجل، إنه يتعمّد حالة الغموض التي يظهر عليها موقفه من الانخراط في الحرب الجارية ضد إيران، تارة يشهر سيف النزال، وتارة يرفع غصن الزيتون، ويلوّح لإيران براية السياسة البيضاء عِوض بيرق الحرب الأحمر".
وترى مصادر مطلعة من إدارة ترامب "أن الرئيس ترامب يسعى للتأكد من أن أي ضربة عسكرية محتملة تستهدف منشأة "فوردو" النووية الإيرانية ستكون ضرورية بالفعل، ولن تؤدي إلى جرّ الولايات المتحدة إلى حرب طويلة الأمد في الشرق الأوسط".
ورجحت الصحيفة في حال انخراط الأمريكي في الحرب "يعني أن تتوغّل أميركا أكثر فأكثر، مهما اتخذت من الاحترازات، وأن يتخذ قادة إيران والحرس الثوري قرار المواجهة للنهاية، وإلغاء "أوبشن" السياسة والتفاوض، وما يعنيه ذلك من خيارات انتحارية عدمية، مثل محاولة إغلاق مضيق هرمز، الذي يعبر منه نحو 20 في المائة من حركة النفط في العالم، وأكثر من ذلك، من تموينات الغاز، حيث أكثر الدول المستهلكة لهذه السلع هم عمالقة آسيا، بخاصة الصين، حليفة إيران!".
(م ح)