سكان الساحل يشيدون بمبادرة الدعم الإنساني المقدمة من شمال وشرق سوريا
أعرب متضررون في منطقة الساحل عن شكرهم لأهالي إقليم شمال وشرق سوريا على المساعدات الإنسانية التي قُدمت لهم، وأكدوا أنها تحمل رسالة محبة وسلام، وتعكس عمق الأخوة بين السوريين.
أنهى الهلال الأحمر الكردي وبمشاركة عدد من المتطوعين القادمين من شمال وشرق سوريا، عملية إيصال المساعدات الإنسانية إلى المتضررين من الأحداث الأليمة التي حصلت ما بين السابع والعاشر من آذار الجاري في مختلف مناطق الساحل السوري.
واستمرت عمليات التوزيع ثلاثة أيام، بمشاركة متطوعين محليين من أهالي القرى والبلدات وبالتعاون مع المخاتير والوجهاء الذين سهّلوا عمليات تجهيز القوائم وتحضير المعلومات عن العوائل المتضررة.
وشملت مبادرة أهالي إقليم شمال وشرق سوريا مناطق عدة في الساحل، ووصلت المساعدات إلى الأهالي في رأس العين وقرفيص وقرى أخرى بجبلة، كما انطلقت شاحنات باتجاه القرداحة، فيما حصلت مئات العوائل على حصصها في المختارية والبصة وقرى أخرى بريف اللاذقية.
وتركت المبادرة أثراً في الساحل عموماً، كونها أول تواصل من نوعه ما بين سكان الساحل وشمال وشرق سوريا، حيث قال طارق شحادة أحد أبناء قرية قرفيص بريف جبلة لوكالتنا: "تشرفنا بزيارة من الأخوة بشمال شرق سوريا والهلال الأحمر الكردي والإدارة الذاتية، ومعهم حزمة من المساعدات لأهل القرية المتضررين بفعل الأحداث الأخيرة، وجودهم كان له دور كبير في بلسمة بعض الجراحات التي تعرّض لها أهل المنطقة".
وأضاف شحادة: "الرسالة التي وصلت من أخوتنا بشمال شرق سوريا هي رسالة محبة وخير وسلام ورسالة بناء بلد أفضل، ونحن في المقابل أكدنا لهم أننا أخوة، وصحيح أنه كان هنالك سياسة قاهرة ظالمة من قبل نظام بشار الأسد ربما فرقت السوريين عن بعضهم، وفرقت أبناء الساحل عن الأخوة الكرد، لكننا نبقى أخوة بالأمل والألم وأخوة بالنضال، ونحن نشكركم من قلوبنا ونأمل أن يبقى التواصل مستمراً".
بدوره، شكر أمجد سليمان وهو من أبناء قرية قرفيص بريف جبلة القائمين على المبادرة، التي قدمت الدعم على شكل مساعدات غذائية، وأيضاً الدعم المعنوي من خلال الكلام والتواصل مع الأهالي لتخفيف الحزن والألم الذي أصابهم بسبب الأحداث المأساوية التي حصلت بالفترة الأخيرة.
وأضاف: "إننا أخوة بالوطن وبالنضال ونأمل أن تكون الزيارات القادمة بظروف أفضل، كي نتمكن من تقديم الوفاء لإخوتنا ولو بشيء بسيط من الذي قدموه لنا بمحنتنا، وليس غريباً عنهم؛ فهم أهل النخوة والشجاعة وسنبقى أخوة في النضال حتى النهاية".
بدوره، وصف إبراهيم العيسى وهو من أبناء قرفيص في حديثه لوكالتنا: "المبادرة بالموقف التاريخيّ النبيل والمشرف والذي يعكس هوية وثقافة شعبنا وأهلنا في شمال وشرق سوريا، وأن هذه الوقفة التاريخية ليست مستغربة، وتعكس جذور الأخوة العميقة التي تجمعنا فالألم واحد والنضال واحد والمسار واحد".
وأكد العيسى، أن عقوداً من حكم البعث والظلم الذي وقع على اخوتهم الكرد فشلت فشل ذريع في إلغاء الأخوة فيما بينهم، وقال: "نحن باسم شعبنا في الساحل نؤكد أن المدد وصل والموقف التاريخيّ هذا لن ينسى، وأن شعوب شرق وشمال شرق سوريا من كرد وعرب وسريان وآشوريين وكلدان وأرمن مكانها في القلب في الساحل السوري".
ونوه العيسى إلى أن المتطوعين والفريق الذي رافق القافلة، خاطروا بأنفسهم لإيصال المساعدات.
أما أبو أحمد، وهو اسم مستعار لأحد سكان قرية المختارية في شمال اللاذقية فضل عدم الكشف عن هويته، تحدث عن الأثر الإيجابي الذي تركته المبادرة وقال: "المبادرة كانت ممتازة وشكراً جزيلاً لكم جميعا ونتمنى جميعا أن تتكرر هذه المبادرات للتخفيف عن أهالي القرى المنكوبة، ونرسل رسالة شكر ومحبة من جميع أهالي المناطق في الساحل لأهل في المناطق الشرقية على هذا الحس الإنساني الذي لامس جميع قلوب الأشخاص المجروحة المفجوعة، وإن شاء الله بهمة الجميع تعود الأمور أفضل وتعود المحبة بين الجميع".
وتمكنت مبادرة أهالي إقليم شمال وشرق سوريا، للأهالي في الساحل والتي أشرف الهلال الأحمر الكردي على تنظيمها وتوزيعا بمساعدة المجتمعات المحلية في شمال وشرق سوريا وفي الساحل، من إيصال ٦٠٠٠ سلة غذائية ونحو ٢٥٠٠ سلة مواد تنظيف و٣٥٠ طن من القمح، إلى آلاف العوائل في جبلة وبانياس والقرداحة واللاذقية.
ونجح الفريق المرافق باستكمال المهمة وعاد إلى مدين قامشلو والحسكة والرقة بعد إنهاء عملية التوزيع وإقامة أول احتفال في عيد نوروز وإشعال شعلة النور برفقة أهل الساحل، لتكتمل المهمة والرسالة في آن واحد، وتنجح في بلسمة الجراح وتزرع الأمل من جديد.
(أ لام)
ANHA