الهام أحمد تكشف عن الخطوط الحمراء لدى الإدارة الذاتية في أي تفاوض وحوار

كشفت الرئاسة المشتركة لدائرة العلاقات الخارجية عن الخطوط الحمراء لدى الإدارة الذاتية الديمقراطية لإقليم شمال وشرق سوريا، مع أي تفاوض وحوار، وعن تفاصيل الحوار بين الإدارة وسلطة دمشق، وعودة المهجرين، وما ينتظر السوريين، وأكدت أن سوريا بحاجة إلى نظام بعيد عن الاستبداد والعنصرية.

الهام أحمد تكشف عن الخطوط الحمراء لدى الإدارة الذاتية في أي تفاوض وحوار
الثلاثاء 8 نيسان, 2025   18:12
الحسكة

في جلسة حوارية حول "التفاهمات بين الإدارة الذاتية لإقليم شمال وشرق سوريا والحكومة السورية"، في مدينة الحسكة، وبحضور عدد من المثقفين والمهتمين بالشأن السياسي، قالت الهام أحمد: "الاتفاق يتضمن العديد من الجوانب التي تمس المجتمع بشكل كامل، سواء كان في شمال وشرق سوريا أو الجغرافية السورية. بالتالي، هذا الاتفاق له العديد من النقاط المتفرعة عنها، والتي بحاجة لنقاشات موسعة للحصول على تفاهمات أوسع في الإطار السوري بالكامل".

وأشارت الهام أحمد إلى أن هناك ملاحظات على أداء سلطة دمشق، وخاصة فيما يتعلق بعملية "الإعلان الدستوري"، وكذلك "تشكيل الحكومة"، وبحاجة إلى معالجة. وتابعت قائلة: "الإدارة في دمشق مسؤولة بالإجابة عن تساؤلات المجتمع السوري والمكونات السورية بما يخص المواد الدستورية".

وتابعت الهام أحمد: "نحن أيضاً رأينا بعد الاتفاق مباشرة تم إصدار "الإعلان الدستوري" المؤقت، وبالرغم من ذلك لدينا ملاحظات حول ذلك، ومستمرون في التواصل للنقاش حول هذه النقاط". ونوهت الهام أحمد إلى أن "الإعلان الدستوري" كان منتهياً قبل الاتفاق، وبعد إعلان الاتفاق تم الإعلان عن "الإعلان الدستوري". وتابعت قائلة: "كان بالإمكان تأجيل الإعلان، وذلك لمناقشة اللجنة الصائغة ومواده، لأن اللجنة الدستورية لم تمثل غالبية المجتمع السوري".

وأوضحت الهام أحمد: "الجميع يعلم أن اللجنة الدستورية والمواد التي تم وضعها في الدستور لا تمثل آمال ومطالب الشعب السوري".

وعن دور قوات سوريا الديمقراطية، قالت الهام أحمد: "ما تم الإعلان عنه بين قوات سوريا الديمقراطية وسلطة دمشق كان اتفاقاً عاماً يضمن إطار مبادئ، وعندما يتم تشكيل لجان سيكون هناك ممثلون عن المكونات، وستكون عبارة عن لجان مدنية سياسية".

وعن اللجان ومواعيدها، قالت الهام أحمد: "في إطار تشكيل اللجان لم نتخطَ هذه المرحلة حتى الآن، حدث لقاء واحد بين دمشق والإدارة الذاتية لإقليم شمال وشرق سوريا، وتم الحديث عن نقاط عامة فيما يخص تاريخ البدء بالمفاوضات".

وأردفت الهام أحمد قائلة: "نركز بشكل جاد على تمكين بنود الاتفاق مع التركيز على تفرعات هذه البنود لتطمين الناس بشكل عام والوصول إلى سوريا جديدة".

وأشارت الهام أحمد إلى أن قوات سوريا الديمقراطية والإدارة الذاتية لإقليم شمال وشرق سوريا خلال الأعوام الماضية استطاعت بناء إرثٍ غني سواءً من الناحية الإدارية أو التنوع وحماية مبادئ الإنسان والحقوق السياسية، وواكبت الإرث الثقافي والحقوقي والإنساني. وتابعت قائلة: "تأثير قوات سوريا الديمقراطية والإدارة الذاتية قوي في الواقع السوري والمكتسبات أيضاً غنية".

