جميل بايك: لولا PDK لما تمكّن الاحتلال التركي من التقدم خطوة واحدة

أكد جميل بايك: "لولا مساعدة الحزب الديمقراطي الكردستاني، لما تمكنت الدولة التركية من اتخاذ خطوة واحدة نحو جنوب كردستان، حالياً، ليس هناك حرب قائمة بين حزب العمال الكردستاني والحزب الديمقراطي الكردستاني، بل الحرب بين حزب العمال الكردستاني والمحتلين-الخونة".

جميل بايك: لولا PDK لما تمكّن الاحتلال التركي من التقدم خطوة واحدة
31 تموز 2024   13:38
مركز الأخبار

تحدث الرئيس المشترك للمجلس التنفيذي لمنظومة المجتمع الكردستاني، جميل بايك، في برنامج خاص لفضائية ستيرك TV، وقدم تقييمات مهمة حول القضايا المطروحة على جدول الأعمال، وأكد أن العزلة المفروضة على القائد عبد الله أوجلان وصلت إلى حد التعذيب.

وأكد جميل بايك: "كان من المهم أن يظهر 69 من الحائزين على جائزة نوبل والسيناتور الفرنسي باسكال سافولديلي ردود أفعالهم ضد العزلة"، وأضاف أنه حتى يتم حل القضية الكردية فإن الدولة التركية ستستمر في سياسات الإبادة الجماعية، والقضية الكردية ستُحل من خلال ضمان الحرية الجسدية للقائد عبد الله أوجلان.

وشدد بايك على أنه لا ينبغي للحكومة العراقية أن تتورط في الخطط الاحتلالية للدولة التركية، وتابع: "أود أن أغتنم هذه الفرصة لتحذير الحكومة العراقية؛ ألّا تخدم سياسة الإبادة الجماعية التي تنتهجها الدولة التركية، فهذا من شأنه أن يسبب ضرراً كبيراً للعراق، وعلى المعارضين للتحالف التركي في العراق وجنوب كردستان ألا يقتصر ردود أفعالهم على مجرد الإدلاء بالتصريحات، إذا كنتم تظنون أن هذا التحالف يسبب ضرراً كبيراً، فعليكم الوقوف ضده، وعليكم أن تطردوا المحتلين من بلدكم".

وأوضح بايك أنه في الآونة الأخيرة، يريد أردوغان بإصرار إجراء اللقاء مع الأسد، لكنه لم يتخلَّ عن هدفه المتمثل في احتلال سوريا ولم يفعل سوى تغيير تكتيكاته، وذكر أن أردوغان تسبب في تدمير سوريا، وفقدان حياة الآلاف من الأشخاص وتهجير الملايين من أرضهم.

فيما يلي نص المقابلة:

- تستمر العزلة المشددة والتعذيب اللذان يتعرض لهما القائد عبد الله أوجلان دون انقطاع، ومما لا شك فيه، أن نضال الشعب الكردي وأصدقائه يستمر أيضاً على قدم وساق دون انقطاع، ومؤخراً، نشر 69 من الحائزين على جائزة نوبل بياناً يطالبون فيه بحرية عبد الله أوجلان، كما تقدم السيناتور الفرنسي باسكال سافولديلي بطلب إلى وزارة العدل التركية للقاء القائد عبد الله أوجلان، ما الذي تودون قوله بخصوص هذا الموضوع؟

قبل الإجابة على سؤالكم، أودُّ أن أوضح هذا الأمر؛ لقد اُرتكبت العديد من المجازر بحق أبناء شعبنا في العديد من الأماكن في شهر تموز، وبهذا الصدد، أدين من ارتكب هذه المجازر، وهذه ليست مجازر عادية، فعلى سبيل المثال، كانت معاهدة لوزان الموقعة في 24 تموز بمثابة تحالف ضد الكرد، وشنّت دولة الاحتلال والاستبداد التركية في هذا الشهر هجوماً كبيراً ضد حركتنا وشعبنا، وهذه المجازر مستمرة حتى الآن منذ تاريخ معاهدة لوزان، ويناضل الشعب الكردي أيضاً ضد هذا التحالف، وقد خطا شعبنا خطوات كثيرة من خلال نضاله، ولكن لم يتم إزالة هذا التحالف الذي تطور ضد الكرد تماماً، وحتى أن عدو الشعب الكردي يريد تجديد التحالف ويعمل جاهداً من أجل ذلك أيضاً، واعتقد أن الشعب الكردي سيقضي على هذا التحالف نهائياً، لأن هذا التحالف ينكر الشعب الكردي ويقسمه ويدمره، ولا يمكن للكرد مواصلة حياتهم مع هذا التحالف، وعلى أي حال، الكرد على دراية بذلك الأمر.

