مدني فرحو: السلام والمجتمع الديمقراطي هما ديالكتيك هذا العصر
أشار الكاتب مدني فرحو إلى أنّ القائد عبد الله أوجلان يريد القول في رسالته إنّ الروح الوطنية لا تعني تدمير العلاقة بين المجتمعات أو القضاء على الشعوب المختلفة، وقال: "لقد اتّخذ الشعب الكردي من خلال حركة الحرية ونموذج السلام والمجتمع الديمقراطي خطوات نحو الأخوة بين الشعبين التركي والكردي".

تحدث الكاتب مدني فرحو إلى وكالتنا حول نداء القائد عبد الله أوجلان إلى "السلام والمجتمع الديمقراطي" والمطالب التي نقلها القائد عبد الله أوجلان إلى الرأي العام من خلال رسالته.
وذكر مدني فرحو أنّه القائد عبد الله أوجلان دافع عن المساواة والديمقراطية والانتماء والوحدة منذ بداية النضال قبل 52 عاماً وحتى الآن، كما تحدّث عن الأخوة بين الشعوب في كل تقييماته.
أوضح مدني فرحو أنّ جميع المؤرخين الأتراك يقولون أيضاً إنّهم قدموا إلى كردستان خلال العصر السلجوقي والتقوا بالإمارات الكردية في الأناضول وتحالفوا معها، وقال: "أكّد القائد عبد الله أوجلان، في لقائه الأخير مع وفد حزب المساواة وديمقراطية الشعوب، في شخص سري سريا أوندار، على أخوة الشعبين. وهذا يعني الديمقراطية والمجتمع الديمقراطي، لا يوجد "قمع/تحكّم" في الديمقراطية، وأدان الشعب الكردي خلال النضال الذي قاده حزب العمال الكردستاني على مدار 52 عاماً، العقلية التركية-الطورانية والتركية-الإسلامية، كلتا الفكرتين تشكلان أساس الفاشية، ومع ذلك، قامت الفاشية التي استمرت قرناً من الزمان، بعقلية الاتحاد والترقي، بعزل دولة أنقرة عن المنطقة والعالم، لن تجلب التفاحة الحمراء (Kizil Elmaç) النصر والنجاح للشعب التركي، ولذلك دعا زعيم الحزب الأكثر تطرفاً وقومية في تركيا، دولت بهجلي، القائد عبد الله أوجلان لحل المشكلات، وكانت دعوة دولة بهجلي هي لحل المشكلات وإخراج دولة أنقرة من الحفرة".
ولفت مدني فرحو إلى أنّ حزب العمال الكردستاني بنى مجتمعاً حديثاً بعقلية حديثة، والمؤسسات الاجتماعية هي مثال على ذلك، وذكر أنّ فلاسفة العالم يُطلقون على القرنين الحادي والعشرين والثاني والعشرين اسم "عصر الكم"، لكنّ الدول القومية تُنفق مليارات الدولارات على "الذكاء الاصطناعي"، وتابع حديثه قائلاً: "يدعو فلاسفة العالم أيضاً إلى عدم تحويل "الذكاء الاصطناعي" إلى سلاح، وعدم استخدامها ضدّ المجتمعات وحقوقها، ويردّ السيد عبد الله أوجلان في ندائه الأخير؛ (السلام والمجتمع الديمقراطي) على هذه المشكلة".
وأشار مدني فرحو أنّ التغيرات التي تشهدها المجتمعات الحديثة والثقافة الحديثة؛ تنضوي على السلام والأخوة والمساواة والولاء والتعايش، وهذا يعني السلام والديمقراطية الحقيقية، في حين أن الدول القومية الذكورية قد قسمت الديمقراطية أيضاً، كما أبعدوا البرلمانيين عن تمثيل الشعب، وجعلوهم أدواتٍ للأنظمة الديكتاتورية والملكية، وأضاف قائلاً: "يرفض السيد عبد الله أوجلان هذه التوجهات ويدينها، ويضع الديمقراطية الحقيقية في صميم تقييماته".
