الصحافة العالمية تتحدث عن فوائد حرب إسرائيل وحماس لإيران واعتقال مسؤول عسكري سوري سابق

أظهرت وثائق محكمة أميركية أن مسؤولاً عسكرياً سورياً سابقاً كان يشرف على سجن، يقول مسؤولو حقوق الإنسان إنه يتعرض فيه الناس للتعذيب وسوء المعاملة بشكل روتيني، تم اعتقاله في لوس أنجلوس، فيما أشار تحليل إلى أن الحرب بين إسرائيل وحماس قوّت إيران وحلفاءها في المنطقة.

الصحافة العالمية تتحدث عن فوائد حرب إسرائيل وحماس لإيران واعتقال مسؤول عسكري سوري سابق
18 تموز 2024   10:46
مركز الأخبار

تناولت الصحف العالمية الصادر اليوم اعتقال مسؤول سوري سابق في الولايات المتحدة الأمريكية، متهم بتعذيب المعتقلين، ومدى استفادة إيران وحلفائها من الحرب الدائرة بين إسرائيل وحماس.

اعتقال مسؤول سوري كان يدير سجن عدرا في الولايات المتحدة

أظهرت وثائق محكمة أميركية أن مسؤولاً عسكرياً سورياً سابقاً (سمير عثمان الشيخ) كان يشرف على سجن، يقول مسؤولو حقوق الإنسان إن المساجين هناك تعرضوا للتعذيب وسوء المعاملة بشكل روتيني، تم اعتقاله في لوس أنجلوس، بحسب صحيفة غارديان البريطانية.

وكان الشيخ مسؤولاً عن سجن عدرا سيئ السمعة في سوريا من عام 2005 إلى عام 2008. اتهمت جماعات حقوق الإنسان ومسؤولون في الأمم المتحدة، الحكومة السورية بارتكاب انتهاكات واسعة النطاق في مرافق الاحتجاز التابعة لها، بما في ذلك التعذيب والاحتجاز التعسفي لآلاف الأشخاص، في كثير من الحالات دون إبلاغ عائلاتهم بمصيرهم. ولا يزال العديد منهم في عداد المفقودين ويُفترض أنهم ماتوا أو أُعدموا.

أجرى المحققون مقابلات مع خمسة سجناء سابقين في المنشأة السورية، الذين وصفوا كيف تم تعليقهم من أذرعهم في السقف، والضرب المبرّح بالكابلات الكهربائية، وفقاً لوثائق المحكمة. ووصف أحد السجناء كيف كسر الحراس ظهره.

وبحسب الشكوى، ذكر الشيخ، المقيم في لوس أنجلوس منذ عام 2020، في طلب الحصول على الجنسية أنه "لم يعذب (سواء بشكل مباشر أو غير مباشر) أي شخص بسبب العرق أو الدين أو الأصل القومي أو العضوية في فئة اجتماعية معينة أو رأي سياسي، ولم يتورط قط في قتل أو محاولة قتل شخص ما". وجاء في الشكوى أن هذا غير صحيح، حيث عذب الشيخ المعارضين السياسيين وأمر بإعدام السجناء عندما كان مديراً لسجن عدرا من 2005 إلى 2008.

وتقول الشكوى إن الشيخ بدأ حياته المهنية بالعمل في مناصب قيادية في الشرطة قبل أن ينتقل إلى وكالة المخابرات الداخلية السورية، التي ركزت على مكافحة المعارضة السياسية. أصبح مديراً لسجن عدرا وعميداً في عام 2005. كما شغل لمدة عام منصب محافظ دير الزور، حيث كانت هناك حملات قمع عنيفة ضد المتظاهرين.

الحرب التي تخوضها إسرائيل في غزة ستؤدي في نهاية المطاف إلى تقوية حماس وإيران

في الأشهر التسعة الماضية، كان هناك جدل كبير حول ما إذا كانت إيران على علم مسبق بعملية حماس في 7 تشرين الأول ضد إسرائيل. وقد أشار النظام الإيراني إلى أنه لم يفعل ذلك، وقد يكون هذا صحيحاً، نظرا لأن الصراع الذي تلا ذلك، على الأقل من الناحية النظرية، شكل تهديداً وجودياً لوجود حماس في غزة، وهي عقدة رئيسة في شبكة تحالف طهران، بحسب تحليل لصحيفة ذا ناشيونال الإماراتية.