وبتاريخ 27 تموز، اُرتكبت مجزرة كبيرة بحق أبناء شعبنا في روج آفا وحلب وقامشلو، حيث قتلوا 62 شخصاً من أبناء شعبنا في قامشلو وحدها، وأصيب العديد من الأشخاص، وإنني أدين من ارتكبوا هذه المجزرة، وينبغي أن تكون هذه المجزرة سبباً لدفع شعبنا إلى تعزيز نضاله التحرري بشكل أكبر، كما اُرتكبت مجزرة كبيرة بحق أبناء شعبنا في قلقيلي خلال شهر تموز من العام 1930، ويتبنى شعبنا شهداءه دائماً في هذا الشهر، وعليه أن يتبناهم أيضاً، وفي 3 تموز، في 10 تموز استشهد مقاتلي ومقاتلات الكريلا جراء استخدام الأسلحة الكيماوية، إنني استذكر جميع شهدائنا بكل احترام.

ويقترب  يوم الـ 3 من آب، ففي الـ 3 من آب 2014، اُرتكبت المجازر ضد شعبنا الإيزيدي، ولا يزال خطر الإبادة ضد شعبنا الإيزيدي مستمراً، وبهذا الصدد، لا ينبغي لشعبنا الإيزيدي أن ينسى الإبادات التي عاشها حتى الآن ومخاطر الإبادات، ولهذا السبب، يجب عليهم أن يتبنوا أنفسهم ويحددوا مصيرهم بأيديهم، وبخلاف هذا، ليس هناك أي شيء يحمي شعبنا الإيزيدي، وقد رأى الجميع في التاريخ الحديث؛ من كانوا يزعمون أنهم في السلطة في شنكال هربوا جميعاً وسلموا الشعب الإيزيدي لداعش، ولا يزال مصير الآلاف من النساء والأطفال الإيزيديين مجهولاً حتى الآن، وحتى لا يتعرض أبناء شعبنا الإيزيدي لمثل هذه الإبادات مرة أخرى، يجب عليهم أن ينظموا أنفسهم وأن يتحلوا بالقوة وأن يتحدوا ويمتلكوا الإرادة ويعززوا مؤسساتهم وقواتهم الدفاعية، وبهذه الطريقة فقط يمكنهم حماية أنفسهم من الإبادات ومواصلة حياتهم، وبهذا الصدد، أرسل تحياتي واحترامي لأبناء شعبنا الإيزيدي.

المثقفون والكتّاب والعلماء يتبنون نموذج القائد عبد الله أوجلان

هناك حقيقة راسخة للقائد أوجلان، حيث أن القائد أوجلان يعلق أهمية كبيرة على الفلسفة والعلم، ويتبنى القيم الإنسانية، ويتبنى كل ما خدم الإنسانية في التاريخ، وعلى هذا الأساس، قام بتطوير نموذج، ومن يقرأون هذا النموذج يتبنون القائد أوجلان والنموذج الذي يطرحه، ويتبنى المثقفون والكتّاب والفنانون والسياسيون والعلماء هذا النموذج بشكل متزايد، وقد قمنا بتطوير حملة دولية من أجل القائد أوجلان، وفي الواقع، لقد تم تطوير هذه الحملة من قِبل أصدقاء الشعب الكردي، ونحن أيضاً شاركنا في الحملة، وقد أسفرت هذه الحملة عن العديد من النتائج المهمة، وعلى هذا الأساس، تم إحداث جدول أعمال، وبناءً على ذلك، أردنا أيضاً تطوير الحملة الثانية، وعلى أصدقاء شعبنا وحركتنا وحزبنا، والأشخاص الذين يتبنون الديمقراطية، أن يعملوا على تطوير الحملة الثانية، ونحن بدورنا، سوف نشارك مرة أخرى في الحملة بكل قوتنا. 

