"أويمجي" يتمسك بالنقش اليدوي على الخشب رغم هيمنة التكنولوجيا الحديثة

بواسطة مجموعة من التقنيات اليدوية ينقش الأويمجي برهان رسومات على قطع الخشب، ليحوّلها إلى منحوتة فنية على الرغم من فرض الآلات الحديثة نفسها، مؤمناً بأن كل ما هو قديم ومصنوع باليد مختلف تماماً عما هو مصنوع بالآلات، من حيث الجودة والشكل.

"أويمجي" يتمسك بالنقش اليدوي على الخشب رغم هيمنة التكنولوجيا الحديثة
"أويمجي" يتمسك بالنقش اليدوي على الخشب رغم هيمنة التكنولوجيا الحديثة
"أويمجي" يتمسك بالنقش اليدوي على الخشب رغم هيمنة التكنولوجيا الحديثة
"أويمجي" يتمسك بالنقش اليدوي على الخشب رغم هيمنة التكنولوجيا الحديثة
"أويمجي" يتمسك بالنقش اليدوي على الخشب رغم هيمنة التكنولوجيا الحديثة
"أويمجي" يتمسك بالنقش اليدوي على الخشب رغم هيمنة التكنولوجيا الحديثة
"أويمجي" يتمسك بالنقش اليدوي على الخشب رغم هيمنة التكنولوجيا الحديثة
"أويمجي" يتمسك بالنقش اليدوي على الخشب رغم هيمنة التكنولوجيا الحديثة
"أويمجي" يتمسك بالنقش اليدوي على الخشب رغم هيمنة التكنولوجيا الحديثة
"أويمجي" يتمسك بالنقش اليدوي على الخشب رغم هيمنة التكنولوجيا الحديثة
24 آب 2024   07:30
حلب
نسرين شيخو

متجاهلاً ما فرضته التكنولوجيا الحديثة على الواقع والمحيط، ومعتمداً على يديه وبعض التقنيات البسيطة في ترجمة الأفكار والفن في عقله إلى قطعة خشبية صامتة، محولاً إياها إلى منحوتة فنية مليئة بالتفاصيل الدقيقة التي تسحر الناظرين.

يفتح الأويمجي برهان حسكو حجرته الصغيرة المتواضعة في ساعات الصباح الباكر، ويضع معدّاته المعدنية على طاولته الخشبية، ويتفنن في رسم أشكالٍ مختلفة كالورود والرموز الفنية على الخشب، معتمداً على حسه الفني وتركيزه الدقيق.

والأويمجي مصطلح يطلق على من يمتهن النقش على الخشب ويضيف إليها الزخارف.

ويضيف برهان، المنحدر من قرية خرابة سلوكى التابعة لمدينة راجو في عفرين المحتلة، على أثاث المنزل، كغرف النوم والجلوس (الضيوف) والمناضد والأرائك، مناظر عبر نقشه رسومات بدقة وتركيز.

مراحل عمله

تعلّم برهان، وهو والد لثلاثة أولاد (شابان وفتاة)، في 14 من عمره، فن النقش على الخشب بمدينة حلب على يد أحد أهالي عفرين، بعد أن ترك الدراسة بداية المرحلة الإعدادية.

وهو ليس الوحيد في أسرته، الذي يعمل في حرفة النقش على الخشب، إنما لديه شقيقان أيضاً يعملان في هذا المجال، على الرغم من أنهم لم يرثوها من والدهم.

يروي الأويمجي برهان حسكو مراحل انتقاله من عامل بسيط إلى أحد مسؤولي ورش النقش على الخشب في حلب "لم يكن الأمر بسيطاً وتطّلب التعلّمُ، الكثيرَ من الجهد والطاقة بل والصبر أيضاً، إلا أنني أتقنت هذا الفن وسعيت لتأمين مكان لي لممارسته عام 2004، في حي الأشرفية بمدينة حلب".

مع بداية الأزمة السورية، اضطر الأويمجي برهان للنزوح من حلب إلى عفرين بحثاً عن الأمن والاستقرار، ولم يتمكن حينها من العمل في مجال النقش على الخشب لصعوبة تأمين المكان والأدوات اللازمة.

وبعد احتلال الجيش التركي مع مرتزقته لعفرين عام 2018، عاد إلى حلب، وعلى الرغم من انقطاعه الطويل عن مهنته، ولتأمين حاجيات أسرته؛ خصص غرفة من منزل الفنان بافي صلاح، الذي يستقر فيها حالياً، عام 2020 لمواصلة عمله فيه.

يوم كامل وربما أكثر في العمل على كل قطعة

يستغرق العمل على كل قطعة خشبية بالنسبة للحرفي برهان، مدة لا تقل عن يوم كامل، مؤكداً "عملية إنهاء النقش على الخشب تعود إلى صعوبة الرسمة، لكن لا يقل توقيت العمل على كل قطعة عن يوم كامل والبعض منها يومين أو ثلاثة".

ويعتمد برهان على الأدوات اليدوية، على الرغم من فرض الآلات الحديثة نفسها في جميع الصناعات، كالمطرقة الخشبية والحديدية، والإزميل بكافة مقاساته، والمشرط، والمبرد والمقشطة وأدوات التنعيم لحفر الخشب على الطاولة الكبيرة المخصصة للعمل عليها، في نحت قطع الخشب ورسم التفاصيل.

ويستخدم الأويمجي برهان خشب الزان المعروف بجودته بين الأخشاب الأخرى، كونه يجمع بين الصلابة والليونة؛ لأنه سهل التشكيل، ويقول "العمل في هذا المجال ليس سهلاً؛ لأنه يحتاج إلى تركيز وصبر طويل لنقش التفاصيل بدقة وعناية".

حصار حكومة دمشق على الأشرفية والشيخ مقصود

يعاني برهان، من العديد من المعوقات، بينها ممارسات حكومة دمشق أثناء إخراج وإدخال منحوتاته إلى الحيين، يقول: "لا يسمحون لنا بالعمل، دون أن ندفع مبلغاً مالياً وقدره 30 ألف مقابل كل قطعة على الأقل".

وعن المردود المالي الذي يكسبه الأويمجي برهان من مهنة النقش على الخشب، يقول "المال الذي أكسبه لا يقارَن مع التعب الذي أتكبده طوال النهار، إنما يؤمّن بعضاً من حاجيات منزلي، لكن شغفي بهذه المهنة يدفعني للاستمرار فيها".

(سـ)

ANHA