الوضع المأساوي للشعب السوري وسياسات تركيا العنصرية محورا الصحافة العالمية

حذّر خبراء حقوق الإنسان من أن الشعب السوري بات محاصراً في مجتمع يمزقه الإفلات من العقاب والخروج على القانون والتشرذم بعد 13 عاماً من الصراع، فيما عدَّ تقرير بأن العداء تجاه اللاجئين السوريين يتصاعد في تركيا، محمّلاً الدولة التركية والمعارضة مسؤولية ذلك.

الوضع المأساوي للشعب السوري وسياسات تركيا العنصرية محورا الصحافة العالمية
4 تموز 2024   10:14
مركز الأخبار

تناولت المواقع والتقارير العالمية اليوم الوضع المأساوي للسوريين وسياسات تركيا العنصرية حيال اللاجئين السوريين.

لجنة حقوقية تتحسر على سوريا كونها مجتمعاً مجزأً

حذّر خبراء حقوق الإنسان من أن الشعب السوري بات محاصراً في مجتمع يمزقه الإفلات من العقاب والخروج على القانون والتشرذم بعد 13 عاماً من الصراع دون أي نهاية في الأفق، بحسب ما أوردته صوت أمريكا.

في آخر تحديث لها لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، قدمت لجنة التحقيق الدولية المستقلة المكونة من ثلاثة أعضاء بشأن سوريا وصفاً لاذعاً للواقع المرير الذي يواجه المدنيين في بلد "يعاني من اقتصاد متهالك ووضع إنساني مدمر".

وقال رئيس اللجنة باولو سيرجيو بينيرو للمجلس الأربعاء: "على مدى أكثر من عقد من الزمن، قمنا بتوثيق انتهاكات واسعة النطاق لحقوق الإنسان وجرائم حرب. التجاهل المستمر لحياة الشعب السوري ورفاهيته دون أي نهاية في الأفق".

وقال إن دورات العنف المروعة مستمرة، وكذلك المذابح التي "تستحضر الفظائع التي ارتكبت مع الإفلات من العقاب أثناء النزاع"، بما في ذلك خلال أحلك أيام مرتزقة داعش.

ورفض سفير حكومة دمشق لدى الأمم المتحدة في جنيف حيدر علي أحمد، النتائج ووصف تفاصيل عمل اللجنة بأنها "منفصلة عن الواقع".

ويقول التقرير إن 155 ألف سوري قد اعتقلوا أو اختفوا قسراً، وهي ظاهرة لا تزال مستمرة حتى يومنا هذا، بحسب اللجنة. ويتهم التقرير قوات الأمن بالإشراف على إقطاعيات إجرامية مع "ابتزاز المدنيين لتحقيق مكاسب مالية".

 وقال بينيرو: "يستمر الاحتجاز بمعزل عن العالم الخارجي والاختفاء القسري، حيث تضطر عائلات المحتجزين بشكل غير قانوني في كثير من الأحيان إلى دفع مبالغ كبيرة من المال لمحاولة الحصول على معلومات عن مصير أحبائهم".

ويصف التقرير ازدهار تجارة المخدرات والتهريب في سوريا بمشاركة الفصائل الموالية والمناهضة للحكومة، ما تسبب في مزيد من انعدام الأمن.

وتقول اللجنة إن الاحتلال غير القانوني ومصادرة وتدمير منازل وأراضي وممتلكات النازحين واللاجئين يستمر "بحركة بطيئة" ولكن بطريقة ثابتة، مما "يؤدي إلى مزيد من تآكل حقوقهم ويجعل احتمالات عودتهم إلى ديارهم أكثر صعوبة كل يوم".

وقال بينيرو: "ستة جيوش أجنبية منخرطة عسكرياً في البلاد. ومما يزيد من تعقيد هذا المشهد المخاطر التي يشكلها الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، واحتمال حدوث مزيد من التصعيد في سوريا والمنطقة".

وأشارت اللجنة المكونة من ثلاثة أعضاء، إلى أن الجهود التي بذلتها بعض الدول العربية العام الماضي لتطبيع العلاقات مع سوريا وإعادة انضمام البلاد إلى جامعة الدول العربية لم تحقق أي نتيجة حيث "لم تقدم الحكومة السورية أي تنازلات ذات معنى".

وقال بينيرو إن السوريين "يواجهون بشكل متزايد خطر الترحيل والعودة القسرية إلى سوريا، حيث يتعرضون لخطر الاعتقال أو الاختفاء، أو العودة ليجدوا منازلهم ومزارعهم مدمرة وليس لديهم أي وسيلة لكسب العيش".

الإفلات من العقاب وأجواء الكراهية في تركيا تديم العنف ضد السوريين

تشير سلسلة من الهجمات العنيفة على اللاجئين السوريين في تركيا إلى خبراء وناشطين يشيرون إلى المناخ الاجتماعي السائد من الكراهية والإفلات من العقاب كعوامل دافعة، بحسب ما أورده تقرير لموقع TURKISH MINUTE "تركش مينيت" التركي.

ويشير الخبراء للموقع إلى وجود أجواء منسقة من العداء، والتي تفاقمت بسبب إهمال الحكومة التركية والاستغلال الاجتماعي والاقتصادي.

واندلعت أعمال العنف الأخيرة الأحد في قيصرية بعد مزاعم بأن رجلاً سورياً اعتدى على طفل. ورداً على موجة العنف هذه، اندلعت احتجاجات في مناطق شمال غرب سوريا التي تسيطر عليها تركيا يوم الاثنين. وهاجم المتظاهرون الشاحنات التركية وأنزلوا الأعلام التركية.

وردًا على الاحتجاجات في سوريا، أغلقت تركيا الثلاثاء معابرها الحدودية الرئيسة إلى شمال غرب سوريا، بما في ذلك بوابتي باب الهوى وباب السلام الرئيستين. وقد أدت هذه الخطوة إلى مزيد من عزل اللاجئين السوريين وتفاقم التوترات على جانبي الحدود.

وقال إسماعيل كابار، من منصة إزمير للتضامن مع اللاجئين، لوكالة ميزوبوتاميا للأنباء، إن العداء تجاه اللاجئين يتصاعد في تركيا. وأضاف: "في بلد تعادي فيه الحكومة والمعارضة اللاجئين، فمن غير المرجح ألا تحدث مثل هذه الهجمات".

وأشار كابار إلى أن الطبيعة المتزامنة للهجمات تشير إلى جهد منظم، مشيراً إلى أن الحوادث الأخيرة التي قامت فيها الشرطة بتوجيه الحشود للهجوم على السوريين، ما يشير إلى أن هذه التصرفات لم تكن عفوية.

(م ش)