تصعيد إسرائيل ضد إيران يُنذر بحرب شاملة

قال محللون إن الضربة الإسرائيلية الواسعة التي استهدفت منشآت نووية وعسكرية إيرانية تمثل تحوّلاً استراتيجياً في مسار الصراع الإيراني الإسرائيلي. وعدّوا أن الهجوم قد يعيد رسم خريطة التوازنات الإقليمية، خاصة مع رد إيراني محدود.

تصعيد إسرائيل ضد إيران يُنذر بحرب شاملة
السبت 14 حزيران, 2025   09:10
مركز الأخبار

تناولت الصحف العربية الصادرة صباح اليوم، التطورات المتسارعة على جبهة الصراع الإسرائيلي الإيراني، في ضوء الضربة الجوية الإسرائيلية الواسعة التي استهدفت منشآت نووية وعسكرية إيرانية، وأحدثت جدلاً واسعاً في الأوساط السياسية الدولية حول دلالات التوقيت والأهداف الاستراتيجية والتداعيات المتوقعة. 

فقد عدّت الصحف أن الهجوم يمثّل لحظة مفصلية في ملف إيران النووي، ويعيد تشكيل خريطة التوازنات في المنطقة، خصوصاً مع وجود مؤشرات على تنسيق أمريكي - إسرائيلي، وتفاوت في الرد الإيراني.

بعد سنوات من الانتظار نتنياهو ينفذ خطته

أشارت صحيفة "الشرق الأوسط" إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وبعد عقود من التحذير من خطر البرنامج النووي الإيراني، أمر أخيراً بتنفيذ هجوم جوي واسع، استهدف منشآت إيرانية يُعتقد أنها تسهم في تطوير السلاح النووي. جاء القرار بعد تقارير عن فشل إيران في الالتزام بتعهداتها النووية، بحسب الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ووسط سياق إقليمي متغيّر سمح لإسرائيل بالمبادرة.

وأعاد نتنياهو في خطابه تذكير العالم بمآسي الحرب العالمية الثانية لتبرير الهجوم، قائلاً إن إسرائيل "استوعبت دروس التاريخ". الهجوم استهدف أنظمة دفاعية وموقع نطنز النووي، ورافقته عملية تنسيق مع واشنطن، على الرغم من تقارير إعلامية عن خلافات بين نتنياهو والرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي يفاجئه لاحقاً بإعلان محادثات نووية مرتقبة مع طهران.

لكن الضربة جاءت مباشرة بعد انتهاء المهلة التي منحها ترامب لإيران للتوصل إلى اتفاق، ما يرجّح أن الهجوم كان جزءاً من خطة أكبر تهدف لإعادة إيران إلى طاولة التفاوض بشروط مشددة. وعلى الرغم من كل ذلك، تظل صورة نتنياهو في الداخل مضطربة، في ظل محاكمات فساد وانتقادات لطول أمد الحرب في غزة.

هل حُسم خيار الحرب ضد إيران؟

ومن جهتها، تساءلت صحيفة "القدس العربي": هل حُسم خيار الحرب ضد إيران؟، ورأت الصحيفة أن الضربة الإسرائيلية كانت أوسع من مجرد تحرّك عسكري اعتيادي، بل جاءت كجزء من عملية مطوّلة تهدف لتفكيك قدرات إيران النووية والعسكرية. استُهدفت منشآت حيوية، ومراكز تخصيب، ومواقع عسكرية، ما يشير إلى قرار استراتيجي لدى إسرائيل بفرض سياسة الأمر الواقع.

وأضافت الصحيفة أن مواقف القوى الغربية بدت متواطئة مع الضربة، إذ أبدى قادة دول مثل فرنسا وألمانيا تفهمهم لـ "حق إسرائيل في الدفاع عن النفس"، فيما تبنّت واشنطن موقفاً غامضاً لم ينفِ التنسيق العسكري، على الرغم من نفي المشاركة المباشرة. وتوقعت الصحيفة أن تكون هذه الضربات بداية لانهيار الخيار الدبلوماسي الذي روّج له ترامب، وإطلاق دينامية صراع أوسع قد تشمل الولايات المتحدة لاحقاً.

إسرائيل تنجح في احتواء رد إيراني مكشوف

وفي السياق، أبرزت صحيفة "العرب" أن الرد الإيراني جاء محدوداً رغم التهديدات النارية من طهران، وأن إسرائيل تمكّنت من امتصاص الضربة، مدعومة بتنسيق دفاعي قوي مع الولايات المتحدة. الصواريخ الإيرانية التي سقطت في مناطق إسرائيلية، ومنها تل أبيب، لم تحدث أضراراً كبيرة، بحسب المصادر الإسرائيلية، فيما بدا أن الرد كان متوقعاً ومحسوباً.

وأشارت الصحيفة إلى أن الحرس الثوري الإيراني أعلن مسؤوليته عن الرد، لكن الخطاب الإيراني بدا أكثر تهديداً من كونه فعلياً. أما على الأرض، فقد برز مجدداً التفوق العسكري الإسرائيلي، ما يعيد ترسيخ فكرة أن إيران غير قادرة على خوض حرب تقليدية مباشرة مع إسرائيل، وهو ما يعكس خللاً في ميزان الردع الذي كانت تراهن عليه طهران.

وتتقاطع تغطيات الصحف الثلاث في التأكيد على أن الضربة الإسرائيلية تمثل تحوّلاً استراتيجياً في مسار الملف النووي الإيراني، وقد تؤدي إلى تعقيد المشهد الإقليمي، وربما إشعال مواجهة أوسع، ما لم يتم احتواؤها سياسياً خلال الأيام المقبلة.

(ع م)