لقد بدأت هذه الحملة بالفعل، ويجري تطويرها يوماً بعد يوم، فأولئك الذين يتبنون الإنسانية والديمقراطية والحرية يأخذون مكانهم في هذه الحملة ويدلون بالبيانات، ويوضحون أن القائد أوجلان يمثل القيم الإنسانية وأنه لا بد من إطلاق سراحه من السجن، ويقولون: "لا يمكنكم احتجاز إنسان كهذا الشخص في السجن"، ومع مضي الأيام، يتبنون القائد أكثر فأكثر، ومؤخراً، أدلى 69 شخصاً من الحائزين على جائزة نوبل ببيان وكتبوا الرسائل، ولقد كتبوا في رسائلهم بشكل موسع عن كيفية تبنيهم للقائد أوجلان وكيفية تبنيهم لنضال الشعب الكردي من أجل الحرية والديمقراطية، ولهذا السبب، أرسلوا رسائل إلى اللجنة الأوروبية لمناهضة التعذيب ومجلس أوروبا والعديد من المؤسسات الدولية ووجهوا الدعوات بهذا الصدد، وأخذت حيزاً في الصحافة، حيث وجهوا دعوات قوية للغاية، وكما قلتم، أرسل السيناتور الفرنسي رسالة إلى وزارة العدل التركية قال فيها إنه يريد إجراء اللقاء مع القائد أوجلان.

كما قال أرجان كانار، أحد محامي القائد أوجلان الأوائل، إن القوانين التي تم تطويرها في مواجهة القائد أوجلان لم يعد لها عملياً أي تأثير، وبهذه المناسبة، أودُّ أن أعرب عن تحياتي واحترامي لمن أدلوا بتصريحات من قبل، والحائزين على جائزة نوبل الـ 69، والسيناتور الفرنسي وإرجان كانار، فهؤلاء هم الضمير الإنساني ويمثلون الإنسانية، ولذلك، فإن العمل الذي يقومون به هو عمل مقدس للغاية، فهو عمل يتم إنجازه من أجل الإنسانية، وفي الواقع، كلهم عملوا من أجل الإنسانية، ولذلك، حازوا على جائزة نوبل، ويقول الكثيرون إنه مع النموذج الذي طوره القائد أوجلان، فإنهم يخلقون حلاً قوياً في كثير من النواحي، ويكمن السبب وراء تبنيهم القوي للقائد أوجلان والنضال من أجل الحرية والديمقراطية هو أنهم يرون الحقيقة في نموذج القائد أوجلان، لأن القائد أوجلان، كما هو معروف، هو فيلسوف، ويركز على ماهية مشاكل الإنسانية والطبيعة، ويريد حل هذه المشاكل.

الهدف هو الحرية الجسدية للقائد أوجلان

إن العزلة المفروضة على القائد أوجلان ليست عزلة عادية، بل وصلت إلى مستوى عالٍ جداً، ولقد انتهكت الدولة التركية كافة القوانين، القوانين الدولية، الأخلاقية، الإنسانية والوجدانية، أي أنها انتهكت كل شيء، وهذه السياسة التي تم تنفيذها ضد القائد أوجلان، لم يتم تنفيذها ضد أي سياسي آخر في العالم، فهم ينتقمون من القائد أوجلان، ويقولون، لماذا قمت بإيقاظ الكرد، وجعلتهم واعيين، وعملت على تنظيمهم، وجعلتهم يثورون، ولماذا يناضل الكرد من أجل حياتهم؟ كنا سنقضي على الكرد، ولهذا السبب، يعتبرون القائد أوجلان مذنباً ويريدون الانتقام منه، والسياسة المتبعة ضد القائد أوجلان هي السياسة المتبعة ضد الشعب الكردي، وإن تبني القائد أوجلان والمطالبة بحريته الجسدية وخوض النضال من أجل ذلك، يعني الرغبة في حل القضية الكردية.

