كاتب وصحفي لبناني: إسرائيل لن تدخل برياً إلى لبنان

يرى الكاتب والصحفي اللبناني إيلي الحاج، أن نتنياهو ليس في وارد انتقال سيناريو غزة إلى لبنان، وبالتالي مصير الجبهة الجنوبية مرتبط بمصير غزة، إذ أن التطورات في غزة ستنعكس على جنوب لبنان، وإسرائيل لن تدخل برياً إلى لبنان، لكن استهداف المباني التابعة لحزب الله واغتيال القيادات في حزب الله، لن يتوقف.

كاتب وصحفي لبناني: إسرائيل لن تدخل برياً إلى لبنان
29 تموز 2024   05:30
بيروت
رانيا عبيد 

تسعة أشهر على حرب غزة والدمار مستمر والقتل لا يتوقف، وتعنّت الأطراف وحده سيد الموقف، أكثر من 130 ألف قتيل وجريح فلسطيني، معظمهم من الأطفال والنساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود في استمرار لانتهاك القوانين الدولية.

وبالنسبة للمشهد على جبهة لبنان، فالصورة تختصر بالقتال اليومي والقصف المتبادل المستمر بين إسرائيل وحزب الله، لاسيما مع استمرار إسرائيل في اغتيال قيادات الحزب ضمن تنفيذ أهدافها، ما يجعل الصورة غامضة وسيناريو اليوم التالي للحرب يتجه نحو المواجهة الشاملة، مع الإشارة إلى التهديدات الإسرائيلية اليومية بشن حرب شاملة ضد حزب الله، خاصة بعد حادثة مجدل شمس.

نتنياهو يضع مفاوضات التهدئة في تعثر مستمر

جهود التهدئة ووقف إطلاق النار لم تنضج بعد، وقد تتجه نحو أزمة أكثر تعقيداً، ولاسيما بعد خطاب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمام الكونغرس الأميركي، حيث جدد نيته باستمرار القتال العسكري للقضاء على حماس داعياً لأن تكون غزة منزوعة السلاح وخالية من المتطرفين بعد انتهاء الحرب، وأن إسرائيل ستقوم بكل ما ينبغي عليها القيام به لاستعادة الأمن على حدودها الشمالية، وإعادة مواطنيها بأمان إلى منازلهم، ما يعني أن نتنياهو ليس جادّاً في التوصل إلى وقف لإطلاق النار، وهو يهمه الدعم العسكري الأميركي لاستمرار حربه.

الكاتب والصحافي إيلي الحاج تحدث لوكالتنا عن هذا الموضوع، معتبراً أنه في المرحلة المقبلة نتنياهو سيستمر في عملياته على غزة، من خلال الضغط العسكري للقضاء على حماس، بما يحقق هدفه بإخراج سلاح حماس من غزة، وحماس لديها أيضاً الإصرار على استمرار حربها، ومن الصعب أن تستسلم أمام الواقع الذي تفرضه إسرائيل عليها.

ويرى إيلي الحاج أن نتنياهو ليس في وارد انتقال سيناريو غزة إلى لبنان، وبالتالي مصير الجبهة الجنوبية مرتبط في مصير غزة، إذ أن التطورات في غزة ستنعكس على جنوب لبنان، وإسرائيل لن تدخل برياً إلى لبنان، لكن استهداف المباني التابعة لحزب الله واغتيال القيادات في حزب الله، لن يتوقف.

هل تنضج مفاوضات التهدئة في المرحلة المقبلة؟

لم يعد لحماس حسب الحاج إلا خيار أن تقوم بالمفاوضات بنفسها، لإثبات وجودها المهدد، كما لتضع حداً لهذه الحرب ولاسيما مع ازدياد الدمار في غزة وازدياد القتلى. وأضاف: "إن إيران تخلت عن عملية الإسناد لغزة، باستثناء دعمها لحزب الله والذي لا يمكنه التأثير بشكل كبير على مسار الحرب في غزة، على الرغم من إشغال الجبهة الشمالية لإسرائيل".

لا بديل عن المفاوضات أمام حماس، لكن الفريق الآخر أي إسرائيل تريد القضاء عليها، وهذا ما شهدناه في خطاب نتنياهو أمام الكونغرس.

الحاج اعتبر أن الطرفين أمام أفق مسدود، ربما قد يتم التنازل عن بعض الشروط مرحلياً لكسب المزيد من الوقت، ولاسيما لدى إسرائيل، إلى حين ايجاد حل خارج مصلحة غزة، لكنه في الوقت عينه قد ينقذ الأرواح في غزة، وقال: "إن الوضع حالياً يحتاج إلى مزيد من الضغط من الدول الغربية والعربية لوقف هذه الحرب".

هل يقترب لبنان من سيناريو الحرب الشاملة؟

مع استمرار التهديدات الإسرائيلية للبنان والتصعيد الميداني المستمر، سيناريو الحرب سيبقى وارداً ولكن ليس بشكل حتمي، وعلى الجميع الأخذ بعين الاعتبار أن تأجيل العام الدراسي في شمال إسرائيل هو لتخفيف الضغط على إسرائيل. كذلك على المجتمع الانتباه إلى عامل الانتخابات الأميركية التي يمكنها لعب دور أساسي، ولاسيما مع احتمال فوز دونالد ترامب المرشح الأقرب إلى إسرائيل، والذي أكد في تصريحه الأخير بعد اجتماعه بنتنياهو، السعي إلى تحقيق السلام ومحاربة معاداة السامية، وذلك إن عاد إلى البيت الأبيض.

ويرى الحاج أن الحوثيين وحزب الله في جنوب لبنان قد ينزلقون إلى مواجهة أكبر في حال لم تصل المفاوضات إلى أي نتيجة، وفي حال أيضاً تكررت الهجمات بعيدة المدى في البحر الأحمر، والدليل على ذلك رد إسرائيل على استهداف الحديدة في اليمن بعد ضربة تل أبيب.

وقال الحاج: "إن اليوم التالي لحرب غزة قد يتجه نحو احتمال الحرب الشاملة في المنطقة، حيث تتدخل بها الدول وليس فقط الميليشيات".

ونوه إيلي الحاج إلى أنه وفي سياق آخر: "فإن الرئيس بشار الأسد هرع إلى موسكو لأنه شعر بالخطر على نظامه نتيجة التطورات التي تمر بها المنطقة، أما حزب الله فحساباته في حربه ضد إسرائيل لن تكون لصالحه لا لوجستياً ولا تقنياً، لكن يبقى دعم إيران لميلشياتها الطريقة الوحيدة للحفاظ على وجودها وللدفاع عن مصالحها في المنطقة".

وأشار إيلي الحاج إلى ان العين تبقى على الأيام المقبلة، وما ستحمله من تطورات ميدانية قد تحدد مجرى الأمور، فإما الحل الديبلوماسي أو الحرب الشاملة.

(أ ب)

ANHA