تداعيات اغتيال هنية والصراع الإيراني الأميركي محاور الصحافة العالمية

اعتبرت تقارير الصحف والوكالات العالمية أن اغتيال هنية في طهران سيشكل إحراجاً كبيراً لإيران، كما أنه إنجاز كبير لنتنياهو، في حين أشار تقرير أميركي إلى أن العراق بات عالقاً في المنتصف، في ظل تصاعد الصراع بين واشنطن وإيران في المنطقة.

تداعيات اغتيال هنية والصراع الإيراني الأميركي محاور الصحافة العالمية
31 تموز 2024   09:46
مركز الأخبار

تناولت تقارير الصحف والوكالات العالمية تداعيات اغتيال زعيم حماس في إيران، والصراع الإيراني الأميركي في المنطقة.

اغتيال إسماعيل هنية في إيران هو إحراج كبير لإيران

قالت حماس إن زعيمها السياسي إسماعيل هنية قُتل في غارة إسرائيلية في إيران في وقت مبكر من صباح اليوم الأربعاء، وهو هجوم يزيد بشكل كبير من خطر حدوث مزيد من التصعيد في الأعمال العدائية الإقليمية، بحسب تقرير لصحيفة فايننشال تايمز البريطانية.

وأشارت الصحيفة إلى أن اغتيال هنية جاء بعد ساعات من إعلان إسرائيل أنها قتلت قائداً كبيراً في حزب الله بغارة جوية على العاصمة اللبنانية بيروت، ما زاد المخاوف من انزلاق المنطقة نحو حرب شاملة.

وترى الصحيفة بأن اغتيال هنية في طهران سيشكل إحراجاً كبيراً لإيران ويخاطر برد إيراني ضد إسرائيل، حيث تصاعدت التوترات في المنطقة بعد أن قالت إسرائيل أنها اغتالت فؤاد شكر القيادي البارز في حزب الله في غارة جوية على مبنى سكني في جنوب بيروت أمس الثلاثاء.

اغتيال هنية إنجاز كبير لنتنياهو

وفي سياق متصل، أشار تقرير لوكالة بلومبرغ الأميركية إلى أن اغتيال اسماعيل هنية سيضع الشرق الأوسط على حافة الهاوية لمزيد من العنف المحتمل.

وترى الوكالة أن اغتيال هنية وهو إنجار كبير غير متوقع لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وائتلافه، الذي تعهد بالقضاء على قادة حماس بعد عملية حماس.

ومن شأن هذه الخطوة أن تؤجج التوترات مع إيران، وتأتي بعد تبادل مباشر للقصف بين طهران وإسرائيل في نيسان. في ذلك الوقت، ردّ الجانبان على بعضهما البعض بطريقة محسوبة لتجنب إشعال فتيل حرب إقليمية، بحسب الوكالة.

واعتبر التقرير عملية اغتيال هنية بأنها أمر محرج للغاية لإيران، ويضع المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي والرئيس الإيراني مسعود بزشكيان أمام التحدي المتمثل في كيفية الرد.

العراق عالقٌ في المنتصف

وأشار تقرير لصحيفة نيويورك تايمز الأميركية إلى أنه عندما سافر رئيس الوزراء العراقي إلى واشنطن في الربيع، كان يأمل في التفاوض على حزمة التنمية الاقتصادية التي تشتد الحاجة إليها ومناقشة المصالح الاستراتيجية المشتركة مع الولايات المتحدة، أحد أهم حلفاء بلاده الدوليين.

لكن في نفس الفترة والأحداث التي تكشفت في الداخل، كانت تذكير صارخ بالتأثيرات المتنافسة التي يجدها رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، ووجد نفسه عالقاً بين: "إيران التي ترسل الطائرات المسيّرة والصواريخ لمهاجمة إسرائيل من جهة وأمريكا من جهة أخرى".

ولطالما تمتعت كل من الولايات المتحدة وإيران بنفوذ في العراق، لكن منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل حليفة الولايات المتحدة وحركة حماس المدعومة من إيران في غزة قبل نحو عشرة أشهر، تزايدت الخلافات بينهما، بحسب الصحيفة.

وفيما يتعلق بالعراق، فإن إحدى القضايا الأكثر إثارة للجدل هي استمرار وجود 2500 جندي أميركي على الأراضي العراقية. وعلى مدى العشرين شهراً الماضية، استخدمت إيران نفوذها الكبير لمحاولة إقناع العراقيين بطرد تلك القوات، وإذا نجحت فإنها ستمنح طهران المزيد من التأثير على السياسات العراقية.

ونما نفوذ إيران في العراق في السنوات القليلة الماضية مع سيطرة الفصائل السياسية الشيعية العراقية القريبة من طهران على الحكومة الوطنية. وفي الوقت نفسه، أصبحت المجموعات المسلحة العراقية التي رعتها إيران على مدى السنوات العشرين الماضية تشكل جزءاً متزايداً من قوات الأمن الوطني منذ دمجها قبل بضع سنوات.

وقال سجاد جياد، المحلل العراقي والزميل في مؤسسة سنتشري إنترناشيونال، أن "هدف إيران واضح"، مبيّناً "الإيرانيون يقولون دائماً: هذه منطقتنا. أمريكا لا تعيش هنا. أمريكا على الجانب الآخر من العالم. ماذا يفعلون هنا؟"

ووفقاً لأوربان كونينغهام، الباحث في شؤون الشرق الأوسط، فإن انسحاب القوات الأميركية من شأنه أن يؤدي إلى زيادة نفوذ إيران على السياسة الخارجية العراقية، وبنفس الطريقة التي تؤثر بها طهران على لبنان وسوريا واليمن.

(م ش)