مقطع فيديو واحد فقط يجمع بين جريمة الحرب والخيانة
يظهر مقطع فيديو جديد هجوم جيش الاحتلال التركي على أنفاق قوات الدفاع الشعبي (الكريلا) في تلّة آمديه في جنوب كردستان بالأسلحة الكيماوية، في الوقت الذي يشق فيه الحزب الديمقراطي الكردستاني بجرافاته طرقاً نحو الأنفاق.
تظهر المشاهد المصوّرة في 4 تشرين الثاني الجاري، استخدام جنود الاحتلال التركي غازاتٍ كيماويّة في هجماتهم على أنفاق الشهيد بير دوغان في تلّة آمديه في جنوب كردستان، إذ تتصاعد الأدخنة من أنفاق قوات الدفاع الشعبي (الكريلا)، وإلى جانب هذه الهجمات تعمل جرّافات الحزب الديمقراطي الكردستاني على شقّ طريق نحو هذه الأنفاق.
وتشهد أنفاق الحرب في تلّة آمديه في منطقة الشهيد دليل غرب زاب إحدى أعظم المقاومات في تاريخ النضال في سبيل الحريّة.
ونشر الجيش التركي في إطار عمليته الاحتلاليّة في منطقة غرب زاب، قواته في تلّة آمديه، وارتكب مرتزقة الجيش التركي بين شهري أيار وكانون الأول عام 2022 جميع أنواع جرائم الحرب منتهكين جميع المعايير والمبادئ الأخلاقية، لكنّ مقاومة الأنفاق الموجودة على هذه التلّة وكذلك مقاومة فرق الكريلا المتحرّكة لم تحمي التلّة فقط، بل وجّهت ضربات موجعة للجيش التركي وأعجزته أيضاً.
وفي النهاية، اضطر الجيش التركي في شهر كانون الأول عام 2022، إلى الانسحاب من تلّة جودي، تلّة آمديه أولاً، ثمّ من منطقة الشهيد دليل في غرب زاب كاملاً، منهزماً هزيمةً تاريخيّة، لكنّه عاد في شهر أيلول المنصرم، إلى محاولة احتلال هذه المنطقة مجدّداً بدعم لوجستي وتعاون من الحزب الديمقراطي الكردستاني، فقد قام الأخير بشقّ الطرق للجيش التركي وبنى مقرات عسكريّة لجنود الاحتلال قرب قواعده العسكريّة، وجهّز بجرافاته مواقع لهبوط طائرات السكورسكي التابعة للجيش التركي.
وكثيراً ما يجري الحديث عن أنّ الحزب الديمقراطي الكردستاني ليست له أي علاقة بالكردايتيّة وأنّه بعيد عنها كلّ البعد، لتأتي هذه المشاهد وتظهر أنّه ليس بعيداً عن الكردايتيّة فقط بل عن الإنسانيّة أيضاً.
(ر)