وتطرّق مدني فرحو خلال حديثه إلى قول ابن خلدون "إنّ القومية تولد روحاً عصبية، والروح العصبية تدمر روابط التعاون والمساواة والمشاركة والحياة الجماعية وروابط التسامح والمساواة والتعاون والصداقة، والمجتمعات التي تتصرف بعصبية تخلق وحشية حيوانية، فإذا تصرفت الدولة بروح العصبية، يتدمر السلام وتبدأ الفاشية"، وتابع حديثه قائلاً: "يستشهد ابن خلدون على هذه الحقيقة بآيات من القرآن الكريم، ويلفت القائد عبد الله أوجلان الانتباه إليها عندما يشارك اتفاقية المدينة، وأشار في رسالته الأخيرة، إلى إرث سري سريا أوندر، يريد أن يقول إنّ الروح الوطنية أو القومية لا تعني تدمير العلاقات بين المجتمعات والقضاء على الشعوب المختلفة، القيم الوطنية والمعنوية تمثّل الانتماء، ويجب ألا تُستخدم كأدوات للفتنة والفساد".
وأردف مدني فرحو حديثه قائلاً: "يريد القائد عبد الله أوجلان أن يقول إنّ القومية التركية المتشددة والراديكالية، فعلت مثلما فعل إخوة النبي يوسف، أي ألقت بالشعب الكردي في حفرة، وظلت تنتهج سياسة الإنكار والتدمير منذ مئة عام، ومع ذلك، يدافع الشعب الكردي، من خلال حركة الحرية ونموذج السلام والمجتمع الديمقراطي، عن أخوة الشعبين، ويتخذ موقفاً بناءً على هذه الحجة".
وأشار مدني فرحو إلى أنّه عندما يتحدّث حزب العمال الكردستاني عن معاهدة لوزان عام 1924، فإنّه يريد الإشارة إلى فترة الحرب العالمية، عندما لم يكن الجيشان التركي والعثماني موجودين، فقد كان الجيش العثماني منزوع السلاح محاصراً في الخنادق، حينها حارب الشعب الكردي في ديلوك ومرعش وحتى جنق قلعة وأصبح الركيزة الأساسية لإنشاء برلمان أنقرة في عام 1920، وكان هناك في ذاك البرلمان120 نائباً، 70 منهم من الكرد، يجب معرفة هذه الحقائق ليتمكن البرلمان التركي من تعديل قوانينه ودستوره بناءً على تأسيس دولة أنقرة، وقال: "مؤتمرا أرضروم وسيواس مثالان على هذه الحقائق، يجب على الدولة اتّخاذ خطوات جادة في إرساء السلام وبناء المجتمع الديمقراطي".
وأوضح فرحو أنه إذا كانت الحكومة التركية بزعامة حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية تتمسّك بالروح الإسلامية وتتحرّك وفقها، فعليها أن توقف عنصرية ضياء كوك ألب ونهال أتسزج، والتركية-الطورانية والتركية- الإسلامية، فكلا الأيديولوجيتين "شرك" وإثم، وكلتا الأيديولوجيتين تدمران روح المجتمع التركي من حيث الثبات والقدرة على الصمود، إنّ الأزمات التي تسببت بها هاتان الإيديولوجيتان وضعت تركيا في أنياب الاضطرابات والاهتزازات، حيث يتم قتل أربع نساء في اليوم، وانعدمت الأخلاق لدى المجتمع، وبسبب هذه الأيديولوجيات أصبحت تركيا معزولة عن الحداثة والحضارة والإنسانية. إنّ كلتا الأيديولوجيتين تدمران ديالكتيك التاريخ المعاصر وقال: "لذا فإنّ السلام والمجتمع الديمقراطي هما الديالكتيك التاريخي لهذا العصر والقرون الكمية".
(ر)
ANHA