التعاون الصيني- الروسي وتوترات الشرق الأوسط محور اهتمام الصحف العالمية

أشار تقرير أمريكي إلى أن كلًا من الصين وروسيا تسعيان لإقامة تحالف سياسي واقتصادي، وأنهما كثَّفتا التعاون بين جيوشهما من خلال مناورات حربية مشتركة. في المقابل، عدَّ تقرير بريطاني أن المفاوضات المتوقعة اليوم ستكون المرة السابعة على الأقل التي يجتمع فيها مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية ونظيره الإسرائيلي منذ كانون الأول.

التعاون الصيني- الروسي وتوترات الشرق الأوسط محور اهتمام الصحف العالمية
15 آب 2024   09:19
مركز الأخبار

تناولت الصحف العالمية اليوم التقارب الحاصل بين الصين وروسيا، والتوترات المتزايدة في الشرق الأوسط، على وقع استمرار الحرب بين إسرائيل وحماس.

تعاون سياسي اقتصادي سياسي عسكري بين الصين وروسيا

سعت الصين وروسيا إلى إقامة تحالف سياسي واقتصادي غير رسمي موجه ضد الغرب. كما كثَّفتا التعاون بين جيوشهما من خلال مناورات حربية مشتركة التي باتت تُوصَف بأنها استفزازية بشكل متزايد، بحسب تقرير لصحيفة نيويورك تايمز الأميركية.

وتُعَد المناورات العسكرية، في بعض النواحي، التعبير الأكثر وضوحاً عن التحالف بين الرئيس الصيني شي جين بينغ والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في سعيهما إلى تحدي منافسهما الجيوسياسي الرئيسي الولايات المتحدة، بحسب الصحيفة.

وبالنسبة لواشنطن، تثير التدريبات الشكوك حول ما إذا كانت الولايات المتحدة قادرة على تحقيق النصر في حرب بآسيا ضد القوات المشتركة للصين وروسيا. في حين أن مخططي الحرب الأميركيين ظلوا لفترة طويلة يفكرون في السيناريوهات مع الصين وروسيا بشكل فردي، إلا أنهم أولوا اهتماماً أقل لاحتمال قتال الدولتين المسلحتين نووياً معاً؛ لأنه بدا لفترة طويلة أمراً مستبعداً.

وقال ألكسندر كوروليف، الخبير في العلاقات الصينية الروسية بجامعة نيو ساوث ويلز في سيدني: "تجد الصين نفسها في وضع جيوسياسي صعب للغاية. ليس لديها حقاً أي حليف. روسيا هي الدولة الوحيدة القادرة على إحداث الفارق".

وترى الصحيفة بأن الفارق الأكبر الذي ستحدثه روسيا إذا انضمت إلى الصين في أي صراع هو التهديد الذي تشكله ترسانتها النووية، الأكبر في العالم.

المحادثات بين واشنطن وتل أبيب بات أكثر إلحاحاً مع توتر الوضع في الشرق الأوسط

واعتبر تقرير لصحيفة فايننشال تايمز البريطانية أن المفاوضات المتوقعة، اليوم، ستكون هي المرة السابعة على الأقل التي يجتمع فيها مدير وكالة المخابرات المركزية بيل بيرنز ونظيره الإسرائيلي ديفيد بارنيا منذ كانون الأول، حيث بذلت الولايات المتحدة وقطر ومصر جهوداً حثيثة لإقناع إسرائيل وحماس بالموافقة على اتفاق.

لكن هذه الجولة من المحادثات- التي ركزت في البداية على موقف إسرائيل- أصبحت أكثر إلحاحاً بسبب التهديد الذي يلوح في الأفق بأن إيران والقوات الإقليمية التابعة لها سوف تنتقم من إسرائيل بسبب الاغتيالات المتتالية لاثنين من القادة في الشهر الماضي.

ومع انتشار القلق في الشرق الأوسط، تعتقد الولايات المتحدة وحلفاؤها أن وقف إطلاق النار ووقف الحرب هو الطريق الأكثر واقعية لإنهاء دائرة الأعمال العدائية الإقليمية التي أثارتها.

وقال مايكل وحيد حنا من مجموعة الأزمات الدولية: "إنها اللعبة الوحيدة المتاحة فيما يتعلق بدبلوماسية وقف إطلاق النار".

ولتحقيق النجاح، يتعين على الوسطاء أن يكسروا الجمود المستمر منذ أشهر بين إسرائيل وحماس- الخصمان اللدودان اللذان لا يثقان في بعضهما البعض، ويخوضان حرباً منذ عشرة أشهر، بحسب الصحيفة.

لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يطرح مطالب جديدة بددت الآمال في إحراز تقدم.

وتتمثل النقاط الشائكة الكبرى في إصراره على أن إسرائيل لن تنسحب من المنطقة الحدودية بين غزة ومصر، والمعروفة باسم ممر فيلادلفيا، أو تسمح بحرية الحركة "غير الخاضعة للرقابة" للفلسطينيين النازحين إلى شمال القطاع.

ويصر نتنياهو على أنه لم يضف شروطاً جديدة، ملقياً اللوم على حماس في الوصول إلى الطريق المسدود.

لكن مطالب إسرائيل هي التي من المتوقع أن تكون محور محادثات اليوم، التي دعا إليها الرئيس الأميركي جو بايدن وقادة قطر ومصر. وقال الزعماء إن الوسطاء سيقدمون "اقتراحاً مؤقتاً" إذا لزم الأمر.

وقال دبلوماسي مطلع على المحادثات إن القضية الرئيسية ستكون ما إذا كان بإمكان الولايات المتحدة إقناع نتنياهو "بالحصول على مكاسبه والتراجع" عن المطالب الجديدة.

وقال شخص آخر مطلع على المحادثات: "الجميع يعرف ما لا يريده نتنياهو ولكن لا أحد يعرف ما يريد".

وقال حنا إن الولايات المتحدة يمكن أن تمارس المزيد من الضغوط على نتنياهو إذا اختارت ذلك، بما في ذلك أن تكون أكثر وضوحاً حول أسباب الجمود واستخدام دعمها الدبلوماسي والعسكري لإسرائيل كوسيلة ضغط.

أوضح حنا: "لم يكن هناك ضغط ضروري من الجانب الأميركي على نتنياهو نفسه. إذا كانوا يريدون رؤية نتيجة مختلفة فمن المحتمل جداً أنهم سيضطرون إلى استخدام أدوات مختلفة".

(م ش)