"المنطقة على فوّهة بركان"

قلَبَ اغتيال إسماعيل هنية وفؤاد شكر المشهد السياسي رأساً على عقب، وتحوّل من حالة دبلوماسية إلى انفلات الصراع، من الصعب التكهّن بنتائجه، ونقَل المنطقة إلى وضع شديد الخطورة.

"المنطقة على فوّهة بركان"
1 آب 2024   09:34
مركز الأخبار

سلّطت الصحف العربية الصادرة، اليوم، الضوء على الضربتين اللتين وُجِّهتا للحليف الإيراني. 

الشرق الأوسط يترقب تداعيات اغتيال هنية وشكر

صحيفة الشرق الأوسط، ذكرت تحت عنوان (الشرق الأوسط يترقب تداعيات اغتيال هنية وشكر)، وقالت إن عمليتي اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، في العاصمة الإيرانية طهران، وقبله بساعات قليلة القائد العسكري في حزب الله فؤاد شكر، في الضاحية الجنوبية لبيروت، قد رفعت حدة التوتر والترقب في منطقة الشرق الأوسط، إذ أنذرت العمليتان أن المنطقة برمتها مقبلة على تصعيد آخر في الحرب، لدرجة إمكانية مواجهة إقليمية واسعة النطاق. وأثارت عمليتا الاغتيال، مع عمليات مماثلة سابقة، تساؤلات حول حجم الاختراقات الإسرائيلية.

فيما أشارت صحيفة العرب اللندنية، وتحت عنوان (الشرق الأوسط: يوم حافل بالاغتيالات)، إلى أن منطقة الشرق الأوسط تعيش على وقع انفلات كامل للصراع الإقليمي، بعد أن تمكنت إسرائيل من توجيه ضربتين مؤلمتين للحلف الإيراني في المنطقة باستهدافها وقتلها رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران وقائد عمليات حزب الله فؤاد شكر في الضاحية جنوب بيروت.

أوضحت الصحيفة إن الضربتين تسلطان الضوء على قدرات إسرائيل الاستخباراتية؛ إذ إن الهدفين من المفترض أنهما محاطان بكل الحماية الإيرانية سواء في طهران أو في الضاحية الجنوبية، كما تبرزان حجم الاختراق الإسرائيلي لإيران وحلفائها.

المنطقة على فوّهة بركان

وبدروها، ترى صحيفة الخليج في مقال تحت عنوان (المنطقة على فوّهة بركان)، أن المشهد العام في المنطقة تغيّر بشكل دراماتيكي خلال الساعات القليلة الماضية، وتحوّل من حالة البحث عن حلول دبلوماسية من خلال المفاوضات للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، إلى حالة متفجّرة قد تؤدي إلى صراع واسع لا يمكن التكهّن بنتائجه وتداعياته، على الأمن والسلام في العالم.

ورأت إن العمليتين الاسرائيليتين اللتين استهدفتا فؤاد شكر في الضاحية وإسماعيل هنية في طهران، قلبت المشهد رأساً على عقب، بما يؤكد أن الحكومة الإسرائيلية، بقيادة بنيامين نتنياهو، لا تريد تسوية ولا سلاماً، إنما توسيع رقعة الصراع بما يتجاوز حدودها الحالية، وبالتالي جرّ الولايات المتحدة إليها.

وترى الصحيفة إن سياسة التصعيد الإسرائيلية خطرة بكل المقاييس؛ لأنها تؤجّج الصراعات، وتضع المنطقة أمام مخاطر مواجهات قد تؤدي إلى تدخلات إقليمية ودولية، في حال تدخلت الولايات المتحدة لمصلحة نتنياهو وحكومته.

ويشير الكاتب أن حكومة نتنياهو لم تكن تريد في الأساس التوصل إلى صفقة تضع حداً للحرب المدمرة على غزة، وتعيد المخطوفين الإسرائيليين، وتطلق سراح أسرى فلسطينيين في سجون الاحتلال، إنما كانت تمارس من خلال المفاوضات المتنقلة بين القاهرة، والدوحة، وروما، المماطلة والتسويف، وفرض شروط جديدة كلّما لاح في الأفق احتمال التوصل إلى اتفاق. وعمد إلى الانتقال إلى مرحلة أخرى هي الاغتيالات، كي يضع كل المنطقة أمام واقع جديد يمكّنه من البقاء في السلطة، ويعطيه مدداً شعبياً بعد تدنّي شعبيته، ومطالبته بالاستقالة، وتحميله مسؤولية ما حدث يوم السابع من تشرين الأول.

(م ح)