مجزرة علقمش ماضٍ لا ينسى وعبرة للحاضر والمستقبل

يتناقل أهالي قرى آليان، عن آبائهم وأجدادهم في مثل هذا الوقت من كل عام، وحشية وبطش جيش الاحتلال التركي الذي أحرق قراهم، وارتكب مجزرة في قرية علقمش بباكور كردستان، وأحرق قريتي ديرنا آغي وكندكي شلال انتقاماً لثورة الشيخ سعيد.

مجزرة علقمش ماضٍ لا ينسى وعبرة للحاضر والمستقبل
مجزرة علقمش ماضٍ لا ينسى وعبرة للحاضر والمستقبل
مجزرة علقمش ماضٍ لا ينسى وعبرة للحاضر والمستقبل
مجزرة علقمش ماضٍ لا ينسى وعبرة للحاضر والمستقبل
21 آب 2024   05:10
قامشلو
 ريناس رمو

لطالما اتبعت دولة الاحتلال التركي سياسة الإبادة والاجرام من قمع وترهيب وارتكاب المجازر بحق الشعب الكردي وباقي شعوب المنطقة؛ بهدف إخضاعها ومنعها من المطالبة بحقوقها المشروعة. وخصوصاً بعد ثورة الشيخ سعيد، فقد بدأت هذه المجازر من قرية علقمش وديرنا آغي وكندكي شلال عام 1926 وتبقى مجزرة ديرسم والتي راح ضحيتها أكثر من 40 ألف شخص بين عامي 1937 و1938 وصمة عار في تاريخ الاحتلال التركي.

واستخدم جيش الاحتلال التركي جميع أنواع التعذيب والترهيب بحق أهالي القرى الحدودية؛ من حرق وقصف وإطلاق الرصاص الحي، وما تزال حتى اليوم تمارس السياسة نفسها بحق الشعب الكردي.

أحداث المجزرة ما برحت عالقة في ذاكرة المجتمع لا يمكن نسيانها، وتبقى عبرة تاريخية حول سياسات الإبادة التي تنتهجها الدولة التركية في الوقت الراهن ضد شعب المنطقة.

مجزرة علقمش

تقع قرية علقمش في منطقة شرنخ في باكور كردستان (شمال كردستان)، وتتبع لجزيرة بوطان إدارياً، وتعد من القرى الحدودية بين باكور كردستان وروج آفا، وتبعد عن شرنخ مسافة 45 كم وعن نصيبين 40 كم. 

دلال سليمان سعدون من قرية زخيري بمدينة جل آغا، والتي تجاوز عمرها قرناً من الزمن، تتذكر على لسان زوجها ووالده اللذين نجيا من مجزرة علقمش بعضاً من أحداث المجزرة، وتقول في ذلك: "حاصر جنود الاحتلال التركي القرية عام 1926 وأضرموا النيران من كل الجهات ومنعوا الأهالي من الخروج".

وأضافت دلال سليمان سعدون الطاعنة في السن، أن أكثر من ألف شخص، من نساء وأطفال وشباب تم حرقهم في ذلك اليوم، كانت مجزرة رهيبة، تم حرق كل من كان في القرية، واستطاع 17 شخصاً فقط النجاة من الحريق، ولجؤوا إلى روج آفا، من بينهم أهالي من عشيرة بوتكا وأحمد إسماعيل عثمان الذي سكن في قرية ديرنا قلنكا، وكان في وقت سابق تحدث لوكالتنا عن تلك المجزرة.

وأكدت دلال أن والديها أخبراها أن جيش الاحتلال التركي كان يعيد كل من يحاول النجاة من الحرق إلى النار، ويتلذذ الجنود ويغنون وهم يحرقون أهالي القرية.

حرق قرى ديرنا آغي وكندكي شلال

بعد مجزرة علقمش اتجه جيش الاحتلال التركي إلى قرية ديرنا آغي في روج آفا، والتي تقع على الحدود المصطنعة بين باكور كردستان وروج آفا، وتتبع لمدينة كري لكي في مقاطعة الجزيرة، وقاموا بحرق القرية بسبب دعم آل عفدي مرعي آغا لثورة الشيخ سعيد، بعدها اتجه الأهالي إلى قرية كندكي شلال، فعاود الاحتلال التركي حرق قرية كندكي شلال، أيضاً فاتجه الأهالي إلى قرية موسى كورا والتي كانت تقع تحت وصاية فرنسا في تلك الحقبة.

الاستاذ مصطفى رمو من أهالي قرية ديرنا آغي، جمع معلومات عن تلك المجزرة على لسان بعض المسنّين في القرية، ويقول: "بعد ثورة شيخ سعيد بدأت تركية بسياسة الانتقام من جميع القرى والأشخاص الذين شاركوا في الثورة، وبينهم قرية ديرنا آغي والتي تُعد مركزاً لقرى اليان ومحل أطماع الاحتلال التركي عبر التاريخ".

وعن وحشية جيش الاحتلال التركي أوضح مصطفى رمو أن تركيا حرقت القرية وقامت بقصفها، حتى أنها هدمت مسجد ملا عمر في القرية وحرقته، فالتجأ الأهالي إلى قرية كندكي شلال، فقامت بحرق قرية كندكي شلال أيضاً بأمر من القائد العسكري التركي آنذاك، وكان يدعى علي بك، فتوجه الأهالي إلى قرية موسى كورا.

مقاومة بطولية أجبرت تركيا على الانسحاب

توجه عفدي مرعي آغا إلى الفرنسيين، وطلب منهم إقامة محمية فرنسية في قرية موسى كورا لمنع تركيا من احتلال المزيد من الأراضي في روج آفا، وقامت فرنسا بإنشاء محمية لها في قرية موسى كورا.

وبدأ آل مرعي وبالتعاون مع جميع أهالي قرى آليان بإشعال مقاومة بطولية ضد جيش الاحتلال التركي، وقصص تلك المقاومة ما تزال تسرد بين الأهالي حتى اليوم، وكيف اتحدوا جميعاً ضد الاحتلال التركي وأجبروه على الانسحاب من تلك القرى.

مصطفى رمو أوضح: "طالما كانت أراضينا محل أطماع الدول الرأسمالية وشعبنا مستهدفاً عبر التاريخ وحتى اليوم، وعلينا أن نأخذ العِبر من الأحداث التاريخية. إن مقاومتنا ضد الاحتلال هو شرف وإننا أصحاب حق وقضية وسنستمر في وحدتنا لحماية مكتسبات شعبنا".

(ك)