تحقُّق الحلم الذي بدأ بصورة

منذ رؤيتها لصور كريلا حركة التحرر الكردستانية، وهي تحلم وتتمنّى المشاركة في الدفاع عن أرض وطنها يوماً ما، وتحقّق حلمها هذا بانضمامها مع زوجها و7 من أبنائها وبناتها إلى جبهات الدفاع عن الوطن.

تحقُّق الحلم الذي بدأ بصورة
تحقُّق الحلم الذي بدأ بصورة
تحقُّق الحلم الذي بدأ بصورة
تحقُّق الحلم الذي بدأ بصورة
تحقُّق الحلم الذي بدأ بصورة
24 تموز 2024   06:12
قامشلو
سلافا عبد الرحمن

وُلدت وطفة مسور في مدينة قامشلو عام 1970، ولديها 4 بنات و6 أبناء، انتقلت إلى دمشق عام 1996 لظروف مادية، وعملت هناك في الزراعة وتربية الحيوانات في المزارع مدة 15 عاماً، فيما عمل أولادها في أعمال مختلفة.

وتحسّن وضعهم المادي الآن، وقد اشترت سيارةً ومنزلاً في مركز المدينة.

لكنّهم شعروا دائماً بأنّ هناك شيئاً ناقصاً، وأنّ السعادة غير كاملة، وكان هذا متعلّق بهويتهم وثقافتهم ولغتهم ووطنهم، لذا مع انطلاق الانتفاضة الشعبية في سوريا وأولى الخطوات نحو ثورة 19 تموز في روج آفاي كردستان، قرّروا العودة إلى قامشلو.

العودة إلى الديار

عادت وطفة وأسرتها إلى مدينة قامشلو أواخر عام 2011، وفي العام ذاته انضمّ ابنها عكيد إلى صفوف وحدات حماية الشعب، لكنّه فارق الحياة عام 2012 جرّاء أزمة قلبية أُصيب بها بعد عودته إلى المنزل.

عقب انطلاق ثورة 19 تموز وتشكيل مجموعاتِ حمايةٍ في المدن، انضمّت وطفة إلى هذا العمل الثوري، ثمّ انضمّت إلى قوات أسايش المرأة بعد تشكيلها عام 2013، وبحسب قولها، تألفت المجموعة الأولى في المدينة من 9 نساء وكانت هي أكبرهن عمراً.

انضمام الزوجين إلى الأسايش

وانضمّ زوج وطفة، محمد بركو إلى قوات الأسايش العامة مع بداية تأسيسها، ومع تشكيل قوات سوريا الديمقراطية، انضمّ 4 من أبنائها إلى هذه الجبهة الدفاعية، فيما التحق ابنها الآخر وإحدى بناتها إلى قوات مكافحة الإرهاب التابعة لقوات سوريا الديمقراطية، وإحدى بناتها إلى وحدات حماية المرأة.

انضمام 7 من أبنائها وبناتها إلى قوات الحماية

أُصيب أحد أبنائها خلال حملة تحرير الرقة عام 2017، وينخرط الآن في أعمال جرحى الحرب، وأحدهم خلال مقاومة كوباني ولا يزال يواصل نضاله الآن ضمن قوات سوريا الديمقراطية، فيما أُصيبت إحدى بناتها خلال حملة تحرير الهول عام 2015، وتعمل الآن في هيئة الدفاع في مقاطعة الجزيرة.

تحقّق الحلم

تعرّفت وطفة مصور إلى حركة التحرر الكردستانية خلال التسعينيات، حينها تأثّرت جداً بصور الكريلا وزاد شغفها بالقوات العسكرية، لكنّ كانت متزوجة ولديها أطفال، ومع ذلك حلمت دائماً بارتداء الزي العسكري وأداء هذا الواجب، ألا وهو واجب الدفاع عن أرض الوطن.

وتحقّق حلم وطفة بانضمامها إلى قوات الأسايش، ولم تحمل وطفة السلاح فقط، بل انضمّت أيضاً إلى العديد من الدورات التدريبية للتعرّف على المجتمع، والقيام بخدمة جيدة ونشر نهج الحماية المجتمعية.

المشاركة في حملات التحرير

شاركت وطفة مسور على مدار 11 عاماً، في العديد من الحملات مع الرفاق لتحرير المناطق الخاضعة لسيطرة مرتزقة داعش، فقد كشفت أنها شاركت في حملات تحرير الهول، والشدادي، وريفي قامشلو وديرك، وعندما هاجمت قوات الدفاع المدني التابعة لحكومة دمشق، قوات الأسايش في حي طي في قامشلو عام 2021، شاركت وطفة مع اثنين من أبنائها المقاتلَين في قوات سوريا الديمقراطية، إلى العملية التي انطلقت ضدّ هذه المجموعة.

"على المرأة أن تكون مسؤولة"

وأشارت الأم وطفة إلى أنّه يجب على المرأة أن تكون مسؤولة، وأن تتمتّع بحسّ المسؤولية في جميع المجالات وقالت: "لقد كان الانضمام إلى الثورة أحد أحلامي، فقد كنت أحلم أن أكون مقاتلة، العمل العسكري ليس سهلاً، وقد تلقّيت العديد من التدريبات حتّى تعلّمت، لذا أنا أعتزّ بكوني عضوة في قوات الأسايش- المرأة، صحيح أنّنا نواجه العديد من الصعوبات، لكنّ الدفاع عن الأرض عملٌ مشرّف، وسأظلّ ضمن خطّ الحماية ما دمت حيّة".

(ر)

ANHA