الصحف العربية تتناول التحولات الدراماتيكية التي يشهدها الشرق الأوسط
تثير التوترات المتزايدة في الشرق الأوسط تساؤلات حول إمكانية إعادة رسم خرائطه، في ظل الصراعات الممتدة من الحرب في غزة إلى التوتر بين أمريكا وإيران، إلى جانب الأوضاع غير المستقرة في سوريا ولبنان.

تناولت الصحف العربية الصادرة صباح اليوم، التحولات الدراماتيكية التي يشهدها الشرق الأوسط، في ظل تصاعد التوترات الإقليمية، بدءاً من الحرب في غزة وصولاً إلى التوتر المتزايد بين الولايات المتحدة وإيران. كما ركزت الصحف على جولة المفاوضات غير المباشرة بين روسيا وأوكرانيا في جدة، التي تأتي في محاولة للتوصل إلى هدنة، وسط تفاؤل حذر. وفي لبنان، شكل التصعيد الإسرائيلي الأخير في الجنوب محور اهتمام واسع، مع تزايد المخاوف من انزلاق البلاد مجدداً إلى دائرة الصراع.
من يستطيع تغيير خريطة الشرق الأوسط؟
صحيفة الشرق الأوسط أشارت إلى أن الحديث عن تغيير خريطة الشرق الأوسط يكتسب زخماً في ظل الأحداث المتسارعة، بدءاً من الحرب الإسرائيلية على غزة، والمواجهة المحتملة بين الولايات المتحدة وإيران أو إسرائيل وإيران، وصولاً إلى القلاقل في تركيا وسوريا.
وتساءلت الصحيفة هل يمكن أن تتغير الحدود بالفعل؟ بالنظر إلى التاريخ الحديث، نجد أن التغييرات في خرائط المنطقة كانت نادرة منذ الحرب العالمية الثانية، باستثناء تقسيم فلسطين عام 1947، وإنشاء إسرائيل عام 1948، وانفصال جنوب السودان عن شماله عام 2011. ورغم الصراعات العنيفة في العراق وسوريا واليمن وليبيا، لم يتم الاعتراف بأي تغييرات رسمية على الحدود.
لطالما عُدّت النزاعات في الشرق الأوسط ذات طابع ديني أو عرقي، كما حدث في السودان، حيث تم تصوير الصراع بين الشمال المسلم العربي والجنوب المسيحي الأفريقي كعامل رئيس للانفصال. لكن الواقع كشف أن السلطة والثروة والنفوذ هي المحركات الحقيقية للصراعات، بينما يتم استخدام الدين والعرق كأدوات للتعبئة.
وترى الصحيفة أن التاريخ يثبت أن تغيير الحدود لا يعني بالضرورة تحقيق الاستقرار. تقسيم فلسطين لم يحقق السلام، وانفصال جنوب السودان لم يمنع اندلاع صراعات داخلية. وعلى الرغم من محاولات بعض القوى، مثل إسرائيل وإيران، توسيع نفوذها، فإن إعادة رسم خريطة الشرق الأوسط لا تزال غير واقعية.
لبنان يخشى من استدراجه إلى بؤرة الصراع مجدداً
صحيفة العرب اللندنية تناولت التصعيد الإسرائيلي في جنوب لبنان، الذي يثير مخاوف من جر البلاد مجدداً إلى دوامة العنف، رغم اتفاق وقف إطلاق النار وتولي الجيش اللبناني السيطرة التدريجية على المناطق الحدودية تنفيذاً للقرار 1701.
ورأت الصحيفة أن "التصعيد الأخير يُعد الأخطر منذ 27 نوفمبر الماضي، ما يعزز المخاوف من تجدد المواجهات بشكل أوسع، في ظل استمرار التوترات بين إسرائيل وحزب الله".
قطار التسوية ينطلق اليوم
صحيفة الخليج سلطت الضوء على المفاوضات غير المباشرة بين روسيا وأوكرانيا، والتي تنطلق اليوم في مدينة جدة السعودية، برعاية أمريكية.
حيث إن الوفدان الروسي والأوكراني لن يلتقيا مباشرة، بل ستتولى الولايات المتحدة لعب دور الوسيط عبر "دبلوماسية مكوكية" لنقل وجهات النظر وتقريب المواقف، في محاولة للتوصل إلى هدنة لمدة 30 يوماً، بناءً على مبادرة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، التي وافق عليها الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والأوكراني فولوديمير زيلينسكي.
وهناك تفاؤل حذر بإمكانية تحقيق تقدم، لكن نجاح المفاوضات يعتمد على الاتفاق بشأن شروط وقف إطلاق النار، خاصة فيما يتعلق بالمطالب الروسية حول المناطق التي تسيطر عليها حالياً، مثل لوغانسك ودونيتسك وخيرسون وزابورجيا، إضافة إلى مطلب إعلان حياد أوكرانيا.
الوفد الروسي، الذي يقوده الدبلوماسي السابق غريفوري كاراسين ومستشار الأمن الفيدرالي سيرغي بيسيدا، أبدى استعداده للتعامل بروح إيجابية. وقد أثار اختيار روسيا لمفاوضين من خارج المؤسسات الدبلوماسية التقليدية تساؤلات، خصوصاً مع تأكيد الكرملين أن الرئيس بوتين شخصياً هو من اختار الوفد هذه المرة.
وفي ظل أجواء إيجابية بين موسكو وواشنطن، يرى مراقبون أن نجاح هذه الجولة قد يسهم في تقريب وجهات النظر بين البلدين، ما قد يفتح الباب أمام تفاهمات أوسع بخصوص الأزمة الأوكرانية.
(م ح)