"آكري".. الفرقة التي أعطت للكفاح لوناً وصوتاً

"دون تداخل الثقافة والفن مع النضال والكفاح.. ستكون الثورات باردة بلا لون" بهذه الجملة، اختصر منان حسكولك مؤسس فرقة آكري بحلب دور الفرقة في مواكبة الثورة المعلنة في جبال كردستان، لتصبح ألحان الفرقة وأغانيها ضيفة كل أسرة وطنية في عموم روج آفا منذ نشأتها.

"آكري".. الفرقة التي أعطت للكفاح لوناً وصوتاً
"آكري".. الفرقة التي أعطت للكفاح لوناً وصوتاً
"آكري".. الفرقة التي أعطت للكفاح لوناً وصوتاً
"آكري".. الفرقة التي أعطت للكفاح لوناً وصوتاً
"آكري".. الفرقة التي أعطت للكفاح لوناً وصوتاً
"آكري".. الفرقة التي أعطت للكفاح لوناً وصوتاً
"آكري".. الفرقة التي أعطت للكفاح لوناً وصوتاً
"آكري".. الفرقة التي أعطت للكفاح لوناً وصوتاً
"آكري".. الفرقة التي أعطت للكفاح لوناً وصوتاً
13 آب 2024   07:15
حلب
محمد عبدو

يشير سعيد بيرهات أحد الفنانين الأوائل المنضمين إلى فرقة آكري بحلب إلى أن حركة حرية كردستان إلى جانب العديد من الأحزاب الكردية، تنبهت في ثمانينيات القرن الماضي إلى ضرورة العمل على توسيع رقعة الدعاية للثورة، وعليه تم البدء بإنشاء الفرق الفنية لشحذ الهمم وصون الثقافة واللغة اللتان تعتبران هوية الفرد والمجتمع.

في هذا الإطار يقول الشاعر منان حسكولك مؤسس فرقة آكري بحلب إن تأسيس الفرقة أتى بمقترح من قبل عضو اللجنة التنفيذية لحزب العمال الكردستاني (PKK)، مراد قره يلان عام 1986 عندما كان في زيارة لبيت منان في حي الشيخ مقصود بمدينة حلب.

بحسب ما يفيد به حسكولك فإن الفرقة بدأت به كعازف وشاعر ومغنين من أولاده الثلاثة، ورغم الإمكانيات الضعيفة إلا أن فرقة آكري استطاعت جذب المواهب الكردية الشابة التي كان يتم إقصاؤها من قبل الأنظمة الحاكمة، ليصل عدد المنتسبين إليها خلال 5 أشهر إلى 150 عضواً وعضوة في مختلف الفرق الفنية الغنائية وأخرى للرقص الفلكلوري والمسرح.

إسهامات في تثبيت ركائز الثورة

كان لفرقة آكري في مدينة حلب دور ريادي في نشر اللغة الكردية عبر تخصيص يوم في الأسبوع لتدريس الكرد لغتهم بالاعتماد على كتب وقواميس قليلة جرى إخفاؤها من قبل الأهالي الغيورين على تاريخ الكرد عن عناصر حكومة دمشق آنذاك.

كما وعملت فرقة آكري بحلب على صون الثقافة والفن الكردي وتقديم العروض الفنية في كل من (حلب، دمشق، عفرين، لبنان، الرقة، كوباني)، وغيرها من المناطق.

وأسهمت الدواوين الشعرية للعديد من الشعراء الكرد آنذاك في إغناء ألبومات الفرقة، كالشاعر أحمد عكاش و دواوين الشاعر منان باسم ( ŞER Û AVÎN, CENG Û AVÎN) وغيرهم الكثير.

ويرى حسكولك بأن تأسيس الفرقة كان بمثابة حدث مهم لأجزاء كردستان الأربعة وخاصة روج آفا فقد كانت الفرقة إحدى الركائز الأساسية لصناعة ثورة التاسع عشر من تموز، عبر إيقاظ المجتمع من السبات الذي كان فيه بسلاح الثقافة والفن.

