المراوغة التركية لدمشق وخلفيات المعدّات العسكرية المصرية للصومال محورا الصحف العربية

ترى الصحافة العربية أن دولة الاحتلال التركي تواصل مراوغتها مع حكومة دمشق فيما يخص ملف التقارب، وذلك في سياق محاولة تحقيق أكبر مكاسب ممكنة من هذا المسار، في حين تخشى دوائر سياسية أن يؤدي استيراد الصومال أسلحة من مصر إلى استفزاز إثيوبيا، وإمكانية أن تلعب القاهرة بالنار عبر الدخول في أزمات أمنية إقليمية ليست في صالحها من حيث التوقيت والنتائج.

المراوغة التركية لدمشق وخلفيات المعدّات العسكرية المصرية للصومال محورا الصحف العربية
29 آب 2024   09:31
مركز الأخبار

تناولت الصحف العربية الصادرة اليوم، التقارب بين أنقرة وحكومة دمشق وإرسال مصر معدّات عسكرية إلى الصومال، إلى جانب مباحثات الهدنة بين حركة حماس وإسرائيل.

أنقرة تراوغ دمشق

البداية من صحيفة الأخبار اللبنانية، والتي ذكرت في تقريرها تحت عنوان "أنقرة تراوغ دمشق" أن تركيا تتابع مراوغتها في ملف التقارب مع دمشق، في محاولة لتحقيق أكبر مكاسب ممكنة من هذا الملف، من دون الانسحاب من المناطق التي احتلتها في سوريا، وهو أمر أعلنت دمشق مراراً رفضها حدوثه. آخرها التصريحات التي أدلى به بشار الأسد، أمام "مجلس الشعب" الأحد الماضي.

وفي وقت تتمسك فيه دمشق بشروطها يطلق مسؤولون أتراك، بين وقت وآخر، تصريحات تتحدّث عن وجود "اشتراطات" من الجانب التركي الأمر الذي يتناقض مع تصريحات سابقة عديدة أطلقها أردوغان، عبّرت عن رغبته في إعادة العلاقات مع دمشق إلى سابق عهدها.

وبرغم استمرار المراوغة التركية، تشير مصادر سورية معارضة، نقلت عنها صحيفة الأخبار، إلى أن أنقرة وخلال اللقاءات الأخيرة بين مسؤولين أتراك وبعض من مرتزقتها أكدت "استمرار أنقرة في هذا المسار".

ويعني ذلك، وفقاً للمصادر، أن التصريحات المتشدّدة الأخيرة تأتي في سياق محاولة تحقيق أكبر مكاسب ممكنة من هذا المسار، حتى قبل انطلاقه، خصوصاً أن أنقرة واجهت تعثّراً ميدانياً كبيراً في أولى خطوات التفاهمات مع روسيا، بعد أن عجزت - حتى الآن - عن فتح وتأمين معبر صغير يصل مناطق التي تحتلها مرتزقتها بمناطق حكومة دمشق (معبر أبو الزندين بريف حلب).

مصر تناكف إثيوبيا بإرسال معدّات عسكرية إلى الصومال

ذكرت صحيفة العرب اللندنية، أن مصر بدأت تتخلى عن هدوئها في التعامل مع إثيوبيا بعد إعلان الأخيرة قرب الانتهاء من بناء سد النهضة وتشغيله، ولجأت إلى مناكفتها عقب تأكيد مصادر صومالية أن مصر سلّمت إلى الصومال مساعدات عسكرية لأول مرة منذ أربعة عقود.

وتقول الصحيفة أن دوائر سياسية تخشى أن يؤدي استيراد الصومال أسلحة من مصر إلى استفزاز إثيوبيا، وإمكانية أن تلعب القاهرة بالنار عبر الدخول في أزمات أمنية إقليمية ليست في صالحها من حيث التوقيت ومن حيث النتائج على المديين القريب والمتوسط، في وقت تركز فيه مصر داخلياً على حل أزمتها الاقتصادية، وخارجياً على إعادة تحريك دورها دبلوماسياً بما يتناسب مع تاريخها ووزنها في المنطقة.

ووصلت طائرتان عسكريتان مصريتان إلى مطار مقديشو الثلاثاء، محملتين بأسلحة وذخيرة، وأظهر مقطع فيديو جرى تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي وجود الطائرتين على مدرج المطار.

وفسر مراقبون دعم القاهرة لحكومة مقديشو بأنه موجه ضد إثيوبيا التي دخلت في خلاف مع مصر بسبب قيامها ببناء سد النهضة منفردة، والذي يؤثر على كمية المياه المتجهة نحو مصر.

وقال خبراء في الشؤون الأفريقية إذا أرسلت مصر قوات على الأرض ونشرت عناصر على الحدود مع إثيوبيا، فقد يؤدي ذلك إلى مواجهة مباشرة بين الجانبين، لافتين إلى أن خطر اندلاع حرب مباشرة ضئيل، لكن اندلاع صراع بالوكالة وارد.

هدنة غزة: تحركات للوسطاء من أجل تقليص الفجوات

وعن مفاوضات الهدنة بين حركة حماس وإسرائيل، تناولت صحيفة الشرق الأوسط مساعي الوسطاء في هذا الصدد كان أحدثها اجتماعات بالدوحة أمس.

ولفتت الصحيفة نقلاً عن خبراء قولهم إن "تحركات الوسطاء، مصر وقطر وأميركا، في الدوحة استكمال لجولة القاهرة بهدف "جسر الهوة" ونقل النقاط الرئيسية محل الاتفاق إلى بنود قابلة للتنفيذ".

وعدّوا تلك الاجتماعات "مهمة وحاسمة في تقريب وجهات النظر"، مشترطين لنجاح ذلك المسار عدم توسيع العمليات العسكرية بنقلها للضفة الغربية، وتواصل الضغوط الأميركية على رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو.

وذكر مسؤولون متابعون أن المحادثات انتقلت من المبادئ الرئيسة إلى التفاصيل الفنية التنفيذية.

لكن وسائل إعلام إسرائيلية، أطلقت تحذيرات استخباراتية من "تصعيد متوقع في الضفة الغربية، ينطلق من طولكرم، وقد يتطور إلى انتفاضة، ويشمل هجمات بالمتفجرات أو هجوم منظم من الكتائب الفلسطينية في شمال الضفة على المستوطنات أو المزارع الفردية غير المحمية، على غرار 7 تشرين الأول الماضي، بمشاركة عناصر من أجهزة الأمن الفلسطينية".

(د ع)