الاتحاد الوطني الكردستاني: جراح خيانة 31 آب لم تلتئم رغم مرور28 عاماً

قال الاتحاد الوطني الكردستاني إن "السياسات الخاطئة والمتكررة للحزب الديمقراطي هنا وهناك، تفتح باستمرار جراح صيف الخيانة، والعاصمة المحتلة في يوم 31 آب المشؤوم".

الاتحاد الوطني الكردستاني: جراح خيانة 31 آب لم تلتئم رغم مرور28 عاماً
30 آب 2024   18:21
مركز الأخبار

أصدر المكتب السياسي للاتحاد الوطني الكردستاني، بيانا في الذكرى الـ 28 لخيانة 31 آب واحتلال هولير من قبل النظام البعثي البائد عام 1996، بدعوة من الحزب الديمقراطي الكردستاني.

وجاء في نص البيان:

يمر 28 عاما بالتمام والكمال، على خيانة 31 آب، الفاجعة الأكبر في الحياة السياسية لشعبنا، والمتمثلة بهجوم جيش البعث الفاشي على هولير عاصمة كردستان، بدعوة رسمية من الحزب الديمقراطي، وذلك لفرض توازن قوى غير مشروع داخل العملية السياسية في بلدنا، حيث كان من الممكن، بدل فرض الخيانة والارادة غير الوطنية وغير القومية، حل الخلافات الداخلية عبر نداء كوردي وحرص سلمي، ودفع دماء وهموم كثيرة عن شعب كوردستان وصون السمعة الدولية لتجربتنا التي كانت في بداية تكوينها ونشوئها.

إن نتائج هذه الخيانة لم تتوقف عند الإضرار بالاتحاد الوطني الكردستاني وقوات البيشمركه واستشهاد وجرح وتشريد مئات المناضلين من اتحادنا ومناضلي كردستان، ولا عند قتل وملاحقة عناصر القوى العراقية المعارضة للنظام الصدامي الدكتاتوري، بل إنها تركت جرحا غائرا في جسد شعبنا المضحي والمعرض أصلا للإبادة الجماعية، لم يلتئم حتى الآن رغم مرور 28 عاما، حيث مازالت آثارها السياسية والاجتماعية والاقتصادية، بل حتى الثقافية أيضا، باقية في اقليمنا، كما أدت الى تشويه السمعة والجوهر التحرري للكوردايتي لدى العالم لفترة طويلة.

للأسف فإن السياسات الخاطئة والمتكررة للحزب الديمقراطي هنا وهناك، تفتح باستمرار جراح صيف الخيانة، والعاصمة المحتلة في يوم 31 آب المشؤوم.

خلال ما يقارب ثلاثة عقود ماضية، تنازل شعبنا الصابر والاتحاد الوطني أيضا، عن الكثير من حقوقه المشروعة، من أجل دماء الشهداء وكفاح عشرات السنين من نضال الكوردايتي، كما ترك هذه الذكرى الأليمة لتقييم التاريخ، مراعاة لمستقبل وطننا ولتوسيع فرص التعايش والوئام الكردستاني، ورفع شعار السلام وفتح صفحة جديدة، لكي يبقي على تجربتنا شامخ ويطورها، باتباع سياسة وحوار سلميين، ويبلغ أهدافه رغم جرح الخيانة الغائر، إلا أن الحزب الديمقراطي وللأسف، بدلا من مراجعة أخطائه والعمل على تضميد واندمال جراح وويلات الماضي، فإنه يتحين أي فرصة ولو صغيرة للخلاف الداخلي، لفتح جرح الأمة والوطن، وبالاستناد الى الاختلال غير المشروع لتوازن القوى والإرادة المفروضة نتيجة مؤامرات ما بعد 31 آب، يريد قلب طاولة الخيانة والغدر على الآخرين، حيث بات الخطاب السياسي المتشنج والظاهرة المقيتة المتمثلة بإلصاق تهمة الخيانة بالآخرين، وإطلاق الذم والقدح القومي والوطني، وتحريف التاريخ وسلب أمجاد النضال الشامل للحركة التحررية لشعب كردستان، هو الخطاب السائد والسائغ على لسان المركز المتنفذ في ذلك الحزب. ولاشك أن هذه الظاهرة المعيبة تعرقل إجراء تقييم واقعي للأحداث من جهة، ومن جهة أخرى لن يساعد في بذل أي جهد مستقبلي حريص يهدف لتحويل ماضي الخيانة المظلم الى مستقبل مشرق لشعبنا ولشباب المستقبل في المجتمع الكردي.

في هذه الذكرى الأليمة والمريرة والمتخمة بالآلام، يجدد الاتحاد الوطني الكردستاني التأكيد على الدعوة لنضال اتحادي مسؤول وديمقراطي، انطلاقا من ضمير كردي حي ومستند الى قلعة تضحيات الماضي في سبيل الحرية والسلم الاجتماعي وضمان مستقبل أجيال كردستان، يهدف الى بناء غد مشرق، وتفعيل نضال الكوردايتي المتجدد، نحو تصحيح مسار الحكم واستعادة توازن القوى في كردستان، واحتواء الظروف السلبية التي ادت الى الاحتكار والتمييز والإجحاف وغيرها، وبالتالي تفريغ العديد من مفاصل تجربتنا من محتواها الوطني والديمقراطي والعادل، ومصدر كل هذه السلبيات هو خيانة 31 آب، وخاصة في ظل ثقافة  منحطة ورجعية مازالت تعرّف هذا العار السياسي كأنه مكسب قومي ووطني، وتدافع عنه وتتباهى به دون خجل.

في الذكرى الـ 28 لجرح آب..

لنضع  حدا لهذا النزيف القومي، من خلال نضال مدني وسلمي متواصل، وانتخابات نزيهة مراقبة عراقيا ودوليا، ونسعد أرواح شهدائنا، ولاسيما شهداء مقاومة احتلال هولير العاصمة.

الى الأمام لتصحيح مسار الحكم واستعادة توازن القوى في كردستان”.