وتابعت قائلة: "عندما نتحدث عن عملية انتقالية، نتحدث عن حقوق كافة السوريين، ليس في مناطق شمال وشرق سوريا فقط".

نحن بحاجة إلى نظام بعيداً عن الاستبداد والعنصرية

وقالت الهام أحمد: "نحن بحاجة إلى نظام بعيد عن الاستبداد والعنصرية والمذهبية، بل بحاجة إلى نظام يحمي حقوق كافة الشعب السوري".

ونوهت الهام أحمد إلى أن خطوات سلطة دمشق كانت متسارعة، والكثير منها لم تكن مدروسة بشكل جيد، وتم إقصاء نسبة كبيرة من الشعب السوري ومكوناته، وعلى رأسها المرأة.

وأوضحت الهام أحمد أن السوريين بحاجة ملحة لتغيير الدستور السوري السابق، وكذلك "الإعلان الدستوري" الحالي، من أجل ألا تتعرض سوريا لأزمات أخرى.

وأكدت الهام أحمد أن قوات سوريا الديمقراطية تشكل ضامناً لتأمين عملية انتقالية صحيحة وعادلة في سوريا، وتابعت قائلة: "هناك محاولات من أجل تطبيق بنود الاتفاق من أجل الوصول إلى حالة سليمة في سوريا، قد يأخذ وقتاً، ويفتح آفاقاً أخرى أمام عملية التغيير، والأيام المقبلة كفيلة في حدوث عملية التغيير أو عدم حدوثها".

وحول مؤسسات سلطة دمشق في إقليم شمال وشرق سوريا، وتوقفها مع سقوط النظام البعثي، قالت الهام أحمد: "المؤسسات سابقاً كانت تدار من قبل السلطة السابقة في دمشق، وبعد انهيار النظام توقفت هذه المؤسسات عن العمل، لأن الإدارة الجديدة لم تهتم بإدارة هذه المؤسسات، وهذه الأمور جميعها تفاوضية وسيتم معالجتها والاتفاق على شكل هذه المؤسسات في المستقبل".

الخطوط الحمراء للإدارة الذاتية في إدارة إقليم شمال وشرق سوريا

وعن الخطوط الحمراء التي ترفض التنازل عنها الإدارة الذاتية الديمقراطية، قالت الهام أحمد: "لا يمكن التنازل عن الحقوق الثقافية والقومية للمكونات والحريات الدينية، بالإضافة إلى حق التعلم باللغة الأم والحقوق السياسية والنظام الإداري اللامركزي. هذه الأمور لم يمكن المساومة والتنازل عنها، وستبقى النقاط الأساسية التي سيتم الاتفاق عليها، بالإضافة إلى أمور الأمن الداخلي والاقتصادية، جميعها تشمل الجانب والنظام الإداري".

وبينت الهام أحمد أن النظام الإداري ضمن إدارة تشاركية، بمعنى أن اللامركزية لم تكن على أساس قوموي، إنما ستكون ضمن إطار نظام إداري يشارك فيه جميع المكونات كما هو نموذج الإدارة الذاتية الديمقراطية.

الضرورة الاستمرار بأحداث تغييرات في الدستور السوري المؤقت

وأكدت الهام أحمد أنه من الضروري الإصرار والاستمرار بالمطالبة بأحداث التعديلات المطلوبة من أجل الوصول إلى دستور عادل لجميع المجتمع السوري، وتابعت قائلة: "يتطلب العمل ضمن إطار نشاطات سياسية سواء كانت من قبل تنظيمات سياسية أو منظمات مجتمع مدني".

الشركاء الأساسيون في بناء الإدارة الذاتية أصحاب حق

وأكدت أن الشركاء الأساسيين في بناء الإدارة الذاتية هم أصحاب حق، ولهم كامل الدور الفعال في العملية السياسية، وأي عملية سياسية تشمل مكونات إقليم شمال وشرق سوريا مشمولة في التفاوض ولها دور في تثبيت دورهم الحقوقية.