وبما أن الدولة التركية تسعى للقضاء على الكرد، فإنها تنتهج سياسة من هذا القبيل ضد القائد أوجلان، ولذلك، أصبحت حقيقة القائد أوجلان والحقيقة الكردية متشابكتين مع بعضها البعض، ولا يمكن للإنسان تقييم هذين الأمرين بشكل منفصل، ويجب على أولئك الذين يتبنون الحرية الجسدية للقائد أوجلان أن يضعوا القضية الكردية على جدول الأعمال، وهذا هو الصواب بعينه، لأن هذا هو السبب وراء احتجازهم للقائد أوجلان في نعش إمرالي وتنفيذ سياسة وحشية ضده، وطالما لم يتم حل القضية الكردية، فإن هذه السياسة ستظل مستمرة أيضاً، ولذلك، لا بد من خوض النضال من أجل الحرية الجسدية للقائد أوجلان، وهذا سوف يحل أيضاً القضية الكردية، وينبغي خوض الأنشطة على هذا الأساس.  

- لا بد أنكم قمتم بمتابعتها أيضاً الآن، لقد أجرت اللجنة الأوروبية لمناهضة التعذيب CPT مقابلة مع وكالة فرات للأنباء (ANF)، حيث برزت مسألة مثيرة للاهتمام، على سبيل المثال، تتخذ اللجنة الأوروبية لمناهضة التعذيب CPT موقفاً ضد نفس ممارسات أذربيجان، لكنها لا تبدي موقفاً تجاه وضع القائد أوجلان، ألا يعني ذلك أنه يمكنك تعذيب هذا الشخص أو ذاك، لكن لا يمكنك تعذيب هذا أو ذاك الشخص؟ كيف تقيّمون هذا الوضع القائم؟

إن الدولة التركية هي دولة عضو في حلف الناتو، والمؤامرة الدولية تم تطويرها أيضاً من قِبل حلف الناتو، وتولت بعض الدول قيادة هذا الأمر باسم حلف الناتو، واللجنة الأوروبية لمناهضة التعذيب أيضاً هي مؤسسة تابعة لمجلس أوروبا، وأوروبا هي أيضاً في حلف الناتو، والكل يعرف الموقف الذي اتبعته أوروبا عندما نُفذت المؤامرة الدولية، وأبدى رئيس الوزراء الإيطالي السابق ماسيمو داليما موقفاً مختلفاً، لكن أوروبا عملت على إنجاح المؤامرة، وتعمل اللجنة الأوروبية لمناهضة التعذيب CPT تحت إشراف مجلس أوروبا بطريقة ما، وتستند إلى قرارات مجلس أوروبا، ويتم تعريفها على أنها مسؤولة عن حماية حقوق الإنسان ضد بعض الدول، ولكن عندما ننظر إلى اللجنة الأوروبية لمناهضة التعذيب CPT، فهي تتبنى الدولة التركية بالكامل، ولا تدافع عن حقوق الإنسان وحقوق الشعوب ضد الدولة التركية، وتستند على سياسة التي تنتهجها الدولة التركية ضد القائد أوجلان والشعب الكردي، ماذا يعني ذلك؟  

تقوم الدولة التركية على تنفيذ سياسة الإبادة الجماعية ضد الشعب الكردي والقائد أوجلان، ويجب على اللجنة الأوروبية لمناهضة التعذيب CPT الدفاع عن حقوق القائد أوجلان والشعب الكردي، لكنها تقف إلى جانب الدولة التركية، أي أنها تصبح أداة لسياسة الإبادة الجماعية، ولهذا السبب، تعد اللجنة الأوروبية لمناهضة التعذيب CPT أيضاً شريكة لهذه السياسة، ويقوم من يمثلون ضمير الإنسانية، ويخدمون الإنسانية، ويحصلون على جوائز من أجل ذلك، بتوجيه الدعوة للجميع وإرسال الرسائل، لكن اللجنة الأوروبية لمناهضة التعذيب CPT تلتزم الصمت، لأنها تخدم الدول، وشعبنا يرى هذا الأمر أيضاً، ولذلك، على شعبنا أن يعزز نضاله بشكل أكثر، وكلما عمل على تعزيز هذا النضال مع أصدقائه، كلما حصل على المزيد من النتائج، والنضال الذي يتم خوضه، يبرز حقيقة قانون مجلس أوروبا واللجنة الأوروبية لمناهضة التعذيب CPT، ويبرز حقيقة الدولة التركية، وهذا يعد إنجازاً عظيماً للإنسانية.

يتبع...

(أ ب)