تغيّرات مناخ 2024 الأكثر تأثيراً وضرراً على الخضروات وتقلّص الإنتاج إلى النصف

تأثّر القطاع الزراعي في مقاطعة الجزيرة بالتغيّرات المناخية القاسية التي كانت ذروتها الصيف الجاري، متمثلة بارتفاع كبير في درجات الحرارة، التي أتلفت مساحات زراعية كبيرة وخفّضت الإنتاج المحلي، وخاصة الخضار، فما الإجراءات الزراعية الواجب اتخاذها لتفادي هذه المخاطر؟

تغيّرات مناخ 2024 الأكثر تأثيراً وضرراً على الخضروات وتقلّص الإنتاج إلى النصف
تغيّرات مناخ 2024 الأكثر تأثيراً وضرراً على الخضروات وتقلّص الإنتاج إلى النصف
تغيّرات مناخ 2024 الأكثر تأثيراً وضرراً على الخضروات وتقلّص الإنتاج إلى النصف
تغيّرات مناخ 2024 الأكثر تأثيراً وضرراً على الخضروات وتقلّص الإنتاج إلى النصف
تغيّرات مناخ 2024 الأكثر تأثيراً وضرراً على الخضروات وتقلّص الإنتاج إلى النصف
تغيّرات مناخ 2024 الأكثر تأثيراً وضرراً على الخضروات وتقلّص الإنتاج إلى النصف
تغيّرات مناخ 2024 الأكثر تأثيراً وضرراً على الخضروات وتقلّص الإنتاج إلى النصف
تغيّرات مناخ 2024 الأكثر تأثيراً وضرراً على الخضروات وتقلّص الإنتاج إلى النصف
تغيّرات مناخ 2024 الأكثر تأثيراً وضرراً على الخضروات وتقلّص الإنتاج إلى النصف
تغيّرات مناخ 2024 الأكثر تأثيراً وضرراً على الخضروات وتقلّص الإنتاج إلى النصف
تغيّرات مناخ 2024 الأكثر تأثيراً وضرراً على الخضروات وتقلّص الإنتاج إلى النصف
تغيّرات مناخ 2024 الأكثر تأثيراً وضرراً على الخضروات وتقلّص الإنتاج إلى النصف
تغيّرات مناخ 2024 الأكثر تأثيراً وضرراً على الخضروات وتقلّص الإنتاج إلى النصف
29 آب 2024   08:30
قامشلو
خالد عته 

يتجوّل المزارع ويسي في حقله المزروع بالبندورة، متأملاً مظاهر التلف الذي لحق ببعض نباتاته على مساحات منه، بسبب درجات الحرارة المرتفعة المقاربة لـ 45، على الرغم من أن الشمس مائلة إلى الغروب.

ويقول المزارع: "تأثرت محاصيل المنطقة بارتفاع درجات الحرارة هذا الصيف، لقد أتلفت الحرارة نسبة كبيرة من النباتات، كما سببت بالكثير من الأمراض لها".

وشهد صيف هذا العام ارتفاعاً كبيراً في درجات الحرارة، مقارنة بالأعوام السابقة، وصلت في ذروتها إلى الـ 50 درجة مئوية، حسب الدرجات المسجلة في المنطقة.

"حقولنا لم تعد خضراء!"

إلى جانب التلف الذي تعرضت له المحاصيل، شهدت بعض الحقول انتشاراً لآفات مثل الأمراض العنكبوتية واللفحية، وفقاً للمزارع ويسي سليم، الذي يعدّ نفسه الأقل تضرراً مقارنةً بزملائه. فقد زرع البندورة على مساحة 110 دونمات في ريف مدينة عامودا بشمال وشرق سوريا.

يراقب بنظره المساحات القريبة منه، ويعبّر بحزن قائلاً: "كان حقلي أخضر في مثل هذا الوقت من الأعوام السابقة، أما الآن فقد طغى عليها اللون الأصفر، الأوراق احترقت، وأصبحت الثمار مكشوفة لأشعة الشمس، ما أدى إلى تلفها. إنتاجي انخفض بنسبة ثلث عن العام الماضي".

