التراث الكُردي لم يحظَ بالاهتمام الكافي
تحتفي الأمم المتحدة بالتنوع الثقافي، ورغم أن التراث الكُردي يشكّل جزءاً غنياً ومهماً من هذا التنوع العالمي، إلا أنه لم يحظَ بالاهتمام الكافي، مما يعيق تحقيق العدالة الثقافية والحوار الحقيقي بين الشعوب.

في 21 أيار من كل عام، تحتفي الأمم المتحدة باليوم العالمي للتنوع الثقافي من أجل الحوار والتنمية، الذي أقرّته الجمعية العامة عام 2002 عبر القرار رقم 57/249. ويهدف هذا اليوم إلى تعزيز فهم التنوع الثقافي وأهميته كركيزة لتحقيق السلام والتنمية المستدامة، في عالم تتسارع فيه وتيرة العولمة والتداخل الثقافي.
ويُعد التنوع الثقافي ثروة إنسانية حقيقية، تتجلى في تعدد اللغات والعادات والتقاليد التي تميز الشعوب حول العالم. وتُسهم هذه الثروة في إثراء المجتمعات بالابتكار من خلال تبادل الأفكار والخبرات، وتعزز من بناء مجتمعات قائمة على التفاهم والاحترام المتبادل. ويرى خبراء التنمية أن صون التنوع الثقافي يشكّل عنصراً أساسياً في تقوية التماسك الاجتماعي، وتحفيز المشاركة الفعالة في صنع القرار، إلى جانب دوره الاقتصادي من خلال تنشيط السياحة الثقافية والفنون والتراث.
لكن، وعلى الرغم من هذا الاحتفاء العالمي، لم يحظَ التراث الثقافي لبعض الشعوب، وعلى رأسها الشعب الكُردي، بالاهتمام الكافي. فالتراث الكُردي زاخر بالحكايات والأساطير والروايات التي تُجسّد قيماً إنسانية رفيعة مثل المساواة والعدالة الاجتماعية، إلا أن هذه الثقافة الغنية لا تزال مُغفلة في العديد من السياسات الثقافية الوطنية والمحافل الدولية.
ويعبّر الكُرد عن استيائهم من هذا التجاهل، مشيرين إلى أن غياب الاعتراف الحقيقي بتراثهم لا يحرمهم فقط من ممارسة ثقافتهم بحرية، بل يعيق أيضاً فرصهم في العيش بكرامة فوق أرضهم، والتعبير عن لغتهم وهويتهم ضمن نسيج ثقافي متنوع، مثل بقية الشعوب المجاورة.
ويرى كثيرون أن إنصاف التراث الكُردي والاعتراف به كمكوّن أصيل من مكونات التنوع الثقافي العالمي، لا يندرج فقط في إطار حقوق الإنسان، بل يمثل ضرورة لتعزيز حوار فعّال بين الثقافات، وتحقيق العدالة والتنمية المستدامة.
ولا بد من فتح المجال أمام الكُرد ليفتخروا بلغتهم وتراثهم، وأن يُنظر إليهم كشركاء متساوين في بناء عالم يسوده السلام والتسامح والتعددية.
(ع م/أم)