بعيداً عن الأضواء.. فنان يتمسك بجوهر رسالته الإبداعية

يعبّر الفنان زاهر عبدو (ايدل) عن حبه لقريته الواقعة في ريف الدرباسية، من خلال كلمات وألحان أغانيه، كما يسهم في تعليم الغناء والموسيقا لأبناء قريته.

بعيداً عن الأضواء.. فنان يتمسك بجوهر رسالته الإبداعية
19 حزيران 2024   07:30
الحسكة
جان علوي

يُعدّ الفنُّ من الركائز الجوهرية التي تُسهم في تشكيل الهوية الثقافية لأي مجتمع، وهو الجسر الذي يصل بين الماضي والحاضر والمستقبل، محافظاً على التراث والثقافة الشعبية من خطر الزوال.

في شمال وشرق سوريا، يتحمل الفنانون مسؤولية جسيمة في نقل الرسائل الفنية عبر الأجيال، من الأجداد إلى الأحفاد، لضمان بقائها حية في ذاكرة التاريخ، ولإبراز تاريخ وأصالة المدن والشعوب في هذه المنطقة.

ويحمل الفنان زاهر عبدو (ايدل) على عاتقه إيصال تلك الرسائل من خلال مشاركته للفن مع الأجيال الصاعدة، وسعيه الدؤوب لحث تلك الأجيال على التمسك بهذا التراث.

وُلد الفنان زاهر عبدو (ايدل) في قرية قرماني في مدينة الدرباسية التابعة لمقاطعة الجزيرة عام 1975، وبدأت أولى خطواته نحو الفن، وبشكل خاص العزف والغناء عام 1997 بعد أن تعلم العزف على الطنبور ومن ثم الكمان، فقد كان شغوفاً بالموسيقا منذ طفولته.

انضم الى فرقة الشهيدة زيلان التي كانت واجهة للفن في مدينة الدرباسية في أعوام التسعينات، وعمل من خلالها كعازف على آلة الكمان، وشارك في إحياء عدة حفلات مع الفرقة لثلاث سنوات.

وفي عام 2000 تفرغ للتدريب والتعمق في المجال الموسيقي، حيث تعلم العزف على العود إلى جانب الكمان والطنبور، وأصدر ألبومه الأول في العام ذاته، كما أصدر 5 ألبومات أخرى يؤدي فيها أغان شعبية و3 ألبومات في أعوام وأوقات مختلفة، وشارك في إحياء الحفلات في مدن شمال وشرق سوريا ولبنان.

ورث الغناء عن أبيه الذي كان يغني في التجمعات، كما أورثه إلى طفلتين من أولاده الخمسة، ليتعلموا الغناء والعزف على الكمان منذ صغرهم.

ايماناً منه بضرورة تطوير العمل الفني في شمال وشرق سوريا بأسلوب أكاديميي، التحق بمركز الثقافة والفن في بلدة القرماني، وكان أحد مؤسسي المركز، وعلى أثر ذلك أسس فرقة الشهيد مرفان، وهناك بدأ بتدريب الأطفال على العزف والغناء.

وعن الصعوبات التي يواجهها في مسيرته الفنية، ينتقد الفنان زهير عبدو التقصير الإعلامي في تسليط الضوء على الحركة الفنية في بلدة قرماني، وكذلك ما يتعلق به شخصياً.

وحول بقائه في مدينته، قال: "أفضّل البقاء في قريتي على الهجرة، فالوطن هو الوجود، ولن يكون هناك محبة وألفة مثل تلك الموجودة بين أهالي المنطقة".

وحثَّ الفنان زهير عبدو في نهاية حديثه، الجيل الصاعد، على التمسك بالفن، والتشبث بثقافة المنطقة ونقلها للأجيال القادمة.

(ك)

 ANHA