الصحافة في قبضة الديكتاتورية والانتهاكات تتصاعد في الشرق الأوسط

أوضحت الصحفية والناشطة الحقوقية اللبنانية ناهلة سلامة، أن ما حصل مع الصحفي سليمان أحمد من عملية خطف متعمدة من قبل الحزب الديمقراطي الكردستاني، انتهاك لحقوق الإنسان وحرية الصحافة، وقالت: "كل هذا الانتهاكات تحدث دون أن يرف جفن الدول التي وضعت القوانين والمواثيق التي تنص على حماية حرية الصحفيين".

الصحافة في قبضة الديكتاتورية والانتهاكات تتصاعد في الشرق الأوسط
11 تموز 2024   07:30
بيروت
رانيا عبيد

يُعدّ الشرق الأوسط مسرحاً لانتهاكات جسيمة تمارس ضدّ الصحافة الحرة، بدءاً من الاعتقال التعسفي، مروراً بالخطف، وصولاً إلى القتل. وتُشكّل هذه الممارسات القمعية خطراً جسيماً على حرية الصحافة والتعبير، وتُعيق حقّ الشعوب في الحصول على معلومات دقيقة وموثوقة.

ولم تقتصر الانتهاكات على القتل، بل طالت أيضاً الاعتقال والاحتجاز التعسفي، والترهيب والمضايقات، والرقابة على المحتوى الصحفي.

وهذا ما حصل مع الصحفي سليمان أحمد المختطف منذ تشرين الأول ٢٠٢٣، أي ما يقارب الثمانية أشهر، دون معرفة مصيره على الرغم من الإدانات والدعوات التي تطالب بحريته.

الحزب الديمقراطي الكردستاني خطفه وخاف من صوته الحر، هكذا تُقمَع الأصوات المعارضة، فيصبح الصحفي ضحية الاضطهاد والملاحقة، مع الإشارة إلى غياب المساءلة والعقاب على الجرائم المرتكبة ضدّ الصحفيين في استمرار الانتهاكات دون رادع.

وفي آخر انتهاك ضد الصحافة الحرة، استهدف الاحتلال التركي في 7 تموز، طاقم عمل قناة “جرا تي في” وراديو “جرا تي في"، جوي في قضاء شنكال.

انتهاكات الصحفيين في الدول العربية بالأرقام

إن أسوأ ما تمارسه الديكتاتورية في العالم هو قمع الصحفيين، من خلال تهديدهم وخطفهم واعتقالهم بشكل غير قانوني وصولاً إلى قتلهم، وهذا ما نشهده في الآونة الأخيرة، تقول الصحفية والناشطة الحقوقية ناهلة سلامة لوكالتنا: "التقارير تبيّن بالأرقام أن الانتهاكات بحق الصحفيين منذ العام 2018 ازدادت بشكل كبير، ففي فلسطين وصلت إلى 1549 انتهاكاً وفي سوريا وصلت إلى 268 انتهاكاً، وفي لبنان سجلت الأرقام 629 انتهاكاً، وهذا مؤشر خطير يهدد حرية الصحافة".

أوضحت ناهلة سلامة: "وآخر الانتهاكات ما حصل مع الصحفي سليمان أحمد من عملية خطف متعمدة من قبل الحزب الديمقراطي الكردستاني، فسليمان كان عائداً من زيارة لأهله، وهذا انتهاك لحقوق الإنسان وحرية الصحافة. لقد استنكر الحزب الديمقراطي الكردستاني عملية الاختطاف معتبراً أن لا علاقة لها بطبيعة عمل سليمان أحمد، لكن الحقيقة عكس ذلك وتوضح حجم القمع وكمّ الأفواه للأصوات المعارضة والتي تحارب في سبيل الحقيقة". وتساءلت ناهلة سلامة لماذا اختُطف الصحفي سليمان أحمد في ظروف غامضة؟ ولماذا لم يسمح لمحاميه من اللقاء به إلا بعد 7 أشهر دون، منحهم معلومات صحيحة وافية حول أسباب اعتقاله؟

العالم الغربي يصمت أمام الانتهاكات الممارسة بحق الصحفيين

وأكدت ناهلة سلامة أن هذه الانتهاكات تحدث دون أن يرف جفن الدول التي وضعت القوانين والمواثيق التي تنص على حماية حرية الصحفيين وأرغمت الدول العربية والمنطقة على التوقيع عليها، دون تنفيذها، دون مراجع، دون محاسبة.

وأوضحت ناهلة سلامة أن المطلوب اليوم، إعادة النظر بهذه المواثيق والقوانين وإجبار الدول العربية والمنطقة على تنفيذها، وقالت: "لكن في الوقت عينه كيف يمكنها أن تطبق هذه القوانين في ظل هيمنة الميليشيات والأحزاب الديكتاتورية والأنظمة القمعية؟".

وتساءلت: "اليوم من يحمي الصحفيين في العالم العربي والغربي؟ للأسف الإجابة لا أحد يحمي الصحفيين".

ونوّهت إلى أخطر التهديدات التي تمارس في الآونة الأخيرة بحق الصحفيين، وقالت: "يمكن أن نشهدها أيضاً عبر مواقع التواصل الاجتماعي، فأي رأي لصحفي معارض قد لا يعجب الرأي الآخر يؤدي إلى تهديد الصحفي بكل الطرق من الخطف إلى الابتزاز وصولاً إلى القتل".

ووصفت ناهلة سلامة واقع الصحافة اليوم بالخطير، ودعت الدول التي وضعت قوانين ومواثيق حماية الصحفيين بإعادة النظر بالقوانين والمواثيق التي وضعتها من أجل الحد من هذه الممارسات والانتهاكات والأعمال القمعية بحق الصحفيين الذين يقومون بواجبهم المهني ورسالتهم في نقل الحقيقة.

(أ ب)

ANHA