ممثلة IPPNW: العزلة تسبب مشكلات جسدية والهيئات الأوروبية مسؤولة عن وضع إمرالي

أوضحت ممثلة IPPNW، أن العزلة تسبّب مشكلات جسدية، وأكدت أن الهيئات الأوروبية والدولية لحقوق الإنسان، وخاصة لجنة مناهضة التعذيب والمحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان، مسؤولة أيضاً عن الوضع في إمرالي.

ممثلة IPPNW: العزلة تسبب مشكلات جسدية والهيئات الأوروبية مسؤولة عن وضع إمرالي
1 آب 2024   15:25
الحسكة

عقدت هيئة الصحة اليوم، في مدينة الحسكة مؤتمراً، تحت شعار "العزلة هي أكبر تهديد لصحة الإنسان وانتهاك لأبسط حق في الحياة، ونظام جزيرة إمرالي جريمة بحق الإنسانية".

وفي مداخلة لممثلة رابطة الأطباء الدوليين لمنع الحرب النووية وتحويلها إلى حركة سلام IPPNW، جيزيلا بنتيكر، والمختصة في مجال حقوق الإنسان وحقوق اللاجئين والمصابين بصدمات نفسية في ألمانيا، عبر تطبيق الزووم، وأشارت إلى: "أتيحت لي الفرصة لزيارة روج آفا عام 2014 وجنوب كردستان عدة مرات، منذ 26 عاماً ونحن نزور شمال كردستان، ونلتقي بمختلف المجموعات المعنية بحقوق الإنسان والمحامين والسياسيين المحليين والأطباء والاختصاصيين الاجتماعيين. لذلك انخرطنا في الصراع التركي الكردي وشاركنا في الأنشطة الدولية من أجل عملية سلام سلمية".

وأضافت: "لدينا خبرة في مدى عمق حضور عبد الله أوجلان بين الشعب الكردي، وكيف يحاولون تحقيق مشروعه الخاص بالكونفدرالية الديمقراطية، ونموذجه لمجتمع ديمقراطي متساوٍ وفي شمال كردستان على وجه التحديد، نرى كيف تغيّر المجتمع على مر السنين، على الرغم من الظروف القاسية التي عاشها السياسيون الأكراد، اضطر العديد من الأشخاص الذين التقينا بهم إلى مغادرة البلاد أو أنهم في السجن".

وبيّنت: "أنهم يشاطرون القلق العميق بشأن الظروف القاسية في السجون التركية وخاصة بالنسبة للسيد أوجلان والسجناء الثلاثة الآخرين في إمرالي، بحيث تُمارس العزلة في السجون في معظم البلدان، وليس لدى الهيئات الدولية المعنية بحقوق الإنسان قواعد واضحة في هذا الشأن، ومع ذلك يطلق عليه اسم التعذيب الأبيض اعتماداً على مدة العزلة. ونوّهت بقولها "العزلة تعني أن يبقى السجين وحيداً في زنزانته ولا يتاح له سوى ساعات قليلة للاتصال بالسجناء الآخرين، فمنذ 4 سنوات يعاني سجناء إمرالي من العزلة عن العالم الخارجي، ما يعني أنهم معزولون وليس لديهم أي اتصال بمحاميهم وأفراد عائلاتهم، لذلك منذ 4 سنوات لا نعرف شيئاً عن حالتهم وصحتهم، ولا نعرف ما إذا كانوا يحصلون على الكتب والوصول إلى وسائل الإعلام، كما أنهم بحاجة إلى التواصل الاجتماعي والتحفيز الحسي، وإذا لم يحصلوا عليها، فسيصابون بالتقزم".

