بين الشكلية والواقع.. هل استلمت سلطة دمشق فعلاً زمام الإدارة في عفرين المحتلة؟
" المنطقة لا تتبع لنا" بهذه الجملة لخّص القائم بأعمال نقل المدرسين في مديرية التربية بحلب التابعة لسلطة دمشق سبب رفضهم لطلب العشرات من المدرسين للانتقال من أجل العمل في مدارس مدينة عفرين المحتلة، بعكس ما يروج له باستلام الحكومة زمام الإدارة في المدينة التي لا تزال محتلة من قبل تركيا ومرتزقتها.
في مشهد مناقض لما يتم تناقله على وسائل الإعلام من ناحية استلام سلطة دمشق لزمام الأمور الإدارية والمؤسساتية في مدينة عفرين المحتلة، أكد العديد من المعلمين والمعلمات ممن راجعوا مديرية التربية بحلب رفض طلبهم بالانتقال للعمل في عفرين المحتلة.
تمايز في نقل المعلمين
وبحسب ما نقله مراسلنا على لسان المعلمين والمعلمات المراجعين، فإن القائم بأعمال النقل في المديرية قال إن سبب رفض طلباتهم تأتي ضمن إطار "عدم تبعية المنطقة للحكومة بعد"، وإن المديرية لم تتسلم بعد إدارة المدارس التي تدرس بها اللغة التركية ضمن سياسات التتريك المفروضة.
يأتي ذلك بالرغم من إعلان وزارة التربية في سلطة دمشق المؤقتة، يوم الـ 9 من شباط، إنهاء إجراءات نقل المعلمين، وعودة عدد كبير من المدرسين إلى مدارسهم بعد سنوات من تهجير النظام السابق لهم.
تناقض في التصريحات والواقع
المعلمة (س، م) العاملة في سلك التعليم الحكومي والتي فضلت عدم الكشف عن اسمها، قالت لمراسل وكالتنا إنها تتحضر للانتقال إلى مدينة عفرين المحتلة والتي تنحدر منها في حال خلوها من جيش الاحتلال التركي ومرتزقته، ومن الإجراءات التي اتخذتها الاستفسار عن إمكانية نقل مكان العمل في حال التوجه.
إلا أنها كانت من بين الذين رُفضت طلباتهم للسبب نفسه، وهو ما يتناقض مع التصريحات الحالية للحكومة في مضمار استلام المناطق من الفصائل المرتزقة التابعة لجيش الاحتلال التركي الذي لا يزال يتمركز في المناطق السورية.
وكانت سلطة دمشق أعلنت في الـ 6 من شهر شباط المنصرم انتشارها في مدينة عفرين، إلا أن العديد من المراقبين يجدون بأنها خطوة "شكلية استعراضية" لم تحقق شيئاً ملموساً للأهالي، فالمرتزقة الحاليين هم المرتزقة ذاتهم التي تتبع لجيش الاحتلال التركي مع تبديل ملابسهم ببدلات "الأمن العام".
كما أشارت (س، م) إلى أنها تفاجأت ببعض التصرفات التي صادفتها أثناء وجودها في مديرية التربية بحلب، مثل رفع الآذان في المؤسسة الرسمية لتنبيه الموظفين بضرورة ترك العمل والتوجه للصلاة. ورأت أن هذا التصرف خارج عن أسس المواطنة المتساوية، نظراً لتنوع المجتمع السوري الذي يتكون من خليط ديني واجتماعي وثقافي زاخر.
كما وأكدت بأن هنالك العديد ممن أسمتهم بـ " البعثيين الشوفيينين"، الذين تعرفهم لم يتم فصلهم، بل على العكس تحولوا في يوم وليلة للـ"تكويع" وتطويل لحاهم".
(آ)