المخاطر على سوريا ما زالت موجودة.. والاستقرار لم يتحقق في سوريا

أوضحت الهام أحمد: "المخاطر لا تزال موجودة، والهواجس موجودة أيضاً، وخاصة أن سوريا لم تحقق الاستقرار المطلوب، وهناك توتر وتدخلات خارجية في الشأن السوري، وتهديدات مستمرة". وتابعت قائلة: "نحن نسعى للتواصل مع الجهات الدولية أن تكون اتفاقاتهم وتفاهماتهم بعيدة عن الشعب السوري، أو أي مكون من مكونات سوريا".

وبينت الهام أحمد أنهم من خلال التواصل الدبلوماسي والواقع الذي فرض في المنطقة، ستعمل الإدارة الذاتية على المحافظة على أمن واستقرار المنطقة.

بند وقف إطلاق النار من البنود الأساسية بين قسد وتركيا

وعن بند وقف إطلاق النار الذي يدور الحديث عنه بين قوات سوريا الديمقراطية وتركيا، قالت الهام أحمد: "نحن نسعى لأن يكون لدينا علاقات حسن جوار مع الدول المجاورة لسوريا، وتركيا من أحد الدول الرئيسة التي لا نريد أي صراع بيننا، بل نسعى إلى علاقات على مستويات متعددة وتفاهم بهدف ضمان أمن تركيا وسوريا".

وطالبت الرئاسة المشتركة لدائرة العلاقات الخارجية للإدارة الذاتية في إقليم شمال وشرق سوريا، الهام أحمد، من تركيا أن تكون حريصة وأن لا تتعدى على الجغرافية السورية وأمن سكان المنطقة، ووقف إطلاق النار، معتبرة إياه عملية مهمة جداً لترسيخ الاستقرار على كامل الجغرافية السورية.

الدور الأمريكي في عملية التهدئة بين شمال شرق سوريا وتركيا

قالت الهام أحمد: "الأمريكان يلعبون دوراً في عملية التهدئة بين الإدارة الذاتية وتركيا، والدور الأمريكي مهم جداً، وحتى الآن يوجد تهدئة بين الأطراف، ونسعى أن تستمر هذه التهدئة، والتوقف عن جميع العمليات العدائية سواءً من تركيا أو المجموعات المرتبطة بها".

وعن عملية السلام في تركيا، قالت الهام أحمد: "إن المبادرة التي أطلقها القائد عبد الله أوجلان مهمة جداً، ونأمل تجاوباً فعالاً من قبل السلطات في تركيا. هناك بطء في التعامل مع هذه المبادرة، الحكومة التركية مسؤولة بالدرجة الأولى عن تطوير عملية القائد عبد الله أوجلان، والتجاوب معها مهم جداً، وسيكون لها تأثيرات إيجابية على الساحة السورية ودول الجوار".

عودة المهجرين قسراً إلى مناطقهم

أما عن موضوع المهجرين قسراً عن ديارهم جراء الاحتلال التركي ومرتزقته، قال الهام أحمد: "نحن نعمل على العودة الطوعية لأهالي عفرين وسري كانيه وتل أبيض إلى مناطقهم، لكن ننتظر ضمان الأمن في تلك المناطق من أجل ألا يتعرضوا لانتهاكات أو اعتقالات".

وأشارت الهام أحمد إلى تواصلهم مع الجهات المعنية، سواءً القوى الدولية أو المنظمات الدولية والجهات الرسمية في دمشق، من أجل تأمين وضع آمن للمهجرين. وتابعت قائلة: "نعمل بكامل جهودنا في تحقيق هذه الخطوة في الوقت المناسب لعودة المهجرين والنازحين وبشكل مجموعات".

وأكدت الهام أحمد أن الإدارة الذاتية في إقليم شمال وشرق سوريا ستعمل بشتى الوسائل لإعادة المهجرين إلى أراضيهم بضمانات دولية، مشيرة في الوقت نفسه إلى أن تأمين العودة الآمنة من مسؤولية سلطة دمشق كذلك.

وعن ممتلكات المهجرين قسراً، قالت الهام أحمد في نهاية ردها على الأسئلة الموجهة إليها من المشاركين والمحاورين: "من يعود إلى أراضيهم يجب أن يتم استعادة جميع ممتلكاته دون إقصاء، وهناك لجان لديها جميع الثبوتيات التي تخص ممتلكات المهجرين، وسيتم متابعة هذا الوضع مع الإدارة في دمشق".

(ه أ/أم)

ANHA