"إطلاق الرصاصة الأولى على العدو كانت تحذيراً للطغاة والمحتلين"

أكدت عوائل شهداء قوات الدفاع الشعبي أن إعلان الكفاح المسلح في 15 آب، وإطلاق الرصاصة الأولى على العدو كانت تحذيراً للطغاة والمحتلين، ودعت الشعب الكردي والكردستاني للالتفاف حول نضال قوات الدفاع الشعبي والحفاظ على المكتسبات التي تحققت.

"إطلاق الرصاصة الأولى على العدو كانت تحذيراً للطغاة والمحتلين"
13 آب 2024   03:40
حلب
نسرين شيخو

يصادف، 15 آب، الذكرى الأربعين لإعلان (قفزة 15 آب) الكفاح المسلح في وجه دولة الاحتلال التركي، بقيادة الشهيد معصوم قورقماز (عكيد)، وانتشر صدى صوت الطلقة الأولى في كردستان والعالم، وفتحت الباب أمام الشبيبة والشعب الكردي والكردستاني للالتحاق بصفوف الكفاح والنضال الذي ما زال مستمراً إلى اليوم. 

وتُعرف الطلقة الأولى التي أطلقها القيادي الشهيد معصوم قورقماز وإعلان الكفاح المسلح ضمن حركة حرية كردستان بين عموم الشعب الكردي والكردستاني، بقفزة 15 آب (أي خطوة 15 آب). 

إيتان رشو، شقيقة لثلاثة شهداء انضموا للكفاح المسلح ضمن صفوف قوات الدفاع الشعبي، وهم؛ ريناس الاسم الحقيقي نضال رشو انضم عام 1992 واستشهد في منطقة غرزان عام 1995، وبدران الاسم الحقيقي حسن رشو، انضم عام 1996 واستشهد أثناء خوضه النضال عام1997 في جنوب كردستان، ونديم رشو الذي انضم لقوى الأمن الداخلي في عفرين عام 2014 واستشهد عام 2017.

وكذلك شقيقة المعتقل فؤاد، الاسم الحقيقي محمد رشو، الذي انضم عام 1994 لحركة حرية كردستان، ولدى تأدية نشاطه الثوري في سوريا اعتُقل على يد حكومة دمشق عام 2017 وسُلّم لدولة الاحتلال التركي، ولا زال في السجون التركية حتى الآن.

أشارت إيتان رشو إلى الإنجازات التي تحققت بفضل قفزة 15 آب: "بفضلها تشكلت قوات عسكرية لحماية وجودنا وثقافتنا ولغتنا والدفاع عن أرضنا ضد الهجمات الاستعمارية، لأننا اقتنعنا بأن الحق يؤخذ بالقوة وإن السياسة اللينة لا تجدي نفعاً مع أعدائنا".

وأكدت إيتان رشو اقتداء شقيقها بجسارة الشهيد القيادي عكيد، وقالت: "له الأثر الأكبر في أن يصير الشبان الكرد في جياي كرمينج (عفرين) وباقي مناطق كردستان مقاتلين عنيدين ضد المستعمرين، ومنهم شقيقي نضال رشو، عبر حملهم للسلاح لإنقاذ الشعب الكردي من براثن الظلم والعبودية".

وعن إضفاء تغيير على نمط مقاومة حركة حرية كردستان، قالت إيتان: "الكرد كانوا بحاجة لمثل هذه الخطوة لردع المحتل عن ممارسة سياسة العنف ضد الكرد، كما أنها جواب بأننا سنستخدم أسلوب الدفاع الخامل (البسيط) أي الدفاع عن النفس والوجود إذا ما حدث أي هجوم، وسننتقل إلى نمط الدفاع الفعّال والدفاع الكلي لنسترد حقوقنا المسلوبة بالقوة ما لم نحصل عليها بطريقة الدفاع الأول".

"كردستان حرة تحتاج للتضحية"

أما زهيدة شيخو شقيقة الشهيد جهاد الاسم الحقيقي عدنان شيخو، الذي تعرّف على حركة كردستان في الصغر، وعمل على التعمق في معرفة كوادر حركة حرية كردستان، وأسلوب تنظيمهم ومنهم الشهيد معصوم قورقماز، وقالت: "انضم إلى حركة حرية كردستان عام 1993، وكان مؤمناً بأن رؤية كردستان حرة تحتاج للتضحية بالروح والدم، والجرأة والجسارة التي اتسمت بها شخصية الشهيد عكيد".

وسطر الشهيد جهاد ملاحم بطولية عظيمة في كردستان، وأثناء قيامه بإحدى النشاطات مع رفاقه وقعوا في كمين نصبته لهم دولة الاحتلال التركي وارتقى لمرتبة الشهادة مع رفاقه عام 1995.

وبيّنت زهيدة شيخو سبب تأثر شعب بأكمله بقفزة 15 آب والشهيد القيادي عكيد: "لارتباطه القوي بالقضية الكردية وفكر القائد عبد الله أوجلان أعلن الكفاح المسلح ضد المحتل، ليثبت بأنه ما من قوة قادرة على كسر إرادة شعب أراد حياة حرة بمقاومته".

"إطلاق الرصاصة الأولى في جبين العدو كانت بمثابة تحذير للطغاة والمحتلين"

أما آسيا جعفو والدة الشهيد دمهات، الاسم الحقيقي مصطفى عمر، والذي التحق بصفوف حركة حرية كردستان في عام اختطاف القائد عبد الله أوجلان عام 1999، كانت الفكرة مترسخة في عقله عندما قرأ عن الشهيد عكيد وسمع عن بطولته.

وأكدت آسيا جعفو على الدور البارز للشهيد القيادي عكيد في القضية الكردية، وقالت: "قدم تضحيات في سبيل شعب بأكمله وخطوته في إطلاق الرصاصة الأولى في جبين العدو، كانت تحذيراً للطغاة والمحتلين بأن من يتعدى على أراضي كردستان سيتلقى رداً قاسياً وأن الكرد ما عادوا كالسابق ولن يتنازلوا عن حقوقهم المسلوبة".

وأضافت آسيا جعفو: "إن التزام الشهيد عكيد بمبادئ حركة حرية كردستان وجسارته من خلال اتخاذ الخطوة الأولى في إعلان الكفاح المسلح وتغيير أسلوب ونمطية مقاومة الحركة جعله مصدراً لالتحاق العديد من الشبان الكرد لحركة الحرية".

وعن مكتسبات قفزة 15 آب قالت آسيا: "بفضلها أسسنا اليوم قواتنا العسكرية التي تدافع عن المنطقة ضد الهجمات الاحتلالية، وتمكنا من تعريف أنفسنا للعالم أجمع بأننا لن نتنازل عن حقوقنا ونأخذها بالقوة إن تطلب الأمر".

ووجّهت آسيا رسالة للوطنيين والشعب الكردي: "على الجميع الالتفاف حول هذه الحركة لأنها الطريق الصائب وتقود القضية الكردية نحو الحرية والنصر، بوجود الكريلا نحن الكرد موجودون ولولاهم لضعنا، وعلينا نحن أن نكون لائقين لتضحيات كوادر هذه الحركة عبر تصعيد نضالنا وتنظيم أنفسنا وفق فكر وفلسفة القائد عبد الله أوجلان".

(أ ب)

ANHA