نوروز حلب.. احتفالية تعانق السماء وتجسد وحدة الشعوب
عكس نوروز حلب بمشاركة الآلاف من الكرد ومعهم من المكونات السورية الاخرى والأجانب، رسائل تدعو للحرية والسلام، والأمل في مستقبل مشترك يتجاوز التحديات. وأجواء تعبر عن إصرار مهجري مقاطعة عفرين والشهباء ورفضهم للنسيان، مؤكدين أن نوروز هو عيد لكل من يؤمن بالحرية.
في منطقة شقيف بحي الشيخ مقصود في حلب، احتضنت ساحة نوروز الآلاف من الكرد لجانب باقي المكونات السورية، الذين تجمعوا للاحتفال بعيد نوروز 2025، في لوحة تعكس تعاضد الشعوب مع القضية الكردية، التي تُعتبر محورًا لإحلال السلام في المنطقة.
جاء الاحتفال كأول نوروز يُقام في حلب دون قيود من الفرقة الرابعة التابعة لنظام البعث المنهار، مما يمكن تشبيهه بالحدث الذي مزق كفن الخوف من النفوس.
بدت ساحة شقيف وكأنها لوحة فسيفساء حية، حيث اختلطت الأزياء الفلكلورية المزركشة بألوان قوس قزح، بينما ارتفعت أعلام قوات سوريا الديمقراطية ووحدات حماية المرأة عالياً.
عم الأجواء الفرح والحماس، حيث امتزجت أصوات الهتافات بالأنغام الموسيقية التراثية، والوحدة والتضامن انعكس من حلقات الدبكة التي عقدت.
مهجرو عفرين.. رسالة تشبث بالأرض
من بين أبرز المشاركين في الاحتفالية كان مهجرو مقاطعة عفرين والشهباء، الذين تعرضوا للتهجير مرتين، ورفعوا أعلام قوات تحرير عفرين في رسالة تعكس تشبثهم بقضيتهم في تحقيق العودة الكريمة إلى أرض الأجداد. وقال أحد المهجرين: "نوروز هو تذكير بأننا لن ننسى أرضنا، وسنواصل النضال حتى نعود إلى ديارنا."
تضامن عالمي.. مشاركة واسعة من مختلف الجنسيات
لم تقتصر المشاركة على المكونات السورية فقط، بل سجلت الاحتفالية مشاركة عدد من الطلاب الأجانب والمدرسين المقيمين في المدينة الجامعية بحلب، مثل التشاد والسودان وفلسطين، إلى جانب جنسيات عربية أخرى جاءوا مع زملائهم الكرد للاحتفال بعيدهم المقدس.
كما شارك أكاديميون وسياسيون ومثقفون وصحفيون سوريون من السويداء وحماة وحلب، مما أضفى طابعًا عالميًا على الاحتفال.
رسائل نوروز.. الحرية والسلام ووحدة المصير
كانت رسائل الاحتفالية واضحة وقوية، حيث أكد المشاركون على ضرورة ضمان الحرية والنضال من أجل الإنسانية والسلام، بالإضافة إلى وحدة المصير بين جميع المكونات السورية. اذ ركزت مجملها على أن "نوروز هو عيد الشعوب الطامحة للحرية، وهو رسالة للعالم بأننا لن نتنازل عن حلمنا بسوريا ديمقراطية."
المسرح.. مزج التراث بالحداثة
تميز مسرح الاحتفالية بتصميم فريد يجمع بين التراث والحداثة، حيث زُين بالسجاد اليدوي والأدوات التراثية، بينما رُكبت شاشات ضخمة على طرفي المسرح لنقل تفاصيل الاحتفال للحاضرين. وكان الزي الكردي حاضرًا بقوة، حيث ارتدى الشبان والشابات الملابس التقليدية والشال الكردي، الذي يعتبر جزءًا أساسيًا من ثقافتهم.
نوروز: عيد لكل من يؤمن بالحرية
نوروز 2025 في حلب كان أكثر من مجرد احتفال؛ لقد كان رسالة قوية للعالم بأن القضية الكردية أخذت منحى مجتمعيًا وشعبيًا، وانتصارًا على خطابات التشويه والكراهية، بدت واضحة في تعبير الجميع أن نوروز هو عيد لكل من يؤمن بالحرية والسلام، وليس حكرًا على الكرد فحسب".
(ك و)
ANHA