الأسبوع الأدبي.. تصحيح المسار الثقافي وتجاوز إرث الإقصاء
سلط عضو اللجنة التحضيرية للأسبوع الأدبي كمال نجم الضوء على التحديات التي واجهت الأدب، خاصة الكردي منه، خلال حكم النظام السابق، مشيراً إلى أن الأسبوع الأدبي الذي انطلقت فعاليات دورته الرابعة يوم الثالث من أيار في الحسكة، يسعى إلى تصحيح المسار الثقافي وتجاوز إرث الإقصاء عبر الحوار والانفتاح.

انطلقت فعاليات الأسبوع الأدبي 2025 في مدينة الحسكة بمقاطعة الجزيرة، يوم الثالث من أيار الجاري، بمشاركة نخبة من الأدباء والمثقفين والشعراء وكتّاب القصص من مختلف مناطق شمال وشرق سوريا. ويُنظّم الحدث من قبل ديوان الأدب في شمال وشرق سوريا.
ويُعد الأسبوع الأدبي، الذي يدخل عامه الرابع، من أبرز الفعاليات الثقافية التي تُنظم سنوياً في إحدى مدن شمال وشرق سوريا، حيث يشكّل محطة هامة للحوار وتبادل الرؤى حول القضايا الأدبية والاجتماعية والثقافية التي طُرحت على الساحة خلال العام المنصرم.
قضايا العام على طاولة النقاش
وفي حديث خاص لوكالتنا، قال عضو اللجنة التحضيرية للأسبوع الأدبي، كمال نجم، إن التحضير للفعالية يبدأ مع مطلع كل عام، حيث تعمل إدارة ديوان الأدب على اختيار القضايا البارزة التي برزت في الخطاب العام خلال الأشهر الماضية، ثم ترشيح الأدباء والمثقفين المختصين لمناقشتها، إلى جانب دعوة شعراء وكتّاب من مختلف المناطق للمشاركة في القراءات الشعرية والسردية.
وأضاف نجم: "نحرص على أن يعكس الأسبوع الأدبي هموم المنطقة وتطلعاتها، ولذلك نختار مواضيع مرتبطة بالتحولات الاجتماعية والسياسية التي تمر بها شمال وشرق سوريا، ونسعى من خلال هذه التظاهرة الثقافية إلى خلق مناخ من الانفتاح الأدبي والحوار البنّاء".
الأدب كوسيلة مقاومة وبناء
وأشار نجم إلى أن الهدف الأساسي من تنظيم الأسبوع الأدبي هو النهوض بالمشهد الثقافي في المنطقة، خاصة بعد عقود من القمع الممنهج الذي طال الأدب الكردي والمكونات الثقافية الأخرى.
وقال: "تعرض الأدب في شمال وشرق سوريا للإقصاء والحظر، خاصة فيما يتعلق باللغة الكردية والنتاج الإبداعي المرتبط بها. ومنذ انطلاق الثورة، نحاول من خلال ديوان الأدب خلق مساحة للتعبير الحر، وإتاحة الفرصة أمام الكتّاب لمناقشة تجاربهم والتحديات التي يواجهونها".
وأضاف: "نحن أمام فرصة حقيقية لإعادة بناء الحقل الأدبي بعيداً عن الأطر التقليدية التي فرضها النظام السابق، ونهدف إلى تجاوز آثار القمع القديم عبر الانفتاح والحوار والنقد البنّاء".
التحول الثقافي وضرورة التواصل
وحول القضايا المطروحة هذا العام، أوضح نجم أن من بين أبرز المحاور التي تناقش خلال الجلسات: آثار التحول السياسي بعد سقوط النظام السابق، وأهمية خلق نموذج أدبي معاصر يعبر عن الراهن ويلبي احتياجات الأجيال الجديدة.
واختتم كمال نجم حديثه قائلاً: "ندعو عبر هذه الفعالية إلى فتح حوار ثقافي شامل، يحرّر الأدب من القيود القديمة ويمنحه الدور الذي يستحقه في بناء الوعي الجماعي، ليصبح أداة فاعلة في التغيير وتحقيق المصالحة الثقافية والاجتماعية في سوريا المستقبل".
ختام الأسبوع الأدبي
ومن المقرر أن تستمر فعاليات الأسبوع الأدبي حتى الثامن من أيار الجاري، وتتضمن برامج متنوعة من محاضرات وندوات وقراءات شعرية باللغتين الكردية والعربية، إلى جانب معارض للكتب والنتاجات الأدبية.
ويأمل المنظمون أن تُسهم هذه المبادرة السنوية في ترسيخ مكانة الأدب كجسر للتواصل بين مكونات المجتمع، وتعزيز دور المثقفين في المساهمة بصياغة مستقبل أكثر انفتاحاً وحرية.
(ح)
ANHA