استمرار أعمال منتدى "نسق الحقيقة" بإلقاء محاضرتين

انطلقت صباح اليوم فعاليات المنتدى الحواري حول "نسق الحقيقة"، في مبنى جامعة الشرق في مقاطعة الرقة والذي نظمته أكاديمية عبد الله أوجلان للعلوم الاجتماعية بالتعاون مع جامعة روج آفا، وأكاديميات المجتمع الديمقراطي، وأكاديمية الشهيدة ليكرين للأمميين، ومجلس المعتقدات والأديان، تحت شعار "بمعرفة حقيقتنا سنبني حياة حرة".

ويحضر المنتدى 70 شخصية، من المثقفين والسياسيين والأكاديميين والمحاضرين في جامعة روج آفا وجامعة الشرق، وشيوخ ووجهاء العشائر.

بدأت أعمال المنتدى بالمحور الأول بعنوان تعريف الحقيقة وتعريف الأسلوب تبعاً لفكر وفلسفة القائد عبد الله أوجلان، حيث ألقى الرئيس المشترك لأكاديميات المجتمع الديمقراطي لإقليم شمال وشرق سوريا، عبد السلام الجاسم، المحاضرة الأولى تحت عنوان "البحث عن الحقيقة" وعرّف الحقيقة بقوله: "إن الحقيقة هي الواقع بدون تحريف أو إضافة، وتكون قائمة على الأدلة والأفكار المنطقية والمستندة على الحقائق القابلة للتحقق والتأكيد".

وعن كيفية الوصول للحقيقة، قال: "الرحلة نحو الوصول للحقيقة تتم من خلال التفكير النقدي، الذي يعدّ مهارة أساسية للبحث عن الحقيقة، ويتم ذلك عبر تحليل المعلومات، وتقييم المصادر، وتمييز الادعاءات القائمة على الأدلة، من خلال صقل مهارات التفكير النقدي مثل التشكيك في الافتراضات ونقد المعلومات الواردة بغض النظر عن الدين والقومية والسياسية".

أكمل الجاسم حديثه عن التنشئة الاجتماعية والحقيقة، وقال: "المجتمعات ليست نسيجاً من الحقيقة فحسب، بل هي قوة توضيحية للحقيقة في الوقت عينه، إذ كانت المجتمعات آنذاك بعيدة كل البعد عن الشوائب".

وألقى عضو مجلس الأديان والمعتقدات، سلطان حسن، المحاضرة الثانية تحت عنوان "أساليب التفكير في البحث عن الحقيقة" وفق منظور القائد عبد الله أوجلان، وقال: "ميزة العقل لدى الإنسان جعلته يبحر في البحث عن الحقيقة والعثور على إجابات لتلك الأسئلة التي سميت بالأسئلة الكبرى، والتي تدور حول حقيقة الوجود الإنساني والكون".

وتابع: "يشير القائد عبد الله أوجلان في الفصل الأول تحت عنوان "الأسلوب ونسق الحياة" من المجلد الأول من مرافعاته التي تحمل عنوان المدينة إلى أربعة أساليب للتفكير الإنساني منذ النشأة الأولى إلى يومنا هذا، وهي: الأسلوب الميثولوجي، الأسلوب الديني، الأسلوب الفلسفي، والأسلوب العلمي".

وأضاف الحسن: "وجود جميع هذه الخصائص والمزايا بشكل متداخل ومتكامل داخل الإنسان، يجعله مصدراً لا ندّ له من المعلومات المعرفية".

وبعد الانتهاء من المحاضرتين فُتح باب النقاش أمام الحضور عن المحور الأول، حيث قال الرئيس المشترك لكلية العلوم الاجتماعية بجامعة روج آفا، خليل الحسين: "يعبر الإنسان عن محور الكون، وعندما ننفيه نكون قد نفينا الحقيقة.

متسائلاً لماذا رُبِطت الحقيقة بضرورة وجود الإنسان العاقل؟ عندما يعجز الإنسان عن فهم الأمور وتحليلها، يبدأ بالبحث عن الأسئلة".

بدورها، قالت المنسقة في مجلس تجمّع نساء زنوبيا، مريم عثمان: إذا ما بحثنا عن ماهية أسباب الأزمات، نجد أنها تكمن في بعد الإنسان عن المجتمع الطبيعي، والإنسان اليوم بعيد جداً عن إنسانيته، وبعيد كل البعد عن الحقيقة.

وأضافت: "المحور الأساسي يكون بإعادة المرأة، كونها المؤسس الرئيس للنظام الاجتماعي القائم على أساس فن الحقيقة، بحسب ما حلل الفلاسفة، المرأة هي الطريق المختصر للوصول إلى الحقيقة وتفاقم هذه الأزمات هو نتيجة البعد عن الحقيقة".

وقال عضو أكاديمية القائد عبد الله أوجلان للعلوم الاجتماعية، يوسف كوتي: "سقراط قال: «اعرف نفسك» القائد عبد الله أوجلان يبدأ بالسؤال: «من أنا؟» هذا السؤال يمر بأسئلة وأجوبة جمة لا تحصى ولا تعد، ويحتاج لعبور الكون لفهم ماهية الإنسان والكون، ويعدّ الإنسان هو الحقيقة الكونية المصغرة، القائد عبد الله أوجلان أراد لفت أنظار المحكمة الدولية الأوروبية بقوله: «التاريخ مخفي في حاضرنا ونحن مخفيون في عمق التاريخ»، ومن هنا يحاول لفت الأنظار للقضايا الشرق أوسطية".

لتتم الإجابة عن مداخلات الحضور من قبل المحاضرين.

وتستمر أعمال المنتدى بالمحور الثاني "تأثير الحداثة على الحياة في روج آفا وشمال وشرق سوريا"، والمحور الثالث "الحلول لحل القضايا الموجودة بحسب فكر القائد عبد الله أوجلان".

 (كروب/أ)

ANHA