ونوه التحليل أنه في نهاية المطاف، قد لا يكون من المهم معرفة ما إذا كانت طهران على علم بذلك. والسبب هو أن النظام الإيراني الذي تم إنشاؤه في العقد الماضي أو نحو ذلك، وحتى لفترة أطول، جعل من المحتمل جداً ألا تكون نتيجة الحرب في غزة في صالح إسرائيل بشكل حاسم. ومع قيام الإسرائيليين بتدمير المنطقة وقتل عشرات الآلاف من المدنيين، فقد عززت إيران أوراقها الإقليمية، ومن المرجح أن تخرج من الحريق وقد أصبحت أقوى.

ويشير التحليل إلى أن النظام الإيراني قام ببناء سلسلة من التحالفات مع جهات فاعلة غير حكومية أو شبه حكومية (مع حزب الله في لبنان، والميليشيات العراقية، والحوثيين من اليمن، وحماس من غزة وربما الضفة الغربية في المستقبل)، وقد أظهرت إسرائيل عجزها عن وقف تقدم مثل هذه الجماعات، على الرغم من تفوقها العسكري الساحق عليها.

وترى الصحيفة بأن "السبب الرئيس هو أن النظام الإيراني ركز أيضاً على السياسة. وفي لبنان وسوريا والعراق واليمن، نجحت إيران وحلفاؤها في السيطرة على الدول الضعيفة، ما أدى إلى خلق أساس سياسي لمساعيهم. في أفضل الأحوال، يمكن أن يكون للأسلحة الإسرائيلية تأثير على أعدائها، مما يكسب الوقت حتى معارك مستقبلية، ولكن تأثيرها الحقيقي محدود فقط على السياقات السياسية التي تستطيع فيها هذه الجهات الفاعلة غير الحكومية أو شبه الحكومية.

وليس بوسع إسرائيل والولايات المتحدة أن تفعلا الكثير، ويرجع هذا إلى حد كبير إلى انفصال كل منهما عن الديناميكيات الداخلية في المجتمعات العربية.

بل على العكس من ذلك، فإذا أخذنا غزة كمثال، فإن التدمير الإسرائيلي يلعب في الواقع لصالح حماس. ومن خلال تدمير المنطقة ومجتمعها، قوضت إسرائيل أي هياكل اجتماعية قد تكون قادرة على التصدي لخيارات حماس، حتى مع أن حماس هي الجهة الفاعلة الأكثر قدرة على السيطرة على المشهد الواسع من الدمار الذي خلقته إسرائيل.

والشيء نفسه سيحدث في لبنان في حال اندلعت الحرب. المجتمع اللبناني، بأغلبيته، يختلف مع حزب الله، وقد ظهر ذلك في مناسبات لا حصر لها في السنوات الأخيرة. ومع ذلك فإن التهديد الإسرائيلي المعتاد بإعادة لبنان إلى العصر الحجري من شأنه أن يقضي على النظام الاجتماعي الطائفي القادر على فرض حواجز حماية داخلية على حزب الله، حتى أن الحزب قد يتمكن من الخروج من الحرب في وضع أفضل على المدى الطويل.

وفي واقع الأمر، لا يوجد على الساحة الفلسطينية سوى القليل من الدلائل التي تشير إلى أن الحرب في غزة أدت إلى إضعاف حماس. بل على العكس من ذلك، فقد سلط الضوء فقط على تهميش السلطة الفلسطينية، حيث يبدو أن الشباب في الضفة الغربية يتبنون خيار حماس المتمثل في "المقاومة المسلحة"، بغض النظر عن مدى الضرر الذي يلحقه ذلك بحياة الفلسطينيين.

وفي الأعوام المقبلة قد تدفع حماس فتح جانباً بوصفها الفصيل الفلسطيني المهيمن، بل وربما تنضم إلى منظمة التحرير الفلسطينية وتسيطر عليها. وبالفعل، بدأت حماس في العام الماضي تحدي فتح بشكل غير مباشر في أكبر مخيم للاجئين الفلسطينيين في لبنان، عين الحلوة، مما يوحي بأنها تمهد الطريق لهجوم أكبر بمجرد مغادرة الرئيس الفلسطيني محمود عباس المشهد.

كل هذا يعمل لصالح إيران. سيكون من التبسيط استبعاد حلفاء إيران باعتبارهم مجرد "وكلاء"، كما يميل العديد من المراقبين إلى القيام بذلك. وجميعهم مشاركون نشطون ومستعدون في مشروع إقليمي ينظر إلى المصالح الإيرانية وكأنها تسير بالتوازي مع مصالحهم. وعندما يكسبون، تربح إيران، وعندما تكسب إيران، فإنهم يكسبون أيضاً".

(م ش)