قتلُ 34 صحفياً وصحفية في جنوب كردستان

قتلت دولة الاحتلال التركي والحزب الديمقراطي الكردستاني على مدار 31 عاماً الماضية 34 صحفياً وصحفيّة.

قتلُ 34 صحفياً وصحفية في جنوب كردستان
28 آب 2024   05:00
مركز الأخبار
جيهان بيلكين

سيطر الحزب الديمقراطي الكردستاني شيئاً فشيئاً على الحكومة التي تأسّست في مدن جنوب كردستان، دهوك وهولير والسليمانية، بعد طرد قوات صدام حسين منها عام 1991، وأدّت سيطرة الديمقراطي الكردستاني على الحكم إلى تزايد الضغوط على شرائح المجتمع، فقد تعرّض المطالبون بحقوقهم في دهوك وهولير الخاضعتين لسيطرة الحزب الديمقراطي الكردستاني للقمع واستُهدف الصحفيون الساعين إلى إيصال هذه الوقائع. 

ويتعرّض الصحفيون الذين يكشفون الفساد، وانتهاك الحقوق، والاختطاف وهجمات دولة الاحتلال التركي وعميلها الحزب الديمقراطي الكردستاني، للتعذيب والقتل منذ عام 1992.

ومن عام 1993 وحتّى العام الحالي 2024، قُتل في جنوب كردستان 34 صحفياً وصحفيّة.

رؤوف كامل عقراوي: أوّل صحفي تعرّض للقتل في جنوب كردستان

وُلد الصحفي رؤوف كامل عقراوي في ناحية عقرة في دهوك عام 1951، حاز على المرتبة الأولى في كلية الاقتصاد في جامعة الموصل، والمرتبة الثانية على مستوى العراق بين عامي 1976 و1977، عمل بعد عام في مركز دهوك الاستراتيجي، وتولّى رئاسة تحرير صحيفة طريق الكادحين (ريغاي رنكديران) باللغتين الكردية والعربية.

في عام 1992، زار عقراوي أكاديمية معصوم كوركماز في البقاع، والتقى بالقائد عبد الله أوجلان من أجل وضع حدّ للحرب بين حزب العمال الكردستاني والحزب الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني.

قُتل رؤوف كامل عقراوي أمام منزله في دهوك على يد مسلّحين في الـ 26 من أيار عام 1993، ولم تعرض أسايش دهوك جثمانه لذويه ولم تسمح حتّى بالتحقيق في الهجوم.

ويُعدّ الصحفي رؤوف كامل عقراوي أوّل صحفي تعرّض للاغتيال في جنوب كردستان بعد انتفاضة 1991.

مقتل 20 صحفياً خلال مجزرة هولير

في الـ 16 من أيار عام 1997، شنّ الحزب الديمقراطي الكردستاني بالتحالف مع دولة الاحتلال التركي هجوماً على الاتحاد الوطني الديمقراطي الكردستاني (YNDK) واتحاد ميزوبوتاميا الثقافي، الاتحاد النسائي الكردستاني الحر، ومستشفى كان يتعالج فيه الكريلا، والهلال الأحمر الكردي، وصحيفتي ولات ووطن الشمس، وبحسب الوثائق الرسمية، قُتل 63 سياسياً ومثقفاً ومقاتلاً جريحاً من قوات الكريلا و20 صحفياً وصحفية يعملون في مؤسسات روج، وطن الشمس وفضائيّة (Med TV).