لم تؤثر التغيّرات المناخية والحرارة فقط على تراجع الزراعة وإنتاجها في المنطقة، فوفقاً لما قاله ويسي سليم، إن قلة الدعم الزراعي هذا الموسم، مثل تقديم المازوت، أضاف عبئاً على المزارعين، وهذا دفعهم إلى شراء المحروقات بأسعار مرتفعة.

ووفقاً لسجلات هيئة الزراعة في مقاطعة الجزيرة، فقد شهد هذا العام زيادة في مساحات الأراضي المزروعة بالخضار، حيث بلغت المساحة الإجمالية 132 ألف دونم، مقارنةً بـ 74 ألف دونم العام الماضي.

ومع ذلك، تأثّرت أسعار الخضروات بشكل ملحوظ هذا الصيف، حيث ارتفعت بشكل كبير بسبب انخفاض كمية الخضروات المحلية المورّدة إلى الأسواق، مقارنةً بالعام الماضي، حسبما أفاد تجار الخضروات في سوق الهال بمدينة قامشلو.

عام 2024 الأكثر تأثراً

يعدّ الرئيس المشترك لمديرية وقاية النبات في الإدارة الذاتية الديمقراطية لمقاطعة الجزيرة، سوزدار برو، أن التغيّرات المناخية والجوية هي من أبرز العوامل التي تؤثر على الزراعة في المنطقة حالياً. ويؤكد قائلاً: "كان تأثير هذه التغيّرات هذا العام أكبر من السنوات السابقة، حيث تأثرت المحاصيل الزراعية الشتوية والصيفية سلباً بالظروف الجوية والتقلبات المناخية".

فيما يخص الزراعة الشتوية، وبالأخص محصول القمح، كانت جميع المؤشرات تدل على توقعات جيدة بالإنتاج. لذا توقعت هيئة الزراعة والري أن يبلغ إنتاج المنطقة من القمح نحو 1000000 طن ونصف. ومع ذلك، أثّرت التغيّرات المناخية بشكل كبير على المحصول، ما أدى إلى تراجع الإنتاج إلى نحو نصف ما تم توقعه.

ويضيف برو مشيراً إلى نتائج هذا التغيّر: "ارتفاع درجات الحرارة في أوقات غير متوقعة، وعدم انتظام هطول الأمطار، وعدم حدوث الصقيع خلال فترة الشتاء، بالإضافة إلى زيادة نسبة الرطوبة أحياناً، كل هذه الأمور أدت إلى انتشار الأمراض وفشل التلقيح، وهو ما ظهر في الزراعة الشتوية والصيفية وأثر بشكل كبير على الإنتاج".

الإنتاج انخفض إلى النصف نتيجة التغيّرات المناخية

ويشير برو إلى أن الخضروات كانت الأكثر تأثراً بهذه العوامل، ولوحظ ذلك خلال مراحل نموها، مثل البندورة والخيار، ما أدى إلى تلف مساحات واسعة منها وخروجها عن الخدمة.

كما أن قلة الالتزام بالإجراءات الاحترازية وتطبيق التعليمات الزراعية ساهمت في تفاقم المشكلة. ويضيف برو: "عدم تقيّد المزارعين ببعض الإجراءات الأساسية زاد من تفاقم الوضع. من بين هذه الإجراءات، عملية الفلاحة، واستخدام البذور المناسبة لظروف المناخ، والتسميد للحصول على نباتات مقاومة للظروف البيئية، وتنظيم عملية الري وأوقاتها. وغياب هذه الإجراءات أسفر عن نتائج كارثية للمزارعين، ما أدى إلى انخفاض الإنتاج المتوقع إلى النصف مقارنة بالسنوات السابقة".

الإجراءات المطلوبة

يشدد برو على ضرورة الالتزام بالإجراءات الأساسية لضمان قدرة المحاصيل على مواجهة التغيرات المناخية، ويتضمن ذلك: "ضرورة اتباع عملية الفلاحة السليمة، واستخدام بذور متأقلمة مع مناخ المنطقة، وإجراء التسميد المناسب، بالإضافة إلى تبني أساليب الري الحديثة. هذه الإجراءات ضرورية لتأمين قدرة المحصول على مقاومة تأثيرات التغيرات المناخية".

(سـ)

ANHA