لماذا آكري...؟

وتم اختيار اسم "آكري" لتخليد ذكرى ثورة آكري التي انطلقت من المنطقة التي تضم أعلى قمة جبلية في كردستان بقيادة إحسان نوري باشا، بتخطيط من تنظيم خويبون ضد اضطهاد الدولة التركية، في عام 1926.

ومن أبرز المناضلات والمناضلين الذين انضموا من الفرقة إلى صفوف الكريلا واستشهدوا في سبيل القضية التي آمنوا بها هم الشهيدة شيلان كوباني إحدى المؤسسات الأوائل لحزب الاتحاد الديمقراطي، والشهيد سورو وجلال وبرجم وشكري وعدنان وغيرهم.

يشير سعيد بيرهات إلى أن كوادر حركة الحرية أسسوا فرقة تحمل الاسم نفسه في مدينة عامودا، نظراً لحجم الزخم الشعبي والانتشار الكبير لاسم "آكري" والتي أسهمت بدورها في إصدار العديد من الألبومات وإحياء الفن والثقافة الكردية وخاصة في منطقة الجزيرة.

تعرض أعضاء الفرقة وعلى رأسهم مؤسسها منان حسكولك للاعتقال والاختطاف أكثر من 3 مرات، على يد الأجهزة الأمنية التابعة لحزب البعث، إلى جانب التهجم عليهم في نوروز كتخ عام 1986 من قبل تلك الأفرع إلا أن الشعب التف حول أعضاء الفرقة وحماهم من الاختطاف.

الإنجازات الفنية

أسهمت فرقة آكري في إنتاج العديد من الألبومات الغنائية التي تضم كل واحدة منها عشرات الأغاني منها: 

"APO YÊ ME TIVINGE", " BILBIL LI ŞAXÊ"," EV DENG JI KURDISTAN TÊ PKK NE"," ZÎNDANA DÎYAR BEKIR"

إلى جانب العشرات من الأغاني الثورية باللغة العربية، أشهرها " لسنا عشاق الدمار"، "حلبجة"، " على الثورة صفوف صفوف"، " عزيز الشهيد"، " فلسطينيين"، " جيل التضحيات".

والتقى أعضاء الفرقة بالقائد عبدالله أوجلان مرتين الأولى في بدايات عام 1990 في حلب والثانية في نهايات العام نفسه في لبنان، وحسب منان فإن القائد عبد الله أوجلان أثنى على جهودهم المبذولة، لصون الفن وإيصال صوت الثورة عبر إمكانيات بسيطة.

رسالة المؤسسين

في نهاية حديثه قال منان حسكولك ممتدحاً الفن "دون تداخل الثقافة والفن مع النضال والكفاح.. ستكون الثورات باردة بلا لون"، وبعث رسالة للفنانين الجدد مفادها أن الثورة تحتاج لأشخاص واعين ومثقفين فعليهم التسلح بالوعي والثقافة لاستكمال الإرث الفني لقضية الشعب الكردي.

أما سعيد بيرهات فتمنى في ختام حديثه من الجهات المعنية سواء حركة الثقافة والفن أو هيئة الثقافة بالإقليم، تبني الألبومات التي أصدرتها فرقة آكري، لإعادة إحيائها مرة أخرى وصناعة فيديو كليبات تليق بتضحيات شهداء هذه الفرقة.

ومع انطلاق ثورة 19 تموز في شمال وشرق سوريا، عمل مؤسسو الفرقة التي لم يتبقَ منهم سوى قلة قليلة على، تقديم عروضها وفقراتها علناً بعد انضمامها إلى مركز جميل هورو للثقافة والفن بمدينة حلب، كما تشارك في الأعمال الفنية التي من شأنها دعم الثورة معنوياً.

(ك)