الصحفيون الذين قُتلوا خلال مجزرة هولير: محمد نادر كزنيي من مواليد هولير عام 1970، آزاد محمد من مواليد راوندوز عام 1971، شفانا هملاو من مواليد السليمانية عام 1971، إدريس علي محمد من مواليد بنجوين عام 1973، رجب محمد صالح من مواليد كلار عام 1973، كلاويج كمال حسن من مواليد السليمانية عام 1971، خالد نجيب من مواليد السليمانية عام 1973، حامد برزنجي من مواليد كركوك عام 1973، إسماعيل عبد الله كرده من مواليد شقلاوة عام 1972، كلاويج عارف محمود من مواليد السليمانية عام 1975، شيخ كاميران هيران من مواليد هيران عام 1968، بَري عثمان محمد من مواليد السليمانية عام 1973، ناهدة حماد صالح من مواليد السليمانية عام 1971، كوناي كجلماز من مواليد بازارجخ عام 1971، ميرخاز سري كانيه من مواليد سري كانيه عام 1970، روني ملاذكرد من مواليد ملاذكر عام 1978، روزا يوسف من مواليد ديرك عام 1969، جوان شيخو من مواليد ديرك عام 1965، سركوت خانقيني من مواليد خانقين عام 1972، بكر دوغان من مواليد رها عام 1968.

عبد الستار طاهر شريف

وُلد الطبيب والسياسي والصحفي والكاتب عبد الستار طاهر شريف في كركوك عام 1935، كتب في صحيفتي " Lîvîn" و" Rojname" ووكالة " Cemawer Niyoz" مقالات انتقد فيها حكومة جنوب كردستان، قُتل في حي رحيم أفا في كركوك في الـ 3 من آذار عام 2008، وتستّر الحزب الديمقراطي الكردستاني على مقتله.

صوران مامي حمي

وُلد صوران مامي حمي المعروف باسم صوران محمد عزيز في حي شوريج في كركوك في 2 شباط عام 1986.

عمل في كركوك كمراسل لصحفية كردستان رابورت عام 2006، ثمّ شغل منصب مسؤول مكتب الصحيفة، كما تعيّن صوران مامي حمي الذي كان مسؤول مركز جالكي وعضو جمعية كتّاب صحيفة نوغرسلمان، مسؤول مكتب صحيفة لفين (Livîn) في كركوك عام 2006.

أجرى الصحفي صوران مامي حمي تحقيقات صحفيّة حول فساد حكومة جنوب كردستان، فاعتُقل عدّة مرات من قبل القوات الأمنية والسلطات الحكومية.

قُتل صوران مامي حمي أمام منزله في كركوك في الـ 21 من تموز عام 2008، بينما كان يدرس في قسم الفنون البصرية في كلية الفنون الجميلة في كركوك.

سردشت عثمان

وُلد في هولير في الـ 25 من كانون الأول عام 1987، درس سردشت عثمان قسم اللغة الإنكليزية في جامعة صلاح الدين وبدأ العمل في المجال الإعلامي عام 2004، ونشر في صحف ومجلات؛ كردستان بريس، كردستان نت، لفين بريس، هولاتي، أوين وآشتينامه، أخباراً ومقالات انتقد فيها العراق وجنوب كردستان.

 في الـ 3 من أيار عام 2010، عُثر على جثة الصحفي سردشت عثمان الذي اختُطف في هولير من قبل مجهولين مرمياً على طريق مزارع الواقع قرب شارع دميز في الموصل، وعليها آثار تعذيب وحشي.

وداد حسين

وُلد وداد حسين علي في قرية الكنعان التابعة لناحية غفر في جولميرك في الـ 17 من كانون الثاني عام 1988، اضطرّ إلى الانتقال إلى مدينة دهوك مع عائلته جرّاء الضغوط التركية.

اختُطف مراسل روج نيوز (Rojnews) وداد حسين في حي مالطا في دهوك في الـ 13 من آب عام 2016، وأُلقي على الطريق الواصل بين دهوك وسيمال بعد نصف ساعة من اختطافه، وهو مصاب بجروح بليغة وعلى جسده آثار تعذيب عنيف، استُشهد على إثرها.

وفقد الحزب الديمقراطي الكردستاني سجلات أكثر من 100 كاميرة مراقبة كانت قد رصدت وداد حسين حتّى مكان إصابته.

دنيز فرات

وُلدت دنيز فرات (ليلى يلدزتان) في ناحية جالدران في وان عام 1984، نُفيت دنيز فرات مع عائلتها إلى شرق كردستان ثم جنوب كردستان بسبب هجمات دولة الاحتلال التركي، واستقرت مع عائلتها في مخيم زيلي.

