"ممارسة فن الرسم تتغلّب على إعاقتي".. قصة تحدّي حنيفة لعجزها 

على الرغم من صعوبة التحكم بحركات جسدها بسبب ضمور أطرافها، لا تُعدّ حنيفة مرضها حاجزاً يمنعها من تحقيق أهدافها. بدلاً من ذلك، تستخدم موهبتها في الرسم لتحرير خيالها وأحاسيسها، وتحويلها إلى لوحات فنية رائعة.

"ممارسة فن الرسم تتغلّب على إعاقتي".. قصة تحدّي حنيفة لعجزها 
"ممارسة فن الرسم تتغلّب على إعاقتي".. قصة تحدّي حنيفة لعجزها 
"ممارسة فن الرسم تتغلّب على إعاقتي".. قصة تحدّي حنيفة لعجزها 
"ممارسة فن الرسم تتغلّب على إعاقتي".. قصة تحدّي حنيفة لعجزها 
"ممارسة فن الرسم تتغلّب على إعاقتي".. قصة تحدّي حنيفة لعجزها 
"ممارسة فن الرسم تتغلّب على إعاقتي".. قصة تحدّي حنيفة لعجزها 
28 آب 2024   07:00
حلب
نسرين شيخو

حنيفة عثمان من قرية ميسكة التابعة لمدينة راجو في عفرين المحتلة، وهي شقيقة 4 شبان و3 شابات، تعاني من شلل الأطفال ورغم كونه مرضاً غير وراثي، إلا أن عدداً من أفراد عائلتها مصابون بهذا المرض.

تحدّت حنيفة الظروف بشجاعة. فإعاقتها الجسدية التي عانت منها منذ الصغر، والتي تجعل من الصعب عليها التحكم بيديها، لم تسمح لإعاقتها بإيقاف طموحاتها، فحملت القلم وحوّلت ما يدور في مخيلتها إلى لوحات فنية ناطقة.

ظروف الإعاقة نقلتها من موهبة إلى أخرى!

حنيفة البالغة من العمر 56 عاماً، والتي توقفت عن التعليم عند منتصف المرحلة الابتدائية، كانت عضوة في فرقة الشهيد آمد للغناء التابعة لمركز جميل هورو للثقافة والفن في فترة اعتمادها على العكازات.

مرضها والذي يتفاقم مع تقدمها في العمر، منعها من إكمال مسيرتها في مجال الغناء، وجعلها تلجأ إلى الكرسي المتحرك؛ لذا اضطرت إلى التخلي عن تلك الموهبة، لتبدأ البحث عن موهبة تلائم وضعها الصحي.

تحويل الشعور إلى خطوط ورسوم

اختارت حنيفة، والتي تقطن في القسم الغربي من حي الشيخ مقصود في حلب، الرسم كبديل للغناء ووسيلةً للتعبير عما يجول في خاطرها متجاهلة إعاقتها التي تقيد حركتها، وتقول: "أحب ممارسة الحياة، ويستحيل كسر إرادتي مهما كان الواقع صعباً ومريراً".

ورغم أن حنيفة خضعت لعمليات جراحية في صغرها، إلا أن المرض كان أقوى من محاولات الشفاء، وتقول: "في البداية كنت أعتمد على أطرافي لكن مع تقدمي في العمر وبلوغي العقد الثالث من عمري، لجأت إلى العكازات وفي العقد الخامس خانني جسدي بالكامل وأصبحت على الكرسي المتحرك".

ممارسة هواية الرسم لازمت حنيفة منذ صغرها، لكنها لم تولها أي اهتمام، ولم تعتمدها كروتين يومي حتى وفاة والدتها، حيث حولت الحزن الذي لم تنطق به، إلى رسوم على صفحات دفترها لتخفف وطأة فقدها لوالدتها عام 2013.

العجز هو عجز الروح والإرادة والعقل وليس الجسد

رفضت حنيفة أن تبقى فترة طويلة في المستوى نفسه، ولصقل موهبتها وتعلم المزيد من تفاصيل الرسم، بدأت بتلقي التدريبات في مركز حركة الهلال الذهبي لتحسين رسوماتها وإتقان هذه الموهبة باحترافية منذ قرابة أربعة أشهر.

وتجد حنيفة في التدريبات التي تتلقاها فائدة في تخطي المرحلة الأولى من خطوات تعلم الرسم إلى مراحل متقدمة أخرى، مشيرةً إلى أهدافها "سأضع اسمي بين أسماء الرسامين الماهرين المعروفين في العالم".

ولأن حنيفة تجد في الإرادة القوية والروح المفعمة بالأمل تعويضاً عما فقدته من أطراف وحواس، تقول: "لم أنظر إلى الكرسي الذي أقضي معظم أوقاتي بالجلوس عليه نظرة دنيئة، بل كان السبب في أن يميزني عن غيري، ولا أرى نفسي عاجزة أبداً فالعجز هو عجز الروح والإرادة والعقل وليس الجسد".

من يريد يستطيع

وتلفت إلى عزيمتها بالقول "أجد نفسي قوية أيضاً؛ لأن الأمل الذي أتمسك به يحييني، والتفاؤل سر استمراريتي في الحياة، ومن يريد يستطيع بالنهاية".

وتميل حنيفة إلى رسم كل ما هو هادئ سواء أكان طبيعة أم شخصيات أم حيوانات أليفة، وحتى ما هو جامد بقلم الرصاص أو الألوان الخشبية، لكنها لم تشارك في المعارض والمهرجانات حتى الآن.

(ك)