الصراع على كركوك والعلاقات الإيرانية الروسية محورا الصحف العربية

يرى محللون أن أزمة كركوك ليست محلية وحسب، بل أن القوى الإقليمية، كتركيا وإيران، لا تزال تتربص بسياسة المنطقة وتحاول كلاهما الوصول إلى وضع سياسي يخدم طموحاتهما فيها، في حين لا يزال "ممر زانجيزور" محل نزاع مستمر بين إيران وروسيا، في ظل مخاوف إيرانية قائمة من تطويق إيران كلياً (في القوقاز) من قِبَل تركيا وأذربيجان.

الصراع على كركوك والعلاقات الإيرانية الروسية محورا الصحف العربية
4 يلول 2024   09:49
مركز الأخبار

تناولت الصحف العربية الصادرة اليوم، الصراع الداخلي والإقليمي على كركوك، إلى جانب العلاقات الإيرانية الروسية والاستياء المصري من إسرائيل.

صراع داخلي وتنافس إقليمي يبقيان الباب مفتوحاً أمام صراعات جديدة في كركوك

ترى صحيفة العرب اللندنية أن بزور الصراعات السياسية في كركوك لا تزال قائمة في ظل تضارب مصالح الفرقاء السياسيين في العراق.

ورغم أن الخلاف السياسي في كركوك يبدو محلياً بطبيعته، إلا أن القوى الإقليمية قد أبدت اهتماماً أيضاً بمجلس المحافظة. فالأزمة التي تشهدها محافظة كركوك هي امتدادٌ للتنافس الإقليمي بين تركيا وإيران على المنطقة، وتحاول كلاهما الوصول إلى وضع سياسي يخدم طموحاتهما فيها.

وتصور تركيا نفسها على أنها راعية وحامية للتركمان العراقيين، وهم مجتمع عرقي ولغوي تركي ويشغل هذا الخطاب حيزاً كبيراً في خطابها السياسي الموجه إلى العراق.

وهناك قضايا أخرى تثير اهتمام تركيا بكركوك بخلاف التركمان، حيث يلعب النفط دوره في هذه الأزمة، إذ تضم كركوك، حقل بابا كركر، وهو أول حقل مكتشف في العراق منذ عام 1927، وثاني أكبر حقول العالم، إضافة إلى 5 حقول عملاقة أخرى، يقدر احتياطيّها بنحو 13 مليار برميل، ينتج منه 400 ألف برميل يومياً.

وتطمح الحكومة التركية بالسيطرة على هذه الحقول، أو الاستفادة من عائدات تصديرها عبر الخط الرابط بين كركوك وميناء جيهان التركي.

طهران تطالب "الحليف" الروسي باحترام مصالحها في جنوب القوقاز

عن العلاقات الإيرانية الروسية، ذكرت صحيفة الشرق الأوسط أن استدعاء السفير الروسي إلى مقر وزارة الخارجية الإيرانية وإبلاغه بـ "ضرورة مراعاة مصالح الأطراف واحترام مبادئ السيادة الوطنية وسلامة أراضي الدول الأخرى"، تحرك دبلوماسي نادر بالنسبة إلى العلاقات الوثيقة بين موسكو وطهران.

وتضيف الصحيفة أن هذه الخطوة تعد إشارة جديدة إلى استمرار تباين المواقف بين موسكو وطهران حيال ترتيبات الوضع الإقليمي في منطقة جنوب القوقاز، خصوصاً على خلفية إعلان موسكو التزامها بتنفيذ "اتفاقات فتح المعابر"، ما دفع السلطات الإيرانية إلى استدعاء السفير أليكسي ديدوف.

وبدا واضحاً أن التحرك الاحتجاجي الإيراني جاء رداً على تصريحات أطلقها وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، الإثنين.

وكان لافروف انتقد، في وقت سابق رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان الذي نفى في تصريحات سابقة أن تكون بلاده تباطأت في تنفيذ بعض بنود اتفاقات وقف النار مع أذربيجان، خصوصاً في الشق المتعلق بفتح "ممر زانجيزور" الذي يفترض، وفقاً للاتفاقات، أن يربط أراضي أذربيجان بإقليم ناختشيفان الأذري المعزول.

وفسر حديث لافروف في طهران بأنه دعم مباشر لمواقف باكو وتجاهل لاعتراضات طهران التي ترى في تلك الاتفاقات التي جرى التوصل إليها من دون مشاركة إيران انتهاكاً لمصالحها التجارية والاقتصادية.

ووفقاً لخبراء، فإن القلق الإيراني ناجم عن أن انقطاع حدودها مع أرمينيا سوف يسفر عن تطويق إيران كلياً (في القوقاز) من قِبَل تركيا وأذربيجان صاحبتَيْ العلاقات غير الودية بها، لا سيما أذربيجان صاحبة العلاقات الوطيدة بإسرائيل، والتي اتُّهِمَت باستمرار بأنها قاعدة للنشاطات الاستخباراتية الإسرائيلية الموجَّهة ضد إيران.

مصر مستاءة من "خريطة نتنياهو" بسبب محور فيلادلفيا

من جانبها، ذكرت صحيفة العربي الجديد أن مصر أخطرت رسمياً الجانب الإسرائيلي، عبر القنوات الدبلوماسية باستيائها بسبب الخريطة التي استخدمها رئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في مؤتمر صحفي، أول أمس الإثنين، لشرح أسباب رفضه الانسحاب من محور فيلادلفيا المتاخم للحدود المصرية.

وبحسب ما علمه "العربي الجديد"، فإن سبب الاستياء المصري يرجع لكون محور فيلادلفيا ظهر في الخريطة كمنطقة عسكرية مسلحة بما يخالف اتفاقية كامب ديفيد الموقعة بين الجانبين عام 1979، وكذلك لكون الخريطة حملت طابعاً رسمياً باستخدام رئيس الحكومة لها خلال المؤتمر، ويعدّ محور فيلادلفيا جزءاً رئيساً مما يعرف بالمنطقة (د) المنصوص عليها في الاتفاقية.

ووفقاً لما اطلع عليه "العربي الجديد" فإنه قبيل المؤتمر الصحفي الذي استعرض فيه نتنياهو الخريطة، وحمّل فيه مصر مسؤولية تهريب الأسلحة لقطاع غزة، كانت اتصالات قد جرت بين مسؤولين إسرائيليين ومصريين نقلوا خلالها رسالة من نتنياهو للقاهرة، مفادها أنه مستعد للتفاوض بشأن محور فيلادلفيا خلال المرحلة الثانية من المفاوضات الخاصة بصفقة الأسرى، لكن المسؤولين المصريين رفضوا تلك الصيغة، مؤكدين أنهم لن يقبلوا إلا بتعهد بالخروج من المحور حتى لو كان ذلك في مرحلة لاحقة، وليس التفاوض حول مصير المنطقة.

وفي سياق قريب علم "العربي الجديد" أن هناك "توافقاً مصرياً تركياً على إصدار بيان مشترك في ختام زيارة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لأنقرة المقررة اليوم الأربعاء، يتضمن تأكيد القاهرة وأنقرة على ضرورة الانتقال لعملية تنفيذ ما جاء في مبادرة الرئيس الأميركي جو بايدن لإنهاء الحرب، وأن أجندة القمة المصرية التركية تتضمن محادثات معمقة بشأن اليوم التالي في غزة، عقب انتهاء الحرب، والتعاون حول تشكيل إدارة مدنية تحظى بتوافق داخلي ودولي".

(د ع)