ناضلت دنيز فرات لسنوات طويلة من أجل المرأة الكردية والشعب الكردي، وانخرطت في أعمال إعلام المرأة عام 2007، وعملت في مجلة الإلهة زيلان، راديو صوت الوطن (Dengê Welat) والعديد من الوكالات والمحطات الفضائيّة.

واستُشهدت الصحفية دنيز فرات في الـ 8 من آب عام 2014، أثناء تغطيتها للهجمات التي شنّها داعش على مخمور في الـ 6 من آب عام 2014.

آكر بانه

وُلد الصحفي آكر بانه (آمانج رسولي) في مدينة بانه في شرق كردستان عام 1988، بدأ العمل في مجال الإعلام وهو لا يزال شاباً وعمل في شنكال ومناطق الدفاع مديا، واستُشهد في الـ 11 من آذار عام 2016 أثناء تغطيته لعملية "انتقام وادي شلو" التي انطلقت ضدّ مرتزقة داعش المدعومين من قبل الدولة التركية.

كاوا كرمياني

وُلد الصحفي كاوا أحمد محمد الملقب بكاوا كرمياني في مدينة رشت في شرق كردستان عام 1979، بدأ العمل في المجال الإعلامي عام 2002 بالتصوير.

وأجرى تحقيقات صحفيّة حول فساد السلطة ونشر عام 2011 كتاباً باسم "كرميان بالوثائق السوداء".

تعرّض المحرّر في مجلة رايل ومالكها والصحفي في صحيفة أوين كاوا كرمياني في الـ 5 من كانون الأول عام 2013 لإطلاق الرصاص أمام منزله في كلار، وفقد حياته.

شكري زين الدين

اختُطف مراسل (KNN TV) شكري زين الدين من قرية بانيسرا التابعة لبلدة شيلادز في ناحية آمدية في دهوك في الـ 1 من كانون الأوّل عام 2016، ليُعثر على جثته في قرية قرب ناحية آمدية بعد 4 أيام من اختطافه.

واقتحمت القوات المسلّحة التابعة للحزب الديمقراطي الكردستاني منزل الصحفي قهرمان ريكاني، وهو نجل شكري زين الدين في الـ 27 من كانون الثاني عام 2021، وألقت القبض على ريكاني واقتادته إلى مكان مجهول، وحاكم القضاء في جنوب كردستان الصحفي قهرمان ريكاني في الـ 24 من حزيران عام 2021 بدون محاميين وحكم عليه بالسجن لـ 7 سنوات.

نوجيان أرهان

وُلدت الصحفية نوجيان أرهان (توبا آكيلماز) في ناحية حلوان في رها في الـ 1 من كانون الثاني عام 1987، بدأت العمل في المجال الإعلامي لإيصال الظلم الذي يتعرّض لها شعبها إلى العالم، وعملت كصحفية في جنوب كردستان وقنديل وشنكال.

استُهدفت الصحفية نوجيان أرهان من قبل قوات الحزب الديمقراطي الكردستاني، في بلدة خانصور في شنكال في الـ 3 من آذار عام 2017 أثناء تغطيتها للوضع هناك، وأُصيبت برصاصة في رأسها لتستشهد على إثرها في مستشفى الحسكة في الـ 22 من الشهر ذاته.

ناكهان آكارسال

وُلدت الكاتبة وعضوة مركز الجنولوجيا للأبحاث والصحفية ناكهان آكارسال في ناحية جيهان بيلي في قونيا عام 1977، التحقت بعد تخرّجها من كلية الصحافة في جامعة غازي بقسم دراسات المرأة في معهد العلوم الاجتماعية في جامعة أنقرة، ودرست في القسم لعام.

