تصاعد التوتر في الشرق الأوسط وواشنطن تستعد لإخلاء ومغادرة طوعية
في ظل تزايد حدة التوترات الإقليمية، خصوصاً بين الولايات المتحدة وإيران، اتخذت واشنطن سلسلة من الإجراءات شملت السماح بمغادرة طوعية لعائلات العسكريين، واستعدادات لإخلاء دبلوماسيين، كما حذّرت هيئة النقل البحري البريطانية السفن من مخاطر عبور الخليج ومضيق هرمز.

قالت القيادة المركزية الأميركية إنها تتابع عن كثب التوتر المتزايد في منطقة الشرق الأوسط، مشيرة إلى أن وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث أذن بالمغادرة الطوعية لعائلات العسكريين المنتشرين في مواقع ضمن نطاق عمليات القيادة المركزية.
وأكدت وزارة الدفاع الأميركية أن "سلامة وأمن أفراد الجيش وعائلاتهم على رأس الأولويات"، وأن التنسيق مستمر مع وزارة الخارجية والحلفاء في المنطقة للحفاظ على جاهزية دائمة.
ومن جهة أخرى، أفادت وسائل إعلام أميركية، بينها وكالة "أسوشييتد برس" ومجلة "نيوزويك"، أن وزارة الخارجية سمحت بمغادرة الموظفين غير الأساسيين وأفراد عائلاتهم من السفارات الأميركية في كل من البحرين والكويت، وذلك كإجراء احترازي تحسباً لتدهور الأوضاع الأمنية.
وفي سياق متصل، حذّرت هيئة النقل البحري البريطانية السفن من مخاطر عبور الخليج ومضيق هرمز، داعية إلى توخي الحذر نتيجة احتمال تصاعد النشاط العسكري في المنطقة.
كما نقل موقع "أكسيوس" عن مسؤول أميركي أن القيادة الوسطى تنسق مع وزارة الخارجية والحلفاء الإقليميين للحفاظ على الاستعداد الكامل، فيما أفادت مصادر بأن السفارة الأميركية في بغداد تستعد لإخلاء جزئي تحسباً لاضطرابات محتملة.
وعلى الجانب الإيراني، صرّح وزير الدفاع الإيراني عزيز ناصر زاده بأن بلاده قد تستهدف قواعد أميركية في حال انهيار المحادثات النووية، مؤكداً أن "التهديدات بالقوة لن تغيّر الحقائق، وأن السبيل الوحيد هو الدبلوماسية".
كما أشارت بعثة إيران لدى الأمم المتحدة إلى أن الدبلوماسية وليس الوسائل العسكرية السبيل الوحيد للمضي قدماً، وأن التهديد باستخدام القوة الساحقة لن يغير الحقائق، معتبرةً بأن التجييش الأميركي سيؤجج عدم الاستقرار في المنطقة.
وتأتي هذه التطورات في وقت تزداد فيه الشكوك بشأن فرص نجاح المحادثات النووية، إذ قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إنه بات أقل ثقة بإمكانية التوصل إلى اتفاق مع طهران، ملوّحاً باستخدام القوة العسكرية في حال تعثرت المفاوضات.
(م ش)