"الزراعة ليست مهنة لنا بقدر ما هي هويتنا وأساس استمرارنا"

"الزراعة جزء أساسي من ثقافتنا وعاداتنا، ونحن نتمسّك بها بشغف وعزيمة. حتى وإن هُجّرنا إلى الصحراء، فسنحوّلها إلى جنة خضراء"، بهذه العبارات تعكس المواطنة نجاح ارتباطها بأرضها وبالزراعة.

"الزراعة ليست مهنة لنا بقدر ما هي هويتنا وأساس استمرارنا"
"الزراعة ليست مهنة لنا بقدر ما هي هويتنا وأساس استمرارنا"
"الزراعة ليست مهنة لنا بقدر ما هي هويتنا وأساس استمرارنا"
"الزراعة ليست مهنة لنا بقدر ما هي هويتنا وأساس استمرارنا"
"الزراعة ليست مهنة لنا بقدر ما هي هويتنا وأساس استمرارنا"
23 آب 2024   05:15
مركز الأخبار

نزحت قسراً من قرية حج خليل في عفرين المحتلة إلى مخيم الشهباء، تتجسّد قصة امرأة مكافحة ومتفانية، كرّست حياتها لخدمة أسرتها وتلبية احتياجاتها الأساسية، إنها نجاح محمد، البالغة من العمر (58 عاماً)، أم لخمسة أولاد، عاشت رحلةً مليئة بالتحديات.

هُجّرت نجاح وأفراد أسرتها من قريتهم، بعد الاحتلال التركي لمدينة عفرين عام 2018، وانتقلت إلى مدينة تل رفعت في الشهباء، لتسكن في منزل متواضع، مع أولادها وأحفادها، الذين يصل عددهم إلى 21 فرداً.

لم تقف نجاح مكتوفة اليد أمام هذه الظروف الصعبة؛ بل عكفت على العمل بجدٍ واجتهاد. إذ تقوم بانتظام بالزراعة في بستانها الخاص الموجود ضمن المنزل، حيث تزرع الخضروات وتعتني بها، بالإضافة إلى رعاية أسرتها وتلبية احتياجاتها اليومية.

منذ صغرها، ارتبطت نجاح محمد بالزراعة، حيث نشأت في أسرة كانت تعمل بالأرض، وواصلت هذا الإرث حتى بعد زواجها، مشغلةً نفسها بالزراعة ورعاية أطفالها في آن واحد.

مهنة الزراعة أصبحت جزءاً لا يتجزأ من حياة نجاح محمد، فلم تكن الزراعة بالنسبة لها مجرد عمل، بل ارتباط عميق بالأرض، حيث تزرع ما يكفي لإعالة أسرتها الكبيرة وتوزّع الفائض على الجيران والأقارب.

تصف نجاح الزراعة بأنها تتطلب عناية يومية خاصة، مثل العناية بالحراثة وسقاية الأرض بالماء ورشّ الأسمدة وتنظيف الأعشاب الضارة. وتزرع في بستانها أنواعاً مختلفة من الخضروات، مثل البندورة والخيار والفليفلة والباذنجان والنعناع والملوخية والفاصولياء والكوسا.

ومع ذلك، تواجه نجاح تحديات، أبرزها صعوبة تأمين المياه لري المزروعات بسبب نقص الآبار والمصادر المائية. كما تعاني من الحصار المفروض على الشهباء من قبل حكومة دمشق، والذي يعيق دخول مستلزمات الحياة الأساسية والمواد الغذائية. بالإضافة إلى ذلك، تعاني من القصف المستمر من قبل جيش الاحتلال التركي ومرتزقته.

ويظل الألم الأكبر في قلبها، هو ما تراه من أفعال الاحتلال التركي في عفرين، حيث يحرق ويقطع الأشجار لبيعها في الأسواق، ما يعكس حجم معاناة أهلها وتهجيرهم من ديارهم.

"تظل الزراعة جزءاً أساسياً من ثقافتنا وعاداتنا، ونحن نتمسك بها بشغف وعزيمة. حتى وإن هُجّرنا إلى الصحراء، فإننا سنحوّلها إلى جنة خضراء. لقد عملنا بالزراعة منذ صغرنا ليس فقط لتأمين مصدر دخل، بل أيضاً للحفاظ على البيئة وتعزيز جمالها. الزراعة ليست مجرد مهنة بالنسبة لنا، بل هي جزء من هويتنا ومرتكز لاستمراريتنا"، بهذه العبارات وصفت نجاح محمد ارتباطها بالزراعة.

(م ج/ل م)

ANHA