عملت كمحرّرة ومراسلة في وكالة دجلة للأنباء من عام 2008 وحتّى عام 2014، وكتبت في صحف أوزغور كوندم (Ozgur Gundem)، كونلك (Gunluk) ويني أوزغور بوليتيكا (Yenî Ozgur Polîtîka) وشاركت في تأسيس مجلة أوزغور كادن (Ozgur Kadin) وكانت عضوة في هيئة النشر في مجلة الجنولوجيا، وعملت قبل استشهادها على تأسيس مكتبة للمرأة الكردية في السليمانية كمشروع مركز للعلوم والأبحاث والأرشيف.

واغتيلت ناكهان آكارسال في الـ 4 من تشرين الأول عام 2022، حيث تعرّضت لهجوم مسلّح نفّذته أجهزة الاستخبارات التركية قرب منزلها في حي بختياري في السليمانية.

مراد ميزرا

وُلد الصحفي مراد ميرزا في شنكال عام 1997، بدأ العمل في راديو جرا (Çira FM) الربيع الفائت (2024) لإيصال صوت أهالي شنكال إلى العالم، وهو متزوج وأب لـ 3 أطفال.

استهدفت دولة الاحتلال التركي في الـ 8 من تموز عام 2024، سيارة تقلّ صحفيي (Çira TV) و(Çira FM) بالطيران المسيّر، أثناء تغطيتهم للذكرى السنوية لفرمان 3 آب 2014، ما أسفر عن إصابة 3 صحفيين و4 أشخاص كانوا يمرون بالطريق واستُشهد مراد ميرزا الذي كان قد أُصيب أيضاً خلال الهجوم في الـ 11 من تموز عام 2024.  

كلستان تارا وهيرو بهاء الدين

وُلدت الصحفية كلستان تارا في أيله في شمال كردستان في الـ 24 من كانون الثاني عام 1983، عملت في العديد من المناطق كصحفية في ميدان الإعلام الكردي الحر، وواصلت عملها الصحفي في شمال وشرق سوريا خلال الثورة، وتابعت عملها بعد ذلك في جنوب كردستان (منذ عام 2018)، وسعت كلستان تارا إلى كشف فساد الحكومة وهجماتها ومخططاتها ضدّ المرأة الشعب الكردي في جنوب كردستان عموماً.

هيرو بهاء الدين صحفية من جنوب كردستان، عرفت بموقفها الشجاع، وبأنها منارة الحقيقة ضدّ دولة الاحتلال التركي ونهج الخيانة، وأصبحت بموقفها الثابت هذا مثالاً لجميع الصحفيات.

وقصفت دولة الاحتلال التركي سيارة الصحفيتين العاملتين في ميدان الإعلام الحر؛ هيرو بهاء الدين وكلستان تارا في ناحية سيد صادق السليمانية في الـ 23 من آب عام 2024، وأسفر الهجوم عن استشهاد الصحفيتين كلستان وهيرو وإصابة عددٍ من الصحفيين والصحفيات.

249 انتهاكاً لحقوق الصحفيين خلال عام 2023

ترتفع حصيلة جرائم حكومة جنوب كردستان بحق الصحفيين يوماً بعد يوم، فبحسب تقرير مركز ميترو لحماية حقوق الصحفيين النشط في جنوب كردستان لعام 2023، واجه 257 صحفياً 249 انتهاكاً لحقوقهم، إذ منعوا من القيام بعملهم 134 مرّة وتمّت مصادرة معداتهم 38 مرّة، وتعرّضوا للتهديد والاعتداء 27 مرة وسُجّلت 5 حالات تعرّض فيها الصحفيون للاعتقال.

ويقبع عشرات الصحفيين في سجون الحزب الديمقراطي الكردستاني بشكل غير قانوني، منهم المحرّر في القسم العربي في وكالة روج نيوز، سليمان أحمد الذي أُلقي القبض عليه من قبل قوات الحزب الديمقراطي الكردستاني أثناء عودته من روج آفا إلى جنوب كردستان في الـ 25 من أيلول عام 2023، ويُعتقل منذ 308 أيام بشكل غير قانوني.

(ر)