انتقادات لتجاهل السوداني لملفات حساسة وألمانيا على موعد عقد مؤتمر دولي
أثارت زيارةُ السوداني إلى أنقرة جدلاً بسبب تجاهله ملفَّي الأمن والمياه، ممّا فتح بابَ التساؤلات حول أولويات الحكومة العراقية. في المقابل، تعكس زيارةُ ترامب للرياض تعزيزاً لمكانة السعودية كقوة إقليمية فاعلة، فيما تستعد ألمانيا لعقد مؤتمر دولي حول حفظ السلام وسط دعوات لإصلاح دور الأمم المتحدة.

تصدّرت زيارةُ رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني إلى أنقرة العناوينَ، وسط تساؤلات حول غياب ملفّي الأمن والمياه عن التفاهمات المُعلنة مع الجانب التركي. فيما خطفت مواعيدُ زيارة ترامب إلى الرياض الأضواءَ، لما تحمله من مؤشرات على أدوار محورية تنتظر المملكة في رسم ملامح المرحلة المقبلة إقليمياً ودولياً. وعلى الساحة الدولية، تستعد ألمانيا لاستضافة مؤتمر وزاري رفيع لبحث مستقبل عمليات حفظ السلام الأممية.
ملفات مؤجّلة في زيارة السوداني إلى أنقرة: الأمن والمياه خارج التفاهمات المعلنة
استهلّت صحيفة النهار تغطيتها لزيارة رئيس الحكومة العراقية محمد شياع السوداني إلى أنقرة بالإشارة إلى غياب الملفات الحساسة عن التفاهمات المُعلنة، وكتبت:
"بينما تستعد بغداد لعقد القمة العربية في 17 أيار الجاري، أجرى السوداني زيارة إلى تركيا وُصفت بأنها تهدف إلى التنسيق حول قضايا مهمة، إلا أن ما صدر من مذكرات تفاهم لم يشمل أبرز ملفين عالقين بين البلدين: الأمن والمياه."
وفي هذا السياق، عبّر النائب ثائر الجبوري، عضو لجنة المياه والزراعة النيابية، عن استيائه مما وصفه بتجاهل ملف المياه، قائلاً:
"توقعنا أن يكون ملف المياه على رأس أولويات السوداني، بوصفه مؤثراً رئيساً في غالبية القطاعات الاقتصادية والخدمية."
وأضاف الجبوري في تصريحه للصحيفة أن "تركيا، إلى جانب إيران، ترفض مبدأ تقاسم الضرر، الأمر الذي أدى إلى تراجع حصة العراق من مياه نهري دجلة والفرات، وجعل العراق المتضرر الأكبر بين الدول المتشاطئة."
وأشار أيضاً إلى أن الوفود العراقية، عادةً، لا تفتح هذا الملف أو تطرقه بنقاشات خجولة، في حين تعدّه أنقرة "ملفاً مغلقاً."
من جهته، تحدّث النائب البنداوي لـ "النهار" قائلاً إن الحدود العراقية مؤمّنة مع كل دول الجوار، ما عدا تركيا، متهماً أنقرة باتباع "سياسات عدوانية تجاه بغداد" تتضمن قطع المياه، قصف قرى شمال العراق، وتنفيذ عمليات عسكرية متكررة.
واستغرب البنداوي بقاء القوات التركية في شمال العراق رغم إعلان حزب العمال الكردستاني حلّ نفسه، واقترح تدخلاً دولياً من الأمم المتحدة لإنهاء هذا الملف الأمني المعقد.
ترامب ومواعيد الرياض
في تغطيتها لمواعيد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في الرياض، كتبت صحيفة الشرق الأوسط أن زيارة ترامب تمثل استمراراً لتقاليد ولايته السابقة، إذ اختار السعودية نقطة انطلاق جديدة لعلاقاته الدولية.
تقول الصحيفة: "بين عامَي 2017 و2025، شهدت المملكة قفزات تنموية عززت ثقة المجتمع الدولي بقدرتها على استضافة المواعيد الكبرى المرتبطة بالاستقرار والأمن والاستثمار."
وأكدت أن مواعيد الرياض لا تخصها وحدها، بل تمثل رسائل للعالم العربي والإسلامي، خاصة في ظل النجاحات التي حققتها رؤية السعودية 2030.
تطرّقت الصحيفة أيضاً إلى عمق العلاقات بين واشنطن والرياض، والتي – رغم التحديات – استمرت على قاعدة المصالح والشراكة الاستراتيجية، دون أن تمنع السعودية من بناء علاقات قوية مع قوى عالمية مثل روسيا، الصين، والهند.
كما أشارت إلى أن زيارة ترامب تمثّل فرصة لحلحلة ملفات إقليمية معقّدة، مثل القضية الفلسطينية، مستقبل سوريا، الأزمة اللبنانية، والملف النووي الإيراني.
وتختم الصحيفة بأن تحركات ترامب، رغم كونها مفاجئة أحياناً، ترتكز على حسابات دقيقة للمصالح، مما يجعل من جولته في السعودية، والإمارات، وقطر محطة محورية للمنطقة والعالم.
فاعلية عمليات حفظ السلام
أما صحيفة الخليج، فقد خصصت تغطيتها لمؤتمر دولي تستضيفه برلين في 13 و14 مايو الجاري، والذي يُعقد بمشاركة وزراء دوليين لمناقشة مستقبل عمليات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة.
وذكرت الصحيفة أن المؤتمر يهدف إلى تمكين الدول الأعضاء وتعزيز التزامها السياسي، إضافة إلى تقديم تعهدات من شأنها سد الثغرات في القدرات اللوجستية والعملياتية لبعثات السلام.
أبرز التوصيات المستخلصة من الدراسات الأممية شملت ضرورة وجود إرادة سياسية داخل مجلس الأمن، دعم الحكومات المستضيفة، تحقيق نتائج ملموسة للمجتمعات المحلية، وتوفير الموارد الكافية.
كما أكدت الدراسة على أهمية التخطيط الفعّال، القيادة الميدانية، إدارة المعلومات، والاستعداد للانتشار السريع.
ورغم النجاحات التي حققتها هذه البعثات، إلا أن هناك حاجة ملحّة لتجاوز الانقسامات داخل مجلس الأمن، خاصة في ظل تزايد الأزمات العالمية، ما يتطلب دعماً سياسياً أقوى لتلك العمليات.
واختتمت الصحيفة تقريرها بالتشديد على أن عمليات حفظ السلام، رغم التحديات، ما زالت أداة أساسية في منع تصاعد الصراعات، لكنها بحاجة إلى موارد، إرادة سياسية، وخطط محكمة لتؤدي دورها بفاعلية أكبر.
(م ح)