وأضافت: "كانت هناك بعض الأبحاث حول تأثير العزلة على صحة الإنسان، لقد كانت الأبحاث العسكرية في الأساس، ولاحقاً كانت الأبحاث المتعلقة بالمهمات الفضائية، ومؤخراً كانت التجارب خلال جائحة كورونا هي التي أظهرت الضرر الذي يمكن أن تسببه العزلة على الصحة العقلية والجسدية، فيستذكر سيب جرايسنر من مركز علاج ضحايا التعذيب في برلين، نتائج عدة أبحاث ومنها: العزلة لفترة طويلة تؤدي إلى انخفاض في القدرة على التفكير والتمسك بالأفكار ليركز لحل المهام المعقدة، بالإضافة إلى ضعف الذاكرة ونوبات الخوف والذعر، إلى جانب مشكلات جسدية منها "انخفاض ضغط الدم، وانخفاض ضربات القلب وانخفاض وتيرة التنفس، والصداع، وانخفاض اللياقة البدنية، وانخفاض الإحساس بالوقت، والهلوسة، وانخفاض الشعور بالألم، والارتباك العاطفيكل هذه التأثيرات يمكن التحقق منها من خلال الفحوصات الفيزيولوجية العصبية وهي تدوم لفترة طويلة بعد انتهاء العزل وتحتاج إلى علاج نفسي من المتخصصين.

وتابعت: "لا نعرف كيف تأثر السجناء في إمرالي، في بداية سجنه، كتب السيد أوجلان العديد من الكتب التي يمكن نشرها وحتى ترجمتها إلى الألمانية، ويمكنه إرسال طلب إلى المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان حول أفكاره وسبل حل المسألة الكردية، وخلال الفترة القصيرة من محادثات السلام من عام 2011 إلى عام 2015، شارك في المفاوضات بين الحكومة التركية والأحزاب الكردية التي اقتربت من التوصل إلى اتفاق والتي أوقفها الرئيس أردوغان فجأة بعد الانتخابات، ولم يتمكن المحامون في كثير من الأحيان من زيارة السيد أوجلان، كما تم سجن العديد منهم، بعد إضراب طويل عن الطعام للسجناء السياسيين، لم يُسمح إلا بعدد قليل من الزيارات عام 2019، وكان آخر اتصال في آذار 2021 من خلال مكالمة هاتفية قصيرة جداً مع شقيق السيد أوجلان".

وأكدت: "أن الهيئات الأوروبية والدولية لحقوق الإنسان، وخاصة لجنة مناهضة التعذيب والمحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان، مسؤولة أيضاً عن الوضع في إمرالي، فهي لا تتصرف وفق مهماتها، وفي العديد من البلدان الأخرى ينتقدون علناً الظروف في السجون، وفي حالة تركيا فإن احتجاجها ضعيف للغاية وليس له أي عواقب، وكانت آخر زيارة لإمرالي عام 2019 ولم يتم نشر التقرير".

ولفتت بالقول: "الصراع التركي الكردي هو جرح مفتوح في الشرق الأوسط. وهي تتصاعد في السنوات الأخيرة، ويحاول أردوغان والحكومة التركية حل المسألة الكردية بالحرب والعنف، ويقاتلون الأكراد في شمال كردستان وشمال شرق سوريا وشمال العراق، ومن يسمون بأصدقاء تركيا يلتزمون الصمت أو حتى يدعمون علناً السياسة التركية، على سبيل المثال في ألمانيا بحظر حزب العمال الكردستاني باعتباره منظمة إرهابية".

وأوضحت جيزيلا بنتيكر: "لقد سئم الشعب الكردي والعديد من الشعب التركي من القتال، ويتعين على الدول الأوروبية والشركاء في حلف شمال الأطلسي أن يحاولوا إقناع الحكومة التركية بأن محادثات السلام الجديدة مع الأكراد ومع زعيمهم أوجلان من شأنها أن تحسّن الظروف المعيشية للجميع في تركيا والشرق الأوسط، يجب عليهم حماية الأكراد الذين يضطرون إلى الفرار من تركيا وسوريا وإيران والعراق، يجب على ألمانيا أن تتوقف عن تجريم الأكراد الذين ينخرطون في السياسة الكردية.

وأكدت ممثلة رابطة الأطباء الدوليين لمنع الحرب النووية وتحويلها إلى حركة السلام IPPNW، أنهم يدعمون حملة "الحرية للقائد عبد الله أوجلان والحل للقضية الكردية"، ونحن جزء منها.

هذا وتستمر أعمال المؤتمر الذي نظمته هيئة الصحة بمناقشة المحاور وسط مداخلات عبر تطبيق الزووم؛ لبحث التداعيات الصحية على القائد أوجلان بسبب العزلة المفروضة عليه في سجن إمرالي.

(ل م)